مسلمة بن مخلد قائد بحري متميز عشق البحر وبرع في صناعة السفن والبوارج الحربية.. في سنة 48 هجرية بعث به معاوية بن ابي سفيان ليكون أميرا علي مصرة. وفي سنة 50 هجرية حرض مسلمه بن مخلد.. الخليفة معاوية علي غزو القسطنطينية وهيأ لذلك الاسطول البحري اللازم باعتبار ان مصر في هذه الفترة كانت القاعدة الرئيسية للاسطول الاسلامي.. وبالفعل قرر معاوية غزو القسطنطينية برا وبحرا ودام الحصار الذي فرض علي المدينة ست سنوات وكاد معاوية يحقق نصرا لولا ان اكتشف البيزنطيون سلاحا رهيبا هو ما اشتهر باسم النيران الاغريقية التي تشتعل ولا تنطفئ.. وفشل الغزو. ولأن مسلمة بن مخلد أمير مصر كان عاشقا للبحر كان دائم الذهاب الي الاسكندرية يكثر اقامته فيها.. وكان يمضي وقتا طويلا كلما اتيحت له الفرصة في التأمل لمنارة الاسكندرية وظل يحلم ببناء مثلها في مصر "الفسطاط". وفي عام 59 هجرية اعاد بناء مسجد عمرو بن العاص بصورة أكمل وزاد في مساحته.. ولاحت له فكرة بناء منارة تشبه مناره الاسكندرية في الجامع واعطي أوامره ببنائها علي ان تكون جاهزة في شهر رمضان.. واعتبر المؤرخون وجود هذه المناره في المسجد هي أول مئذنة تقام في المساجد الاسلامية وقد تم البناء علي قاعدة مربعة واخري مثمنة وثالثة مستديرة يعلوها بيت المصباح الذي توضع به مصابيح الانارة فيه ليلا.. وبعد ذلك كان المؤذن يصعد الي هذه المنارة ليؤذن للصلاة من مكان مرتفع حتي يقام الاذان إلي أكبر عدد من الناس. وفي سنة 62هجرية مات مسلمة بن مخلد..يقول المؤرخون انه مات في الاسكندرية التي عشقها طوال حياته.