أسعار النفط تقفز 3% وسط تقارير عن ضربات إسرائيلية على إيران    محلية النواب: إيقاف قضايا مخالفات البناء بداية من 5 مايو    وزير الخارجية التركي يبحث مع نظيره الإيراني آخر التطورات في الشرق الأوسط    مجموعة السبع تدين القتال وتدهو الوضع الإنساني بالسودان    عاجل.. نجم ريال مدريد يبلغ بيريز بقرار الرحيل    لوكاكو مطلوب في الدوري السعودي    منتخب ألعاب القوى البارالمبي يسافر إلى المغرب للمشاركة في بطولة مراكش الدولية    مصرع طفلة وإصابة 3 آخرين في حريق منزل بالفيوم    أحمد حاتم عن فيلم السرب: "مصر مبتسبش حق ولادها"    11 جامعة مصرية تشارك في المؤتمر العاشر للبحوث الطلابية بكلية تمريض القناة    طارق البرديسى: الفيتو الأمريكى تأكيد على سياسة واشنطن الجائرة ضد فلسطين    ولاية ألمانية تلغي دعوة القنصل الإيراني إلى حفل بسبب الهجوم على إسرائيل    تسجيل أول سيارة بالشهر العقاري المتنقل في سوق بني سويف    وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين    محافظ أسيوط يوجه الشكر لاعضاء اللجنة النقابية الفرعية للصحفيين بالمحافظة    أخبار الأهلي : حقيقة مفاوضات الأهلي للتعاقد مع لاعب البنك فى الصيف    مباشر BAL - الأهلي (30)-(16) سيتي أويلرز الأوغندي.. انطلاق منافسات الدوري الإفريقي    مطار مرسى علم الدولي يستقبل 149 رحلة تقل 13 ألف سائح من دول أوروبا    الحماية المدنية تسيطر على حريق في «مقابر زفتى» ب الغربية    إخماد حريق بمخزن خردة بالبدرشين دون إصابات    "التعليم الفني" يكشف تفاصيل انطلاق مشروع "رأس المال الدائم"    ضبط لص الدراجات النارية في الفيوم    محافظ كفر الشيخ يتابع فعاليات برنامج لقاء الجمعة للأطفال    صلاح السعدنى.. موهبة استثنائية وتأثير ممتد على مدى نصف قرن    التنسيق الحضاري ينهي أعمال المرحلة الخامسة من مشروع حكاية شارع بمناطق مصر الجديدة ومدينة نصر    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    دعاء يوم الجمعة قبل الغروب.. أفضل أيام الأسبوع وأكثرها خير وبركة    وزير الصحة يتفقد المركز الإفريقي لصحة المرأة ويوجه بتنفيذ تغييرات حفاظًا على التصميم الأثري للمبنى    محافظ الإسكندرية يدعو ضيوف مؤتمر الصحة لزيارة المعالم السياحية    عمل الحواوشي باللحمة في البيت بنفس نكهة وطعم حواوشي المحلات.. وصفة بسيطة وسهلة    من بينهم السراب وأهل الكهف..قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    محاكمة عامل يتاجر في النقد الأجنبي بعابدين.. الأحد    إسلام الكتاتني: الإخوان واجهت الدولة في ثورة يونيو بتفكير مؤسسي وليس فرديًا    6 آلاف فرصة عمل | بشرى لتوظيف شباب قنا بهذه المصانع    مؤتمر أرتيتا: لم يتحدث أحد عن تدوير اللاعبين بعد برايتون.. وسيكون لديك مشكلة إذا تريد حافز    إعادة مشروع السياحة التدريبية بالمركز الأفريقي لصحة المرأة    رجال يد الأهلي يلتقي عين التوتة الجزائري في بطولة كأس الكؤوس    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    جامعة القاهرة تحتل المرتبة 38 عالميًا لأول مرة فى تخصص إدارة المكتبات والمعلومات    «التحالف الوطني»: 74 قاطرة محملة بغذاء ومشروبات وملابس لأشقائنا في غزة    "مصريين بلا حدود" تنظم حوارا مجتمعيا لمكافحة التمييز وتعزيز المساواة    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    شرب وصرف صحي الأقصر تنفى انقطاع المياه .. اليوم    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    خالد جلال ناعيا صلاح السعدني: حفر اسمه في تاريخ الفن المصري    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 4 مجازر في غزة راح ضحيتها 42 شهيدا و63 مصابا    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    ليفركوزن يخطط لمواصلة سلسلته الاستثنائية    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في البحث عن الصحابة
أبوالدرداء المخطوب في الجنة! في قلب الإسكندرانية

المقام من الداخل أبو الدرداء أو أبو الدردار بلهجة أهل الإسكندرية هو صحابي جليل جاء مع الفتح الإسلامي 21 ه وشارك في فتح الإسكندرية وبقي علي أبوابها عامين، فقّه أهلها بالدين الجديد وأحبوه وأقاموا له مقام التكريم في شارع باسمه في منطقة اللبان وأقاموا له الموالد حتي 1967 ودافعوا عنه بالشائعات وأيدوه بالأساطير.. إنها حكاية إسلامية سكندرية..
مقام سيدي أبو الدرداء يتوسط قلب الشارع الرئيسي المسمي باسمه بمنطقة اللبان بالإسكندرية (ينطقها السكندريون أبو الدردار لتسهيل النطق) تحفه البنايات من جانبيه الشرقي والغربي ومنها كنيسة الروم الأرثوذكس وجنوبه علي أمتار المسجد العمري (نسبة إلي عمر بن الخطاب أو عمرو بن العاص) وهو الصحابي الجليل عويمر بن مالك الأنصاري.
الضريح الزاهي بلونية الأخضر الفسفوري مع الأبيض من الخارج والداخل مستطيل الشكل ضلعاه المواجهان للترام أطول من ضلعيه الغربي والشرقي وقد أقيم بشكله الحالي عام 1947م (1367 ه - بعد 1346 سنة من فتح الإسكندرية) وبابه الرئيسي هو الشمالي.. أما الجنوبي في اتجاه الجامع العمري فمغلق بضريح (أبوالدرداء) يرتفع لحوالي متر مغطي بالجوخ الأخضر ترتكز عليه برواز زجاجي مكتوبة بالحبر الشيني الأسود سيرة أبو الدرداء.
ينقسم المبني من الداخل لقسمين شرق وغرب بينهما ممر يطل عليه (شمال وجنوب) بابان من الحديد المشبك وكل قسم له نافذتان طويلتان (جنوب وشمال) و3 نوافذ قصيرة (شرق وغرب) وبه 12 عمودا مزخرفا ويزين السقف زخارف ملونة في كل جزء ضريحان بغطاء أخضر ملون بالأحمر يقال لأولاده ولم يثبت مجيئهم لمصر و لم يرزق إلا بالدرداء الكبري ثم الصغري وابنه بلال ويقول الأهالي إنها لمجهولين (قد يكونوا من خدام المقام كما وجدت في عديد من مقامات الصحابة) والمقامات عليها حوامل خشبية بمصاحف مفتوحة علي أحدها نقوش قماشية ملونة (لا إله إلا الله وأربع دوائر بأسماء الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي).
علي الباب الجنوبي لافتة (سيدي أبو الدرداء الصحابي) وأخري (لا إله إلا الله) وتتناثر علي المبني وحول الشبابيك عبارات (والنبي تصلي علي النبي - الله جل جلاله - سبحان الله وبحمده لله الحمد والشكر) وصندوق نذور أعلي المقام.
ولافتة علي الباب الشمالي (مقام سيدي عويمر بن عمرو الشهير بأبو الدرداء - تابع مشيخة الطرق الصوفية) وبين أسفل أذرعة الحديدية صندوق نذور والمبني أقرب لبرج قلعة ينخفض جناحيه الشرقي والغربي عن قلب مستطيلة الذي يرتفع سقفه عنهما بحوالي متر والجدار مزين من الخارج برسومات من الجص الأبيض في شكل مربعات ومثلثات.
للمقام رصيف عن الشارع وحواليه تدور خطوط الترام في دائرة الميدان الصغير لتعود لاتجاهها الشمالي والجنوبي من محطة المنشية وحتي محطة مصر.
أرصد أسماء المحلات ومكاتب المحاماة والمحاسبة والأطباء وغيرهم ما بين مسلم ومسيحي في العمارات مختلفة الارتفاعات وأسفلها ورش حدادة وخراطة ونجارة وصناعة الأحذية لوجود المعهد الصناعي الإيطالي (دون بوسكو) علي بعد 500 متر أمام التقاطع مع الشارع الرئيسي الطولي (الخديو الأول) وقد أنشأته جمعية القديس يوحنا بوسكو الإيطالية لمساعدة الشباب الكادحين عام 1896 لتعليم هذه الحرف لأبناء الإيطاليين أيام الاحتلال وانضم المصريين بعد ثورة 1952 .
وموقع المعهد قد يفسر وجود المقام فهو أصلا مكان (باب سدرة) أحد خمسة أبواب لأسوار الإسكندرية عند الفتح وسماها العرب بذلك لوجود شجرة نبق (سدر) أمامها، وكانت بوابة ضخمة لها قنطرة وخلفها ربوة ثم سور بعرض 5 أمتار وراءه خندق بعمق 18 مترا وقد أزيلت لإقامة الفصول الدراسية في المكان الذي خصص بامتيازات الأجانب آنذاك (وقد رآها الأستاذ يوسف الجزايرلي حتي سن 15 سنة وسجلها في موسوعة شوارع الإسكندرية فهو مواليد 1881م) ويقول ابن الحكم أن عمرو فتح الإسكندرية من ناحية القنطرة التي في نهاية الطريق إلي باب السدرة.
فهل كان موقع المقام هو (خباء) أبو الدرداء وعبادة بن الصامت في حصار الإسكندرية (3 أشهر) كقائدين عسكريين أمام أهم بواباتها واستمرارهما فيه 11 شهرا بعد توقيع اتفاقية الإسكندرية لخروج الروم و6 أشهر حتي مراسلات بين ابن العاص لابن الخطاب بالاستقرار في الإسكندرية واستفسار ابن الخطاب أن كان الماء يفصلهم عن المدينة ثم يعودون لبناء مدينة الفسطاط فمتوسط بقائهما حوالي العامين وفيه ألقي دروسه الدينية وسيأتيه المصريون (القبط) بطبيعة شغفهم لاستطلاع كل جديد، وقد يعتنق بعضهم الإسلام علي يديه فأقاموا له المقام تكريما رغم مغادرته ووفاته وقبره في دمشق.
كما تكشف الدراسات منذ الحملة الفرنسية 1798 عن وجود خزان مياه كبير قرب المقام وهو من 400 خزان للإسكندرية تملأ في الفيضان الصيفي والأمطار الشتوية فلم يكن للمدينة مصادر ماء دائمة فيها أقام أبو الدرداء بجواره من خبرة معركة بدر بتوفير مياه للمقاتلين فيزيد من احتمالات إقامته هنا.
وشارع أبو الدرداء هو الشارع العرضي رقم 10 من 11 شارعا في تقسيم الإسكندرية القديم وكان يبدأ من الميناء الشرقي ويمتد حتي ترعة المحمودية ويتبع حاليا شياخة قسم العطارين بحي وسط الإسكندرية.
وكان المقام بسيطا حتي العصر الأيوبي (567 - 648 ه) في جهود صلاح الدين الأيوبي لاضعاف المذهب الشيعي الفاطمي بإنشاء مدارس المذهب السنّي، وتشييّد الجوامع والمقامات للصحابة وفقهاء السنة للتوازن مع مشاهد آل البيت التي أقامها الفاطميون ليغير المذهب دون عنف أو دماء وتقبله المصريون بطبيعتهم الوسطية ببساطة مدهشة وكان أهل الإسكندرية يميلون للمذهب السني وثاروا ضد الفاطميين وأول من أوقف خطبة الجمعة للخليفة العاضد وأول من افتتح مدرسة سنية قبل الفسطاط.
وقد تطورالمقام لشكله الحالي 1947 م وكان له مولد سنوي في رمضان توقف بعد حرب 1967 .
وبوابة سدرة في موقع المعهد حاليا تقوي احتمال أن الجامع العمري أمامها مباشرة (يفصلهما عرض شارع الخديو الأول) هو المسجد الذي بناه ابن العاص في الحصار والهدنة (تقارب العامين ) وليس موقع مسجد الرحمة 25 ه في الفتح الثاني للإسكندرية (يقال في حدائق الشلالات بوسط المدينة).
- 1 -
تسابق قادة الجند في جيش الفتح للإقامة في قصورالروم ومنازلهم برفاهيتها وخيراتها عقب تسليمهم الإسكندرية وفضل الصحابيان أبو الدرداء وعبادة بن الصامت إقامة خباء (بيتٌ من وَبَرٍ أو شَعر أو صُوف ، يكون علي عمودَيْن أو ثلاثةٍ) ليقيما فيها مجاهدين لا ينشغلان بأمور الدنيا كما أمرهما الله ورسوله وحذر منه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
وكانت منازل الإسكندرية أخائذ بمعني المأخوذ وقد نزل ابن العاص في قصر أعطاه بعدها عبد الله بن سرح عندما تولي مصر 24 ه وأتخذ معاوية بن حديج قائد الشرطة منزلا وكذا أبو ذر الغفاري وبني الزبير بن العوام منزلا خاصا وجعلت باقي المنازل للجنود المرابطين لحماية الشواطئ من الغزوالبحري للروم في الصيف وعند عودتهم شتاء للفسطاط يسكنها الروم ويرممونها وفرض علي الجنود ألا يبيعوها أو يؤجروها.
❊❊❊
فهل امتن المصريون لأن أبو الدراء لم تغره رفاهية بيوت الروم وعاش وسط المصريين وكانوا مواطنين من الدرجة الثالثة بعد الروم واليهود بثرائهم فانحاز( للغلابة) ولماذا لم يرتبطوا مع عبادة ( وليسامحني المؤرخين هل لكونه ضخما وأسود اللون وبمهابة العسكريين وقد تطغي علي رقة رجال الدين - مجرد محاولة تفسير).
❊❊❊
اشترك الصحابيان في الخباء كما جمعتهما قبله وبعده أمور كثيرة فإن كان عبادة من أوائل مسلمي الأنصار في العقبة الاولي وأحد 12 نقيبا يبشرون للدين الجديد في يثرب قبل الهجرة وأبو الدرداء آخر من أسلم من الأنصار عقب موقعة بدر لكنهما بعدها اشتركا في كل الغزوات وحفظ القرآن في حياة النبي وحروب الردة ثم يرسلهما أبن الخطاب لتفقيه أهل الشام (15ه) ثم لفتح مصر وغزو قبرص (28ه مع معاوية بن أبي سفيان (أول غزوة في البحر). ولقضاء دمشق و تولاه عبادة في عهد ابن الخطاب وتولاه أبو الدرداء في عهد عثمان (24 35 ه ) ثم يموتان في سن 72 أبو الدرداء عام 32 ه ويدفن في دمشق وعبادة الأصغر بعامين يموت 34 ه ويدفن في فلسطين.
-2-
تأخر إسلام أبو الدرداء حتي غزوة بدر فقد كان عالما ودارساً، أخذ يدرس الدين الجديد ويتتبعه ويراقب النبي، وجاءته واقعة حاسمة فكان في بيته صنم و دخل عليه الصحابيان عبد الله بن رواحة ومحمد بن مسلمة، فكسراه فقام يجمع أحجاره و يقول له ألا دافعت عن نفسك؟ فقالت زوجته أم الدرداء: (لو كان ينفع أو يدفع عن أحد لدفع عن نفسه ونفعها ) فاغتسل، ولبس أجمل ثيابه و ذهب للنبي وأسلم وحرص علي التعبد والعلم و العمل ، وكان تاجرًا مشهورًا، فتفرغ للعلم والعبادة (وقال أسلمت مع النبي وأنا تاجر، وأردت أن تجتمع لي العبادة والتجارة فلم يجتمعا، فتركت التجارة وأقبلت علي العبادة، ولاأقول إن الله حرم البيع، ولكني أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.) فكان أحد خمسة صحابة جمعوا القرآن وحفظوه وهم معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت، وأبي بن كعب وأبوأيوب الأنصاري وقد عرف بالعفو والسماحة والشجاعة والنطق بالحكمة، فلقب حكيم الأمة
❊❊❊
تزوج أبو الدرداء مرتين ( الثانية بعد موت الأولي )هما الصحابية (خيرة بنت أبي حدر ) والتي أسلمت معه وله منها بنته الدرداء (الطفلة التي فقدت أسنانها ) وكانت باهرة الجمال فلقب والداها بها في المدينة وقبل أسلامه 1 ه والثانية في دمشق وقد سافر 15 ه ليفقه أهل الشام ثم تولي قضاء دمشق 23 ه وهي تابعية أخذت الفقه عن الصحابة ولم تر رسول الله تسمي (هجيمة بنت حيي) كانت باهرة الجمال ولدت وتربت في دمشق وتيتمت في بيت ورعاية أبي الدرداء فكانت يخفيها في برنس وهي طفلة تصلي بالمسجد في صفوف الرجال، وتجلس في حلقات قراءة القرآن ودروس الحديث ء. ولما نضجت أمَرَها أن تقف في صفوف النساء. وبعد موت زوجته الأولي تزوجها (أسوة بالنبي والسيدة عائشة التي يقال خطبها سن 9 سنوات) وأنجب منها بنتا أخري سماها الدرداء (حبا في الاسم والتكرار سمة في آل البيت وأبناء الصحابه خاصة أسماء عبد الله ومحمد وللإمام علي ولدان من زوجتين باسمه ميز بينهما (علي الأكبر وعلي الأصغر) أو للحفاظ علي كنيته التي خاطبه بها رسول الله[ أو لاحتمال وفاة الكبري فحمل ذكراها في اسم الصغري وهو ما يفسر طلب معاوية بن أبي سفيان وهو والي الشام خطبة الدرداء لابنه يزيد ( مواليد 24 ه في سن 10 سنوات عند موت أبو الدرداء ) فلا يعقل أن يطلب الأولي وهي مولوده قبل الهجرة إلا أن تكون مبالغة من بعض المؤرخين لتأكيد إيمان أبو الدرداء وزهده في بهرجة السلطة فيرفض الخطبه ويقول للمتعجبين من موافقته علي تزويجها من خاطب مسلم بسيط (ما ظنَّكم بإبنة أبي الدرداء إذا قام علي رأسها الخدم والعبيد وبهرها زخرف القصور، أين دينها يومئذ؟! ) ومنه أخذت كُنيتها. (أم الدرداء) ثم أنجب منها ولدا سماه بلال علي اسم مؤذن الرسول[ وكانا رفيقي صحبة الرسول في المدينة ثم في دمشق ( من عام 15 ه ) وقد أقام فيها بلال مرابطا للدفاع عن حدود الدولة منذ 13 ه وحتي وفاته 20 ه وقد تولي الابن قضاء دمشق كوالده في عهد عبد الملك بن مروان وتوفي 73 ه قبل وفاة أمه بثمانية سنوات ( توفت 81 ه بعد أبو الدرداء 47 عاما )وللتمييز بين الزوجتين سميت الأولي أم الدرداء الكبري والثانية أم الدرداء الصغري
وكانت أم الدرداء الصغري تحبه كثيرا ففي مرضه قالت إنها تريده زوجها في الجنة فقال أنه سمع رسول الله يقول (المراة لأخر أزواجها )فإن أردت فلا تتزوجي بعدي فقالت "اللهم إنّ أبا الدرداء خطبني فتزوجني في الدنيا اللهم فأنا أخطبه إليك فأسألك أن تزوجنيه في الجنّة" فقد كان مع ورعه وسيما وأنيقا يرتدي قلنسوة وعمامة يطرحها بين كتفيه .وقيل إن معاوية بن أبي سفيان طلبها للزواج وفضلا عن جمالها فكان العرب يسارعون بطلب زواج أرامل زعمائهم إكراما حتي لايتجرأ أحد علي طلبهن ويكون بأقل من قدرها فأعتذرت وقالت "لا والله لا أتزوج زوجاً في الدنيا حتي أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله عز وجل في الجنة"
وعاشت تحبه وتحترمه فلاتقول إلا "حدثني سيدي أبو الدَّرْدَاء، أنّه سَمِعَ رَسُول اللَّهِ ثم تروي الحديث وكانت تُلقي دروسها في مسجد بني أمية الكبير بدمشق وتقوم بتحفيظ القرآن للنساء والرجال و كانت تقيم 6 أشهر في بيت المقدس ومثلها في دمشق وماتت عقب عودتها من الحج .
❊❊❊
كتب يوما إلي الصحابي سلمان الفارسي (يا أخي لاتغترن بصحابة رسول الله فإنا عشنا بعده دهرا طويلا والله أعلم بالذي أصبناه بعده )
وقال تعلموا فإن العالم والمتعلم شريكان في الأجر
من دعائه "اللهم إني أعوذ بك من شتات القلب " سئل: وما شتات القلب ؟ فأجاب: أن يكون لي في كل واد مال
قبر أبو الدرداء حاليا في سور القلعة الأيوبية بدمشق وله مقام في الأردن في بلدة سوم الشناق ( 15 كم من مدينة إربد) ومزاران في أطراف مدينة استانبول التركية
-3-
- تقدم يا أسود، وكلمني برفق، فإني أهاب سوادك، وإذا اشتد كلامك عليّ ازددت لذلك هيبة.
رغم صولجان الحكم لم يتحمل المقوقس عظيم القبط، مهابة الصحابي عبادة بن الصامت، علي رأس عشرة صحابة أرسلهم عمرو بن العاص.. للتفاوض فرغم انتصارات المسلمين منذ أكثر من عام، فلم يستسلم ودعاهم للتفاوض ( في حصن بابليون )ومايزال يراهم عصابة بدو للنهب. فيعرض دينارين لكل مقاتل "15 ألف مقاتل" وألف دينار لأميرهم.. ليرحلوا
و المهابة ليست من فراغ.. فعبادة أحد عشرة مبكرين للإسلام بطول عشرة أشبار "2.5م". ولا يملك من الدنيا إلا إيمانه.. وهو من "12رجلا" من يثرب بايعوا النبي بيعة العقبةالاولي ونقباء لأهل يثرب . فأخذ عبادة يدعو للدين الجديد، في منزله قبل الهجرة، وقبل أن يرسل الرسول لهم (مصعب بن عمير) ليفقههم في الدين قبل الهجرة. ثم صاحب النبي متعلما ومتفقهاً ومشاركاً في غزواته وقد أوكل له النبي صدقات المسلمين "بيت المال"، ومع الفتوحات في عهد عمر يتولي إمرة حمص نيابة عن أبي عبيدة بن الجراح ثم فتح عبادة مدينة طرطوس.. ويتولي قضاء فلسطين.. ويختلف مع معاوية بن أبي سفيان فيترك الشام للمدينة.. فيعيده ابن الخطاب لعمله من جديد.. ويرسل لمعاوية "لا إمرة لك علي عبادة".. ليضع أول فصل ما بين السلطتين التنفيذية والقضائية، ثم يرسله ابن الخطاب علي رأس 4 آلاف مقاتل، مع ثلاثة قادة معهم 12 ألف مقاتل لفتح مصر..
كان محنكا، حتي في الحرب النفسية.. فيقول للمقوقس "إن خلفي فيمن تركت ألف رجل كلهم مثلي وأشد.. وإني وقد أدبر شبابي "58سنة"، لكني بحمد الله لا أهاب مائة رجل من أعدائي لو قاتلتهم جميعا فغاية كل منا الجهاد في سبيل الله، وأكلة تسد الجوع، وشملة يلتحفها "يلبسها" ولا يبالي أحدنا إن كان يملك قناطير من ذهب أو دراهم بسيطة.. ولو كان معه قنطار من ذهب لأنفقه في سبيل الله. فقال المقوقس: إن قوله لأهيب عندي من منظره، فيخوفه بجيش لا يحصي قادم من الروم، فيرد عبادة: يا هذا.. لا تغرنك نفسك ولا أصحابك، أما ما تخوفنا به فلعمري أن ذلك أرغب ما يكون لنا لنقاتلهم، لأن ذلك أعذر عند الله إذا قتلنا عن آخرنا فندخل الجنة.. وعند قتالكم لنا، إحدي حسنيين، إما غنيمة الدنيا بالنصر عليكم.. وإما غنيمة الآخرة في الجنة بالشهادة في سبيل الله.
لم يتزحزح عبادة عن شروط المسلمين الثلاثة، الإسلام أو الجزية أو القتال. وانتهي الأمر إلي الجزية، علي ستة ملايين قبطي يقدمون دينارين عن كل فرد، أي 12 مليون دينار سنويا، مستثنين النساء والأطفال والشيوخ.
شارك عبادة في فتح الإسكندرية "21ه"، و بناء مسجد عمرو وتحديد القبلة وبني منزلا بالفسطاط (اشتراه من ورثة عبدالعزيز بن مروان والي مصر "65 86ه" وكان يقيم فيه "جوجو" مؤذن مسجد عمرو بن العاص) ثم عاد قاضيا لفلسطين، و يشارك مع زوجته أم حرام، في غزوة قبرص (27ه) مع معاوية في خلافة عثمان الذي اشترط عليهم لركوب البحر، أن يصحبوا نساءهم ، لتحقيق أكبر أمان لجنودهم مع البحر الذي يركبونه لأول مرة.
و أم حرام، صحابية كان منزلها بين نخل وزراعات ومياه عذبة في قباء "حيث أول مسجد للإسلام في أول الهجرة" وكان الرسول يحب الذهاب إليه كلما صلي في قباء، ليبقي طويلا، وفاء لشقيقها (حرام) الذي نسبت إليه حبا وكان أحد 70 قارئا للقرآن أرسلهم النبي إلي (عامر بن طفيل) ليعلموا أهل اليمن فغدر بهم وقتلوا وكان النبي عندهم يوما، فنام واستيقظ ضاحكا يروي لأم حرام عن أناس من المسلمين يركبون البحر، فطلبت منه أن يدعو الله لها أن تكون منهم. وتحقق ما قاله الرسول، ونزلت قبرص، فقدمت لها بغلة لتركبها، فجفلت الدابة وسقطت أم حرام، ودق عنقها، ودفنت في قبرها الحالي في مدينة "لارناكا" قبر المرأة الصالحة المسلمة الشهيدة وعليه قبة ومسجد.
في 32 ه وعبادة قاضي دمشق وجد خطيب الجمعة، يمدح معاوية والي الشام، فاعترض وقال إنه سمع الرسول يقول "إذا رأيتم المداحين، فاحثوا أفواههم ترابا". فغضب معاوية وأمره بترك دمشق وكان قبلها وجد قربة خمر، تباع في السوق، فأخذ سكينا وشقها، مع كل القِرب فقال معاوية إن عبادة يفسد تجارة أهل الذمة، وشكاه للخليفة عثمان. فاستدعاه للمدينة.. واختار عبادة العيش في منطقة الرملة بفلسطين، ليبقي عامين قبل وفاته وترك وراءه ثلاثة أولاد، الوليد وعبدالله وداود.
❊❊❊
في مصر (21 ه ) بحث عبادة عن مسقط رأس السيدة مارية المصرية زوجة الرسول (7ه وأم ابنه إبراهيم 8ه) في قرية "هبنو" بنواحي أنصنا في المنيا في ناحية الأشمونين.. و بني مكان بيتها مسجدا ثم جاء أحد أبنائه لمصر . فجدد المسجد وأطلق عليه مسجد عبادة الموجود حاليا في شرق النيل أمام مركز ملوي بالمنيا، في قرية الشيخ عبادة فقد تغير اسم المركز من الأشمونين التي أصبحت إحدي قري مركز ملوي المسمي باسم قرية قديمة هناك وتعرب الاسم إلي حفن عام 90 ه و حتي حكم محمد علي وفي 1223 ه أصبح الاسم الشيخ عبادة وهو الاسم الحالي.
( قبر عبادة ملاصق لسور المسجد الأقصي )
-4-
إذا ماراودك سؤالي في ميدان المقام ونقله لتوسعته فلا تنتظر إلا إجابة كل ربوع مصر عند نقل أي ضريح بشلل ذراع مهندس التنظيم وتكتمل بأسطورة السكندرية بدور أبو الدرداء في حمايتها من طوربيد ألماني في الحرب العالمية الثانية
والتي سجلها الأديب أبراهيم عبد المجيد في روايته طيور العنبر في في فصل (9)
❊❊❊
أنا فا كر في الحرب أيام هتلر أن أبا الدرداء كان بيوقف القنابل في الجو وشفت أبو الدرداء وهو رافع يديه إلي السماء تحملان الطوربيد الذي ألقت به الطائرة لحجزه عن المدينة..
جاءت طائرة ضخمة تئز أزيزا يملأ الفضاء، كان واضحا أنها ستهدم المدينة، ألقت طوربيدا ضخما وبعدما اقترب من الأرض فإذا بذراعين من ضوء يخرجان من مسجد أبي الدرداء الصغير ويرتفعان إلي الطوربيد الهابط فيتلقيانه .توقف الطوربيد وظل ذراعا النور ينبعثان رآهما الناس فهتفوا الله أكبر وهرعوا ليروا المعجزة الإلهية كان النور المنبعث يضيء الليل ببهجة سحرية والطوربيد الأسود ممدد فوق الذراعين وأخذ الضوء يتراجع شيئا فشيئا والطوربيد يقترب من الأرض وكلما اقترب ازداد الهياج وهز الصوت أركان الفضاء، حتي نزل الطوربيد إلي الأرض بسلام ورجال الإنقاذ تقدموا للطوربيد الممدد علي الأرض مثل حوت ميت ووصلوا إلي جهاز التفجير ونزعوه فصار مثل الجثة رفعوه علي عربة كارو والناس يهتفون ويضحكون وبعضهم يضرب الطوربيد بيده أو يبصق عليه والأطفال تهتف بكرة من ده بمليمين، ثم عادوا إلي بيوتهم مطمئنين لأنهم في حمي أبي الدرداء ويشاركه القطب الأكبر أبوالعباس المرسي وسيدي ياقوت وسيدي علي تمراز وسيدي العدوي، فلن تسقط قنابل علي بحري أو الأنفوشي أو منطقة المينا، ويشاركه سيدي العجمي وسيدي القباري فلن تسقط القنابل غربا، أما شرقا فسيتكفله سيدي جابر وسيدي بشر.
-5-
ليأتي الأستاذ يوسف الجزايرلي في موسوعته البديعة عن شوارع الاسكندرية ( 3 أجزاء ضخمة طبعة مكتبة الاسكندرية 2011 و جمعها في 30 عاما وكان مدير سكرتارية بلدية الاسكندرية (المحافظة) فدقق معلوماتها بالوثائق والمقابلات والمعايشة الشخصية) ليفند :
إشاعة عدم نقل الضريح لتوسعة الشارع بسبب شلل ذراع المهندس فيوضح أنه في 1930 رأت بلدية الإسكندرية نقل بعض الاضرحة الواقعة في عرض الشوارع لتوسعتها لمد شبكات الترام فاقترح مدير البلدية العام أحمد صدقي إقامة مجمع لها بجوار مسجدالمرسي فضم 14 وليا.
وتم استثناء ضريح أبي الدرداء لأنه يمكن تنفيذ ميدان صغير حوله يسهل مد قضبان الترام وليس هناك أي إشارة لحدوث شيء لمهندسي التنظيم.
و مد الترام لشارع أبو الدرداء بعد33 عاما من إنشائه 1897 وبعد 70 عاما من أول ترام في الإسكندرية 1860 (ترام الرمل).
❊❊❊
وأسطورة الطوربيد رصدها من سجلات الغارات الجوية اليومية للحرب العالمية الثانية و سمع وقائعها من أمير البحر حمدي الديب رئيس الدفاع المدني بالإسكندرية آنذاك ومن الكولونيل ثورنتون ضابط الاتصال بين السلطات المصرية والإنجليزية لتنسيق أعمال الدفاع المدني والمفتش العام ببلدية إسكندرية وأكدا أن الطوربيد ألقي بمظلة فلما اقترب من الأرض تعلق بشجرة فارعة في فناء المحافظة (مبني مديرية الأمن حاليا) فلم يرتطم بالأرض ولم ينفجروجاء المختصون بالمفرقعات في الجيش الإنجليزي ونزعوا كبسولة التفجير وحملوه إلي ثكناتهم بمصطفي كامل في الرمل وقد دون الاثنان حقيقة الأمر في السجل اليومي لكل منهما المتعلق بالدفاع المدني.
❊❊❊
ويغضب الجزايرلي من صندوق النذور وما يجنيه خدام المقام لكني أمامه فعلت ككل المصريين.
❊❊❊
المهم النية
في البحث عن الصحابة
مقام أبو الدرداء في منطقة اللبان بالإسكندرية
الضريح الزاهي بلونية الأخضر الفسفوري مع الأبيض من الخارج والداخل مستطيل الشكل ضلعاه المواجهان للترام أطول من ضلعيه الغربي والشرقي وقد أقيم بشكله الحالي عام 1947م (1367 ه - بعد 1346 سنة من فتح الإسكندرية) وبابه الرئيسي هو الشمالي.. أما الجنوبي في اتجاه الجامع العمري فمغلق بضريح (أبوالدرداء) يرتفع لحوالي متر مغطي بالجوخ الأخضر ترتكز عليه برواز زجاجي مكتوبة بالحبر الشيني الأسود سيرة أبو الدرداء.
ينقسم المبني من الداخل لقسمين شرق وغرب بينهما ممر يطل عليه (شمال وجنوب) بابان من الحديد المشبك وكل قسم له نافذتان طويلتان (جنوب وشمال) و3 نوافذ قصيرة (شرق وغرب) وبه 12 عمودا مزخرفا ويزين السقف زخارف ملونة في كل جزء ضريحان بغطاء أخضر ملون بالأحمر يقال لأولاده ولم يثبت مجيئهم لمصر و لم يرزق إلا بالدرداء الكبري ثم الصغري وابنه بلال ويقول الأهالي إنها لمجهولين (قد يكونوا من خدام المقام كما وجدت في عديد من مقامات الصحابة) والمقامات عليها حوامل خشبية بمصاحف مفتوحة علي أحدها نقوش قماشية ملونة (لا إله إلا الله وأربع دوائر بأسماء الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي).
علي الباب الجنوبي لافتة (سيدي أبو الدرداء الصحابي) وأخري (لا إله إلا الله) وتتناثر علي المبني وحول الشبابيك عبارات (والنبي تصلي علي النبي - الله جل جلاله - سبحان الله وبحمده لله الحمد والشكر) وصندوق نذور أعلي المقام.
ولافتة علي الباب الشمالي (مقام سيدي عويمر بن عمرو الشهير بأبو الدرداء - تابع مشيخة الطرق الصوفية) وبين أسفل أذرعة الحديدية صندوق نذور والمبني أقرب لبرج قلعة ينخفض جناحيه الشرقي والغربي عن قلب مستطيلة الذي يرتفع سقفه عنهما بحوالي متر والجدار مزين من الخارج برسومات من الجص الأبيض في شكل مربعات ومثلثات.
للمقام رصيف عن الشارع وحواليه تدور خطوط الترام في دائرة الميدان الصغير لتعود لاتجاهها الشمالي والجنوبي من محطة المنشية وحتي محطة مصر.
أرصد أسماء المحلات ومكاتب المحاماة والمحاسبة والأطباء وغيرهم ما بين مسلم ومسيحي في العمارات مختلفة الارتفاعات وأسفلها ورش حدادة وخراطة ونجارة وصناعة الأحذية لوجود المعهد الصناعي الإيطالي (دون بوسكو) علي بعد 500 متر أمام التقاطع مع الشارع الرئيسي الطولي (الخديو الأول) وقد أنشأته جمعية القديس يوحنا بوسكو الإيطالية لمساعدة الشباب الكادحين عام 1896 لتعليم هذه الحرف لأبناء الإيطاليين أيام الاحتلال وانضم المصريين بعد ثورة 1952 .
وموقع المعهد قد يفسر وجود المقام فهو أصلا مكان (باب سدرة) أحد خمسة أبواب لأسوار الإسكندرية عند الفتح وسماها العرب بذلك لوجود شجرة نبق (سدر) أمامها، وكانت بوابة ضخمة لها قنطرة وخلفها ربوة ثم سور بعرض 5 أمتار وراءه خندق بعمق 18 مترا وقد أزيلت لإقامة الفصول الدراسية في المكان الذي خصص بامتيازات الأجانب آنذاك (وقد رآها الأستاذ يوسف الجزايرلي حتي سن 15 سنة وسجلها في موسوعة شوارع الإسكندرية فهو مواليد 1881م) ويقول ابن الحكم أن عمرو فتح الإسكندرية من ناحية القنطرة التي في نهاية الطريق إلي باب السدرة.
فهل كان موقع المقام هو (خباء) أبو الدرداء وعبادة بن الصامت في حصار الإسكندرية (3 أشهر) كقائدين عسكريين أمام أهم بواباتها واستمرارهما فيه 11 شهرا بعد توقيع اتفاقية الإسكندرية لخروج الروم و6 أشهر حتي مراسلات بين ابن العاص لابن الخطاب بالاستقرار في الإسكندرية واستفسار ابن الخطاب أن كان الماء يفصلهم عن المدينة ثم يعودون لبناء مدينة الفسطاط فمتوسط بقائهما حوالي العامين وفيه ألقي دروسه الدينية وسيأتيه المصريون (القبط) بطبيعة شغفهم لاستطلاع كل جديد، وقد يعتنق بعضهم الإسلام علي يديه فأقاموا له المقام تكريما رغم مغادرته ووفاته وقبره في دمشق.
كما تكشف الدراسات منذ الحملة الفرنسية 1798 عن وجود خزان مياه كبير قرب المقام وهو من 400 خزان للإسكندرية تملأ في الفيضان الصيفي والأمطار الشتوية فلم يكن للمدينة مصادر ماء دائمة فيها أقام أبو الدرداء بجواره من خبرة معركة بدر بتوفير مياه للمقاتلين فيزيد من احتمالات إقامته هنا.
وشارع أبو الدرداء هو الشارع العرضي رقم 10 من 11 شارعا في تقسيم الإسكندرية القديم وكان يبدأ من الميناء الشرقي ويمتد حتي ترعة المحمودية ويتبع حاليا شياخة قسم العطارين بحي وسط الإسكندرية.
وكان المقام بسيطا حتي العصر الأيوبي (567 - 648 ه) في جهود صلاح الدين الأيوبي لاضعاف المذهب الشيعي الفاطمي بإنشاء مدارس المذهب السنّي، وتشييّد الجوامع والمقامات للصحابة وفقهاء السنة للتوازن مع مشاهد آل البيت التي أقامها الفاطميون ليغير المذهب دون عنف أو دماء وتقبله المصريون بطبيعتهم الوسطية ببساطة مدهشة وكان أهل الإسكندرية يميلون للمذهب السني وثاروا ضد الفاطميين وأول من أوقف خطبة الجمعة للخليفة العاضد وأول من افتتح مدرسة سنية قبل الفسطاط.
وقد تطورالمقام لشكله الحالي 1947 م وكان له مولد سنوي في رمضان توقف بعد حرب 1967 .
وبوابة سدرة في موقع المعهد حاليا تقوي احتمال أن الجامع العمري أمامها مباشرة (يفصلهما عرض شارع الخديو الأول) هو المسجد الذي بناه ابن العاص في الحصار والهدنة (تقارب العامين ) وليس موقع مسجد الرحمة 25 ه في الفتح الثاني للإسكندرية (يقال في حدائق الشلالات بوسط المدينة).
- 1 -
تسابق قادة الجند في جيش الفتح للإقامة في قصورالروم ومنازلهم برفاهيتها وخيراتها عقب تسليمهم الإسكندرية وفضل الصحابيان أبو الدرداء وعبادة بن الصامت إقامة خباء (بيتٌ من وَبَرٍ أو شَعر أو صُوف ، يكون علي عمودَيْن أو ثلاثةٍ) ليقيما فيها مجاهدين لا ينشغلان بأمور الدنيا كما أمرهما الله ورسوله وحذر منه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
وكانت منازل الإسكندرية أخائذ بمعني المأخوذ وقد نزل ابن العاص في قصر أعطاه بعدها عبد الله بن سرح عندما تولي مصر 24 ه وأتخذ معاوية بن حديج قائد الشرطة منزلا وكذا أبو ذر الغفاري وبني الزبير بن العوام منزلا خاصا وجعلت باقي المنازل للجنود المرابطين لحماية الشواطئ من الغزوالبحري للروم في الصيف وعند عودتهم شتاء للفسطاط يسكنها الروم ويرممونها وفرض علي الجنود ألا يبيعوها أو يؤجروها.
❊❊❊
فهل امتن المصريون لأن أبو الدراء لم تغره رفاهية بيوت الروم وعاش وسط المصريين وكانوا مواطنين من الدرجة الثالثة بعد الروم واليهود بثرائهم فانحاز( للغلابة) ولماذا لم يرتبطوا مع عبادة ( وليسامحني المؤرخين هل لكونه ضخما وأسود اللون وبمهابة العسكريين وقد تطغي علي رقة رجال الدين - مجرد محاولة تفسير).
❊❊❊
اشترك الصحابيان في الخباء كما جمعتهما قبله وبعده أمور كثيرة فإن كان عبادة من أوائل مسلمي الأنصار في العقبة الاولي وأحد 12 نقيبا يبشرون للدين الجديد في يثرب قبل الهجرة وأبو الدرداء آخر من أسلم من الأنصار عقب موقعة بدر لكنهما بعدها اشتركا في كل الغزوات وحفظ القرآن في حياة النبي وحروب الردة ثم يرسلهما أبن الخطاب لتفقيه أهل الشام (15ه) ثم لفتح مصر وغزو قبرص (28ه مع معاوية بن أبي سفيان (أول غزوة في البحر). ولقضاء دمشق و تولاه عبادة في عهد ابن الخطاب وتولاه أبو الدرداء في عهد عثمان (24 35 ه ) ثم يموتان في سن 72 أبو الدرداء عام 32 ه ويدفن في دمشق وعبادة الأصغر بعامين يموت 34 ه ويدفن في فلسطين.
-2-
تأخر إسلام أبو الدرداء حتي غزوة بدر فقد كان عالما ودارساً، أخذ يدرس الدين الجديد ويتتبعه ويراقب النبي، وجاءته واقعة حاسمة فكان في بيته صنم و دخل عليه الصحابيان عبد الله بن رواحة ومحمد بن مسلمة، فكسراه فقام يجمع أحجاره و يقول له ألا دافعت عن نفسك؟ فقالت زوجته أم الدرداء: (لو كان ينفع أو يدفع عن أحد لدفع عن نفسه ونفعها ) فاغتسل، ولبس أجمل ثيابه و ذهب للنبي وأسلم وحرص علي التعبد والعلم و العمل ، وكان تاجرًا مشهورًا، فتفرغ للعلم والعبادة (وقال أسلمت مع النبي وأنا تاجر، وأردت أن تجتمع لي العبادة والتجارة فلم يجتمعا، فتركت التجارة وأقبلت علي العبادة، ولاأقول إن الله حرم البيع، ولكني أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.) فكان أحد خمسة صحابة جمعوا القرآن وحفظوه وهم معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت، وأبي بن كعب وأبوأيوب الأنصاري وقد عرف بالعفو والسماحة والشجاعة والنطق بالحكمة، فلقب حكيم الأمة
❊❊❊
تزوج أبو الدرداء مرتين ( الثانية بعد موت الأولي )هما الصحابية (خيرة بنت أبي حدر ) والتي أسلمت معه وله منها بنته الدرداء (الطفلة التي فقدت أسنانها ) وكانت باهرة الجمال فلقب والداها بها في المدينة وقبل أسلامه 1 ه والثانية في دمشق وقد سافر 15 ه ليفقه أهل الشام ثم تولي قضاء دمشق 23 ه وهي تابعية أخذت الفقه عن الصحابة ولم تر رسول الله تسمي (هجيمة بنت حيي) كانت باهرة الجمال ولدت وتربت في دمشق وتيتمت في بيت ورعاية أبي الدرداء فكانت يخفيها في برنس وهي طفلة تصلي بالمسجد في صفوف الرجال، وتجلس في حلقات قراءة القرآن ودروس الحديث ء. ولما نضجت أمَرَها أن تقف في صفوف النساء. وبعد موت زوجته الأولي تزوجها (أسوة بالنبي والسيدة عائشة التي يقال خطبها سن 9 سنوات) وأنجب منها بنتا أخري سماها الدرداء (حبا في الاسم والتكرار سمة في آل البيت وأبناء الصحابه خاصة أسماء عبد الله ومحمد وللإمام علي ولدان من زوجتين باسمه ميز بينهما (علي الأكبر وعلي الأصغر) أو للحفاظ علي كنيته التي خاطبه بها رسول الله[ أو لاحتمال وفاة الكبري فحمل ذكراها في اسم الصغري وهو ما يفسر طلب معاوية بن أبي سفيان وهو والي الشام خطبة الدرداء لابنه يزيد ( مواليد 24 ه في سن 10 سنوات عند موت أبو الدرداء ) فلا يعقل أن يطلب الأولي وهي مولوده قبل الهجرة إلا أن تكون مبالغة من بعض المؤرخين لتأكيد إيمان أبو الدرداء وزهده في بهرجة السلطة فيرفض الخطبه ويقول للمتعجبين من موافقته علي تزويجها من خاطب مسلم بسيط (ما ظنَّكم بإبنة أبي الدرداء إذا قام علي رأسها الخدم والعبيد وبهرها زخرف القصور، أين دينها يومئذ؟! ) ومنه أخذت كُنيتها. (أم الدرداء) ثم أنجب منها ولدا سماه بلال علي اسم مؤذن الرسول[ وكانا رفيقي صحبة الرسول في المدينة ثم في دمشق ( من عام 15 ه ) وقد أقام فيها بلال مرابطا للدفاع عن حدود الدولة منذ 13 ه وحتي وفاته 20 ه وقد تولي الابن قضاء دمشق كوالده في عهد عبد الملك بن مروان وتوفي 73 ه قبل وفاة أمه بثمانية سنوات ( توفت 81 ه بعد أبو الدرداء 47 عاما )وللتمييز بين الزوجتين سميت الأولي أم الدرداء الكبري والثانية أم الدرداء الصغري
وكانت أم الدرداء الصغري تحبه كثيرا ففي مرضه قالت إنها تريده زوجها في الجنة فقال أنه سمع رسول الله يقول (المراة لأخر أزواجها )فإن أردت فلا تتزوجي بعدي فقالت "اللهم إنّ أبا الدرداء خطبني فتزوجني في الدنيا اللهم فأنا أخطبه إليك فأسألك أن تزوجنيه في الجنّة" فقد كان مع ورعه وسيما وأنيقا يرتدي قلنسوة وعمامة يطرحها بين كتفيه .وقيل إن معاوية بن أبي سفيان طلبها للزواج وفضلا عن جمالها فكان العرب يسارعون بطلب زواج أرامل زعمائهم إكراما حتي لايتجرأ أحد علي طلبهن ويكون بأقل من قدرها فأعتذرت وقالت "لا والله لا أتزوج زوجاً في الدنيا حتي أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله عز وجل في الجنة"
وعاشت تحبه وتحترمه فلاتقول إلا "حدثني سيدي أبو الدَّرْدَاء، أنّه سَمِعَ رَسُول اللَّهِ ثم تروي الحديث وكانت تُلقي دروسها في مسجد بني أمية الكبير بدمشق وتقوم بتحفيظ القرآن للنساء والرجال و كانت تقيم 6 أشهر في بيت المقدس ومثلها في دمشق وماتت عقب عودتها من الحج .
❊❊❊
كتب يوما إلي الصحابي سلمان الفارسي (يا أخي لاتغترن بصحابة رسول الله فإنا عشنا بعده دهرا طويلا والله أعلم بالذي أصبناه بعده )
وقال تعلموا فإن العالم والمتعلم شريكان في الأجر
من دعائه "اللهم إني أعوذ بك من شتات القلب " سئل: وما شتات القلب ؟ فأجاب: أن يكون لي في كل واد مال
قبر أبو الدرداء حاليا في سور القلعة الأيوبية بدمشق وله مقام في الأردن في بلدة سوم الشناق ( 15 كم من مدينة إربد) ومزاران في أطراف مدينة استانبول التركية
-3-
- تقدم يا أسود، وكلمني برفق، فإني أهاب سوادك، وإذا اشتد كلامك عليّ ازددت لذلك هيبة.
رغم صولجان الحكم لم يتحمل المقوقس عظيم القبط، مهابة الصحابي عبادة بن الصامت، علي رأس عشرة صحابة أرسلهم عمرو بن العاص.. للتفاوض فرغم انتصارات المسلمين منذ أكثر من عام، فلم يستسلم ودعاهم للتفاوض ( في حصن بابليون )ومايزال يراهم عصابة بدو للنهب. فيعرض دينارين لكل مقاتل "15 ألف مقاتل" وألف دينار لأميرهم.. ليرحلوا
و المهابة ليست من فراغ.. فعبادة أحد عشرة مبكرين للإسلام بطول عشرة أشبار "2.5م". ولا يملك من الدنيا إلا إيمانه.. وهو من "12رجلا" من يثرب بايعوا النبي بيعة العقبةالاولي ونقباء لأهل يثرب . فأخذ عبادة يدعو للدين الجديد، في منزله قبل الهجرة، وقبل أن يرسل الرسول لهم (مصعب بن عمير) ليفقههم في الدين قبل الهجرة. ثم صاحب النبي متعلما ومتفقهاً ومشاركاً في غزواته وقد أوكل له النبي صدقات المسلمين "بيت المال"، ومع الفتوحات في عهد عمر يتولي إمرة حمص نيابة عن أبي عبيدة بن الجراح ثم فتح عبادة مدينة طرطوس.. ويتولي قضاء فلسطين.. ويختلف مع معاوية بن أبي سفيان فيترك الشام للمدينة.. فيعيده ابن الخطاب لعمله من جديد.. ويرسل لمعاوية "لا إمرة لك علي عبادة".. ليضع أول فصل ما بين السلطتين التنفيذية والقضائية، ثم يرسله ابن الخطاب علي رأس 4 آلاف مقاتل، مع ثلاثة قادة معهم 12 ألف مقاتل لفتح مصر..
كان محنكا، حتي في الحرب النفسية.. فيقول للمقوقس "إن خلفي فيمن تركت ألف رجل كلهم مثلي وأشد.. وإني وقد أدبر شبابي "58سنة"، لكني بحمد الله لا أهاب مائة رجل من أعدائي لو قاتلتهم جميعا فغاية كل منا الجهاد في سبيل الله، وأكلة تسد الجوع، وشملة يلتحفها "يلبسها" ولا يبالي أحدنا إن كان يملك قناطير من ذهب أو دراهم بسيطة.. ولو كان معه قنطار من ذهب لأنفقه في سبيل الله. فقال المقوقس: إن قوله لأهيب عندي من منظره، فيخوفه بجيش لا يحصي قادم من الروم، فيرد عبادة: يا هذا.. لا تغرنك نفسك ولا أصحابك، أما ما تخوفنا به فلعمري أن ذلك أرغب ما يكون لنا لنقاتلهم، لأن ذلك أعذر عند الله إذا قتلنا عن آخرنا فندخل الجنة.. وعند قتالكم لنا، إحدي حسنيين، إما غنيمة الدنيا بالنصر عليكم.. وإما غنيمة الآخرة في الجنة بالشهادة في سبيل الله.
لم يتزحزح عبادة عن شروط المسلمين الثلاثة، الإسلام أو الجزية أو القتال. وانتهي الأمر إلي الجزية، علي ستة ملايين قبطي يقدمون دينارين عن كل فرد، أي 12 مليون دينار سنويا، مستثنين النساء والأطفال والشيوخ.
شارك عبادة في فتح الإسكندرية "21ه"، و بناء مسجد عمرو وتحديد القبلة وبني منزلا بالفسطاط (اشتراه من ورثة عبدالعزيز بن مروان والي مصر "65 86ه" وكان يقيم فيه "جوجو" مؤذن مسجد عمرو بن العاص) ثم عاد قاضيا لفلسطين، و يشارك مع زوجته أم حرام، في غزوة قبرص (27ه) مع معاوية في خلافة عثمان الذي اشترط عليهم لركوب البحر، أن يصحبوا نساءهم ، لتحقيق أكبر أمان لجنودهم مع البحر الذي يركبونه لأول مرة.
و أم حرام، صحابية كان منزلها بين نخل وزراعات ومياه عذبة في قباء "حيث أول مسجد للإسلام في أول الهجرة" وكان الرسول يحب الذهاب إليه كلما صلي في قباء، ليبقي طويلا، وفاء لشقيقها (حرام) الذي نسبت إليه حبا وكان أحد 70 قارئا للقرآن أرسلهم النبي إلي (عامر بن طفيل) ليعلموا أهل اليمن فغدر بهم وقتلوا وكان النبي عندهم يوما، فنام واستيقظ ضاحكا يروي لأم حرام عن أناس من المسلمين يركبون البحر، فطلبت منه أن يدعو الله لها أن تكون منهم. وتحقق ما قاله الرسول، ونزلت قبرص، فقدمت لها بغلة لتركبها، فجفلت الدابة وسقطت أم حرام، ودق عنقها، ودفنت في قبرها الحالي في مدينة "لارناكا" قبر المرأة الصالحة المسلمة الشهيدة وعليه قبة ومسجد.
في 32 ه وعبادة قاضي دمشق وجد خطيب الجمعة، يمدح معاوية والي الشام، فاعترض وقال إنه سمع الرسول يقول "إذا رأيتم المداحين، فاحثوا أفواههم ترابا". فغضب معاوية وأمره بترك دمشق وكان قبلها وجد قربة خمر، تباع في السوق، فأخذ سكينا وشقها، مع كل القِرب فقال معاوية إن عبادة يفسد تجارة أهل الذمة، وشكاه للخليفة عثمان. فاستدعاه للمدينة.. واختار عبادة العيش في منطقة الرملة بفلسطين، ليبقي عامين قبل وفاته وترك وراءه ثلاثة أولاد، الوليد وعبدالله وداود.
❊❊❊
في مصر (21 ه ) بحث عبادة عن مسقط رأس السيدة مارية المصرية زوجة الرسول (7ه وأم ابنه إبراهيم 8ه) في قرية "هبنو" بنواحي أنصنا في المنيا في ناحية الأشمونين.. و بني مكان بيتها مسجدا ثم جاء أحد أبنائه لمصر . فجدد المسجد وأطلق عليه مسجد عبادة الموجود حاليا في شرق النيل أمام مركز ملوي بالمنيا، في قرية الشيخ عبادة فقد تغير اسم المركز من الأشمونين التي أصبحت إحدي قري مركز ملوي المسمي باسم قرية قديمة هناك وتعرب الاسم إلي حفن عام 90 ه و حتي حكم محمد علي وفي 1223 ه أصبح الاسم الشيخ عبادة وهو الاسم الحالي.
( قبر عبادة ملاصق لسور المسجد الأقصي )
-4-
إذا ماراودك سؤالي في ميدان المقام ونقله لتوسعته فلا تنتظر إلا إجابة كل ربوع مصر عند نقل أي ضريح بشلل ذراع مهندس التنظيم وتكتمل بأسطورة السكندرية بدور أبو الدرداء في حمايتها من طوربيد ألماني في الحرب العالمية الثانية
والتي سجلها الأديب أبراهيم عبد المجيد في روايته طيور العنبر في في فصل (9)
❊❊❊
أنا فا كر في الحرب أيام هتلر أن أبا الدرداء كان بيوقف القنابل في الجو وشفت أبو الدرداء وهو رافع يديه إلي السماء تحملان الطوربيد الذي ألقت به الطائرة لحجزه عن المدينة..
جاءت طائرة ضخمة تئز أزيزا يملأ الفضاء، كان واضحا أنها ستهدم المدينة، ألقت طوربيدا ضخما وبعدما اقترب من الأرض فإذا بذراعين من ضوء يخرجان من مسجد أبي الدرداء الصغير ويرتفعان إلي الطوربيد الهابط فيتلقيانه .توقف الطوربيد وظل ذراعا النور ينبعثان رآهما الناس فهتفوا الله أكبر وهرعوا ليروا المعجزة الإلهية كان النور المنبعث يضيء الليل ببهجة سحرية والطوربيد الأسود ممدد فوق الذراعين وأخذ الضوء يتراجع شيئا فشيئا والطوربيد يقترب من الأرض وكلما اقترب ازداد الهياج وهز الصوت أركان الفضاء، حتي نزل الطوربيد إلي الأرض بسلام ورجال الإنقاذ تقدموا للطوربيد الممدد علي الأرض مثل حوت ميت ووصلوا إلي جهاز التفجير ونزعوه فصار مثل الجثة رفعوه علي عربة كارو والناس يهتفون ويضحكون وبعضهم يضرب الطوربيد بيده أو يبصق عليه والأطفال تهتف بكرة من ده بمليمين، ثم عادوا إلي بيوتهم مطمئنين لأنهم في حمي أبي الدرداء ويشاركه القطب الأكبر أبوالعباس المرسي وسيدي ياقوت وسيدي علي تمراز وسيدي العدوي، فلن تسقط قنابل علي بحري أو الأنفوشي أو منطقة المينا، ويشاركه سيدي العجمي وسيدي القباري فلن تسقط القنابل غربا، أما شرقا فسيتكفله سيدي جابر وسيدي بشر.
-5-
ليأتي الأستاذ يوسف الجزايرلي في موسوعته البديعة عن شوارع الاسكندرية ( 3 أجزاء ضخمة طبعة مكتبة الاسكندرية 2011 و جمعها في 30 عاما وكان مدير سكرتارية بلدية الاسكندرية (المحافظة) فدقق معلوماتها بالوثائق والمقابلات والمعايشة الشخصية) ليفند :
إشاعة عدم نقل الضريح لتوسعة الشارع بسبب شلل ذراع المهندس فيوضح أنه في 1930 رأت بلدية الإسكندرية نقل بعض الاضرحة الواقعة في عرض الشوارع لتوسعتها لمد شبكات الترام فاقترح مدير البلدية العام أحمد صدقي إقامة مجمع لها بجوار مسجدالمرسي فضم 14 وليا.
وتم استثناء ضريح أبي الدرداء لأنه يمكن تنفيذ ميدان صغير حوله يسهل مد قضبان الترام وليس هناك أي إشارة لحدوث شيء لمهندسي التنظيم.
و مد الترام لشارع أبو الدرداء بعد33 عاما من إنشائه 1897 وبعد 70 عاما من أول ترام في الإسكندرية 1860 (ترام الرمل).
❊❊❊
وأسطورة الطوربيد رصدها من سجلات الغارات الجوية اليومية للحرب العالمية الثانية و سمع وقائعها من أمير البحر حمدي الديب رئيس الدفاع المدني بالإسكندرية آنذاك ومن الكولونيل ثورنتون ضابط الاتصال بين السلطات المصرية والإنجليزية لتنسيق أعمال الدفاع المدني والمفتش العام ببلدية إسكندرية وأكدا أن الطوربيد ألقي بمظلة فلما اقترب من الأرض تعلق بشجرة فارعة في فناء المحافظة (مبني مديرية الأمن حاليا) فلم يرتطم بالأرض ولم ينفجروجاء المختصون بالمفرقعات في الجيش الإنجليزي ونزعوا كبسولة التفجير وحملوه إلي ثكناتهم بمصطفي كامل في الرمل وقد دون الاثنان حقيقة الأمر في السجل اليومي لكل منهما المتعلق بالدفاع المدني.
❊❊❊
ويغضب الجزايرلي من صندوق النذور وما يجنيه خدام المقام لكني أمامه فعلت ككل المصريين.
❊❊❊
المهم النية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.