في ولايته على مصر "44 الي 47هجريا" كتب الصحابى عقبة بن عامر إلي معاوية خليفة المسلمين بأن يستقطع له أرضا يسترزق فيها، فأقطعه ألف ذراع في ألف ذراع ( 83 فدانا وثلثا) قال له بعض مواليه، اختر أرضا مستصلحة فازرعها وابتني بها بيتا، فرفض (لأن في عهدنا مع القبط عند فتح مصر ألا يؤخذ من أنفسهم ولا نسائهم ولا أولادهم ولا أرضهم شيئا.) فأخذها من أراضي طرح النهر في الغرب ناحية الجيزة، زرعها بالفواكه، سميت "منية عقبة" أو بساتين عقبة أو "ميت عقبة" علي عداد السيارة وجدت المسافة من شاطئ النيل من عند مسرح البالون حتي منطقة ميت عقبة هي كيلو متر هو طرح النهر الذي يطمي غربا في الفيضانات علي مدي 1300 سنة ووجدت فيه منزل محور 26 يوليو وميدان سفنكس ونادي الترسانة ووزارة الشباب وفى في زمن عقبة لم تكن هناك مناطق بولاق وجزيرة الزمالك وكانت منطقة النهر متسعة حتي الدولة الفاطمية (969 -1171م) فكانت منطقة استعراض القطع البحرية حتى 680ه عندما جاء إطماء كبير للنيل فكون ساحل بولاق وتراكم حول سفينة غارقة فكون جزيرة الزمالك. وصلت القرية القديمة او أو المنطقة الشعبية أو منطقة ميت عقبة .. لتدخل بالكاد بسيارتك في شارع السوق الممتد بعرض المنطقة ويتفرع منه شوارع ملتوية ضيقة وتترجل للبحث عن مسجد باسم عقبة بن عامر فتدخل حارة تسمح بمرورالبعض معك ثم تضيق لأقل من متر فتتوقف لتفسح لعابر مقابل والبيوت مفتوحة فلا يدخلها الغرباء فيقف ليسألك (بتدور علي إيه؟) ويتركك لتصل للمسجد لدقائق و ينتظرك عائدا.. عند المسجد الصغير ذو المئذنة في قلب الحي باسم مسجد عقبة بن عامر تستوقفني لافتة علي يسار بابه (بسم الله الرحمن الرحيم تم تشييد هذا المسجد بالجهود الذاتية وقد غطي القدر الأعظم من تكاليفه فضيلة الأستاذ عبد اللطيف محمد المنصور الملحق الصحي لدولة الكويت الشقيقة تم افتتاح هذا المسجد 14 شعبان 1400 ه 27 يونيو 1980). وهناك مسجد ضيق من 4 أدوار تضم عيادة شاملة ودار حضانة عليه لافتتان احداهما باسم عقبه بن عامر والاخرى باسم ( عقبة بن نافع ) مساحة منطقة ميت عقبةالان تعادل 157 فدانا هي ضعف ما كانت عليه أصلا رغم ما اقتطع منها للعمران وتعداد سكانها 130 ألف نسمة وتتبع حاليا حى العجوزة .. وكانت تتبع حي المهندسين 1950 منذ انشا في المنطقة الزراعية بغرب نيل االجيزة حيث أخذت المدنية تجتذب قرية ميت عقبة وتغلفها بالمباني العصرية من فيلات وعمارات و أبراج شوارع جامعة الدول وعرابي وميدان لبنان وشهاب ومصر والسودان تاركة لها واجهة وحيدة علي شارع عقبة أمامها نادي الزمالك والترسانة. وكان للقرية عمدة حتي السبعينات والهجرات من محافظات مصر فتغيرت معالمها وتكدست بالسكان ثم جاء محور 26 يوليو في عام 2000 م ليخترق قلب القرية ويقتطع طريقا في اتجاهين وأزيل 400 بيت ونقلت 510 أسر إلي منطقة البراجيل وأطل قلبها علي أهم محور في القاهرة فأصبح لبيوتها أسعار تظهر في لافتات للبيع والتي أصبحت أبراجا سكنية أو تجارية علي أهم محور مروري . 40 عاما من الحب بين الصحابي عقبة بن عامر ومصر وأهلها منذ وصلها 9 من ذي الحجة 18ه وحتي وفاته 8 من شعبان 58ه وقد جاء بالرسالة الشهيرة من عمر بن الخطاب إلي عمرو بن العاص (إن كان دخل مصر فليستمر) وذلك في ليلة أول عيد أضحي بمصر 18 ه فقال ابن العاص عندما تأكد أنه عبر مهبط سيل العريش وأصبح في مصر (هذا المساء عيد) فسميت منطقة تمركزه بقواته في غرب العريش (المساعيد). هو في الأصل راعي غنم قابل النبي[ في طريق الهجرة وأقام في المدينة ومعدود فيمن خدم الرسول وكان من أهل الصفة وهي مكان في مسجد النبي[ يؤوي فقراء المهاجرين ومن لم يكن له منزل وكان صاحب بغلة الرسول[ (الشهباء هدية المقوقس) يمسك خطامها "حبلها" في الغزوات، وشارك في فتوح الشام وكان بشارة فتح دمشق إلي عمر بن الخطاب (13 -25ه) وهو الذي أشار علي أمير المؤمنين بفتحها وله دار في دمشق وكان فقيهاً، شاعراً، وقد كتب القرآن بيديه، وحاول ألا يحرقه عندما أمر عثمان بتوحيد نسخة المصحف ويقال روي 170 حديثاً عن الرسول منها قول الرسول له "ياعقبة بن عامر ! أمسك عليك لسانك، وليسعْك بيتُك، وابك علي خطيئتك، وصل من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك" وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن حتي أبكي عمر بن الخطّاب. وشارك في فتح مصر وحدد قبلة مسجد عمرو مع 80 صحابيا وأرسله ابن العاص لقري الدلتا (أسفل الأرض) ففتحها وصالح أهلها كما بني بيتا في الفسطاط، مجاورا للصحابي المقداد بن الأسود، وضم الدارين أثناء ولايته علي مصر بشراء دار المقداد ليبني دارا لرملة بنت معاوية نسبة إلي عمتها رملة بنت أبي سفيان "أم حبيبة" زوج النبي فأرسل الخليفة اجعلها للمسلمين ثم أهداها معاوية لابنه يزيد لقربها من مسجد عمرو (مقر الحكم) فتذمر الناس، فجعلت مقرا لولاة مصر، وسميت دار الرملة، ومنطقتها (منطقة الرملة). في 35ه تولي إمارة مصر لأول مرة نيابة عن الصحابي عبدالله بن أبي السرح (والي مصر 25 35 ه ) الذي خرج إلي المدينة لمؤازرة الخليفة عثمان في الفتنة لكن محمد بن أبي حذيفة انقلب عليه وأخرجه من مدينة الفسطاط (العاصمة) فذهب إلي معاوية في الشام، وبعد مقتل عثمان وقف مع معاوية في معركة صفين، ضد علي بن أبي طالب(37ه) وحضر التحكيم بين الطرفين ثم مقتل الإمام علي 40ه، وتنازل الحسن عن الخلافة 41ه، وإعلان معاوية خليفة. بعد 3 سنوات وفي ذي الحجة 44ه تولي عقبة بن عامر مصر، علي خراجها(ضرائبها) وصلاتها لمدة عامين وثلاثة أشهر ففي 20 ربيع أول 47ه جاءه الصحابي مسلمة بن مخلد، بخطاب من معاوية يأمره بركوب البحر لغزو قبرص وفي عرض البحر عرف أن معاوية أعطي الولاية لمسلمة فقال "خلعاً وغربة". وكان أول من نشر الرايات علي السفن وشارك في حصار القسطنطينية بقيادة يزيد بن معاوية. عاد عقبة إلي مصر وأرضه من أراضي طرح النهر في الغرب ناحية الجيزة، زرعها بالفواكه، سميت "منية عقبة" أو بساتين عقبة أو "ميت عقبة" وتوفي في 8 من شعبان 58ه وقد أنجب من الأبناء عشرة وابنة واحدة وترك 70 فرساً بنبالها، في سبيل الله..