قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، إنَّ الصحابيّ الجليل مسلمة بن مخلد الأنصاري، الذي تولَّى ولاية مصر قبل الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان "من عام 47 إلى 68 هجريًا" هو أول من بنى كنيسة ب"فسطاط مصر"؛ تأكيدًا لتعاليم الإسلام السمحة الذي ينادى بالتسامح وحرية العقيدة. وأضاف، في تصريحات له الخميس، أنَّ الصحابيّ مسلمة بن مخلد هو صاحب أول زيادة في جامع عمرو بن العاص، حين ضاق المسجد بأهله فزاد فيه من الجهة الشرقية والشمالية وجعل له رحبة. وأشار إلى أنَّ مسلمة يعد أول من جعل المآذن في المساجد الإسلامية عام 53هجريًّا، وكانوا قبل ذلك يؤذنون على ظهر الجامع أو على بابه، لافتًا إلى أنَّ عمارة مسلمة لجامع عمرو بن العاص تضمَّنت بناء صومعة عند كل ركن من أركانه، كما جعل فيه منائر"مآذن" وزاد عدد المؤذنين وأمرهم أن يؤذنوا للفجر إذا مضى نصف الليل، وأمر ألا يضرب فيه ناقوس عند الفجر كما كان يضرب. من جانبه، قال الباحث الأثري، أبو العلا خليل، إنَّ مسلمة بن مخلد هو الذي استقبل السيدة زينب ابنة الإمام علي بن أبي طالب وحفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي اختارت الإقامة في مصر عقب مقتل أخيها الإمام الحسين، ودخلت مصر أول شعبان سنة 61هجريًّا، وأنزلها الوالي مسلمة بداره بالحمراء القصوى، فأقامت بها 11 شهرًا ونحو 15 يومًا من شعبان.