انتهت الحرب الأهلية في سريلانكا ضد الانفصاليين التاميليين في عام 2009 عندما سحقت القوات الحكومية المتمردين. لكن الذكريات مازالت حية ويهيمن إرث الصراع على الانتخابات الرئاسية التي تجرى هذا الاسبوع. وبعد خمس سنوات من انتهائهابشكل رسمي، عادت الحرب الأهلية إلى الأضواء مجددا في الوقت الذي تستعد فيه البلاد للانتخابات التي تجرى يوم الخميس المقبل. وقاد الرئيس ماهيندا راجاباكسا /69 عاما/ الحملة العسكرية التي أسفرت عن هزيمة المتمردين وإنهاء الصراع الذي استمر 26 عاما ، ويسعى ماهيندرا لإعادة انتخابه لولاية ثالثة على التوالي. ويواجه ماهيندنرا منافسه الرئيسي مايثريبالا سيريسينا /63 عاما/ وهو وزير صحة سابق استقال من منصبه في تشرين ثان/نوفمبر الماضي يحظى بدعم مجموعة من أحزاب المعارضة وأحزاب الأقلية بما فيها تلك الأحزاب التابعة للتاميل والمسلمين في البلاد. ويتوافر لدى 15 مليون ناخب في البلاد 17 خيارا آخر لكن ينظر إلي المنافسة على نطاق واسع بوصفها سباق بين رجلين هما سيريسينا وراجاباكسا. ويحذر الرئيس من أن تهديد الانفصاليين في الشمال الذي يهيمن عليه التاميل مازال قائما لاسيما من قبل التاميل الذين فروا إلى الخارج. وقال الرئيس: "لقد اضطررنا لاستئناف عمليات الفحص لحاملي جوازات السفر الاجنبية الذين يدخلون الشمال لمنع أشخاص مشتبه فيهم من دخول تلك المناطق مرة أخرى". لكن سيريسينا وحلفاءه يقولون إنه ليس هناك أي تهديد حقيقي لإعادة تنظيم أفراد جبهة "نمور تحرير تاميل إيلام" لصفوفهم مرة أخرى. وتلك المزاعم هي محاولة من راجاباكسا لحشد الدعم من طائفة "سينهالا" التي تشكل 75 بالمئة من السكان البالغ عددهم 20 مليون بإثارة مخاوف من أقلية التاميل الذين يمثلون نحو 11 بالمئة من السكان في مختلف أنحاء البلاد. وتتضمن الحملة الانتخابية لراجاباكسا عرض لوحات تصور العمليات العسكرية ضد المتمردين أو شوارع تتناثر بها الجثث لمواقع شهدت هجمات بقنابل خلال الحملة ضد المتمردين. وناشد معسكر الرئيس أيضا دعم الشعب له ومساعدته في الصمود أمام الضغوط الدولية بشأن مزاعم بارتكاب جرائم حرب. وكانت الاممالمتحدة قد مررت قرارا ضد سريلانكا العام الماضي يطالب بإجراء تحقيق دولي بشأن مقتل نحو 40 ألف مدني خلال المراحل النهائية للصراع في عام 2009 . وقال المتحدث باسم الرئاسة موهان ساماراناياكا "إنهاء الصراع كان مفيدا لتحقيق الاستقرار ليس فقط للبلاد لكن للمنطقة الاسيوية". وأضاف: "هذا الاستقرار يتعين أن يبقى من أجل اشاعة الامن في المنطقة". ويؤيد أحد الاحزاب التاميلية الرئيسية ، التي كانت مرتبطة سابقا بالمتمردين ، سيريسينا. لكن ينفي راجافاروثيام سامبانثان زعيم التحالف الوطني للتاميل اتهام راجاباكسا بأنهم يشنون حملتهم السياسية من أجل هدف انفصالي. وأضاف سامبانثان: "ليس لدينا أي اتفاقيات سرية مع مرشح المعارضة" لكنه قال "نعتقد أنه يمكن التوصل إلى انتقال السلطة فقط إذا جرى انتخاب مرشح المعارضة". ويشمل تحالف "الجبهة الديمقراطية الجديدة" الذي ينتمي إليه سيريسينا الحزب الوطني المتحد المعارض الرئيسي بقيادة رئيس الوزراء السابق رانيل ويكريميسينج بالاضافة إلى جبهة التحرير الشعبية في سريلانكا الماركسية "جيه.في.بي". واستقال أكثر من 25 عضوا في البرلمان عن تحالف حرية الشعب المتحد الذي ينتمي إليه راجاباكسا من بينهم ثمانية وزراء ونواب من الحكومة لدعم سيريسينا. وأحد تعهدات المعارضة هو إلغاء النظام الرئاسي التنفيذي.