بعد 6 سنوات من انتهاء الحرب الأهلية التي زهقت أرواح ما يزيد عن 80 ألف شخص، سمحت الحكومة السريلانكية أبريل الماضي لعائلات "التاميل" بالعودة إلى منازلها بعد فترة طويلة من إعلان منطقتهم منطقة أمنية. منذ توليه رئاسة سريلانكا يناير الماضي، تعهد مايثريبالا سيريسينا، بأن المصالحة بين شمال وشرق البلاد بعد 3 عقود من الصراع بين القوات العسكرية، والتمرد العنيف لأقلية التاميل العرقية، ستكون من أولويات حكومته. وقال في كلمة له الشهر الماضي، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إنه بالرغم من إعادة بناء المباني والطرق المدمرة، لم يكن هناك أي عملية مصالحة "لإعادة بناء القلوب والعقول المحطمة". ولفتت الصحيفة الأمريكية في تقريرها أمس السبت أن الحكومة السريلانكية بدأت في إعادة الأراضي إلى عائلات التاميل التي لا تزال ممتلكاتهم تحت سيطرة الجيش، فضلا عن إعادة تسكين المتبقين في مخيمات النازحين أو الذين يعيشون مع أقاربهم، ويبلغ عددهم رسميا حوالي 13 ألف عائلة. كما تعهد الرئيس السريلانكي وفقا لواشنطن بوست، بتحقيق داخلي حول تصرف الجيش السيرلانكي أثناء الحرب الأهلية، ومعارضيه من نمور التاميل، المنظمة المصنفة إرهابية من قبل الولاياتالمتحدة والتي تحارب منذ سنوات من أجل دولة مستقلة. بالإضافة إلى وضع "آلية داخلية" للتحقيق في الانتهاكات المزعومة من الطرفين، وقبول "مساعدة فنية" من الأممالمتحدة. لكن زعماء التاميل متشككين، وغير مقتنعين بأن هذه الجهود ستكون كافية لوحدة التاميل والهندوس في الشمال والشرق، بالإضافة إلى الأغلبية السنهالية البوذية في الجنوب. ويخشون أن تكون الخطوات السريلانكية "رمزية"، ولا تطرق إلى قضايا مثل رغبة التاميل في استقلال أكبر وانسحاب للقوات الحكومية. فضلا عن أن لجان التحقيق السابقة لم تسفر عن شئ، ولم تتم استشارة الضحايا. كومارافاديفيل جوروباران، أستاذ القانون في جامعة جافنا، والمتحدث الرسمي باسم منتدى المجتمع المدني للتاميل، قال ل"واشنطن بوست": "لا زال الوقت مبكرا. ما لم يتم التطرق إلى هذه القضايا، لن ترى أي تقدم حقيقي". وبالرغم من ضخ الرئيس السابق للبلاد، ماهيندا راجاباكسا، الديكتاتور الذي ظل في الحكم قرابة عقد، الملايين لإعادة بناء البلاد، وسمح لأول مرة بانتخابات مجالس المحافظات في 2013، إلا أنه لم يبذل جهدا كبيرا بحسب منتقديه، لعلاج الجروح العميقة، على حد تعبير واشنطن بوست. وفي هذه الأثناء، لا يزال البحث عن آلاف المختفين منذ الحرب مستمرا، وتحاول الحكومة التوصل إلى طرق لمساعدة العدد الهائل من آرامل الحرب، حوالي 31 ألف سيدة لا تجد وظائف مناسبة لدعم عائلاتها، وينبغي عليها التعامل وفقا للعادات التي ترفض الزواج مرة أخرى. ولم تتم إعادة الأراضي إلى أصحابها بشكل كامل حتى الآن، حيث تمت إعادة حوالي ألف فدان فقط وهو جزء صغير من أصل 10 آلاف فدان تقدر الحكومة أنهم لا زالوا تحت سيطرة الجيش.