قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إنَّ جماعة الإخوان تحاول السيطرة على الاضطراب الداخلي الواقع فيها، حيث يدعو جيل الشباب في الجماعة إلى اتباع أساليب أكثر هجومية ضد الحكومة، ويرفض دعوات الالتزام بعدم العنف من قيادات أكبر سنًا. وفي تقريرٍ، نشرته على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، أشارت الصحيفة إلى أنَّ "الاختلافات داخل الجماعة الغامضة ظهرت في مقالات رأي وتصريحات ومناقشات ساخنة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المقربة من الجماعة الإسلامية التي حظرتها الحكومة المصرية". وأضافت: "النشطاء الشباب نشر الشعار أي شيء إلا الرصاص، ما يعني ضمنًا أي شكل من أعمال التخريب باستثناء إطلاق النار، يعتبر مقبولاً، ومتحدث رسمي يستخدم اسم محمد منتصر قال إنَّه مرتبط بقيادة الجماعة الشبابية المنتخبة حديثًا، وأعلن مؤخرًا أنَّ هذه القيادة قررت اتباع المسار الثوري بكل آلياته، ما يعني السماح ببعض أشكال العنف". وأوضحت الصحيفة، على لسان منتصر: "الجماعة صدَّقت على دعوةٍ موقعة من قبل عشرات رجال الدين المسلمين حول العالم، تصف النظام المصري بالقاتل، وتقول إنَّه ينبغي إلحاق الهزيمة به بكل الوسائل المشروعة"، فيما ترفض قيادات أكبر سنًا في الجماعة أي خطوة نحو مواجهة عنيفة، وفقا للصحيفة. ونقلت عن عمرو دراج، الوزير السابق أثناء فترة حكم الرئيس المعزول، محمد مرسي، من تركيا: "لا نقبل أن تنجرف الثورة نحو عنف أو صراع مسلح". فيما قال يحيى حامد، الذي شغل منصب وزير الاستثمار مع مرسي، من تركيا، ل"فايننشال تايمز": "كنت قلقًا من استقطاب شبابنا، لا أعني فقط شباب الإخوان المسلمين، لكن الثورة بالكامل". ولفتت الصحيفة إلى أنَّ "الفجوة تهدِّد بتقويض تماسك الجماعة الداخلية، الذي يعتبر من الأسباب الأساسية لاستمرار الجماعة لحوالي 90 عامًا في البيئة السياسية المصرية المتقلبة"، مضيفةً أنَّ "أي تصعيد كبير في العنف من قبل الإخوان، ربما يمنح السلطات ذخيرة أكثر في المعركة ضد الرأي العام في مصر والخارج"، وفقا لمحللين. وأشارت الصحيفة إلى أنَّ "هذه الدعوة تتزامن مع ارتفاع في العنف ضد قوات الأمن، وخصوصًا في شمال سيناء، فضلاً عن استهداف الشرطة في تفجيرات وإطلاق نار في القاهرة ومناطق أخرى. ومضت قائلةً إنَّ "السلطات المصرية تصر على أنه لا يوجد اختلاف بين الإخوان والجماعات العنيفة الأخرى مثل أنصار بيت المقدس، وإنَّ هناك تقارير إخبارية منتظمة تعلن القبض على تابعين للإخوان لحيازتهم متفجرات أو تحريضهم على العنف ضد قوات الأمن عبر وسائل التواصل الاجتماعي". ونقلت عن محللين قوله إنَّ جيل الشباب في الإخوان، الذي انتخب بعضه لمناصب قيادية العام الماضي، يتهم الرموز الأكبر سنًا بسوء إدارة الفترة التي قضوها في الحكم، وفي أعقاب الإطاحة بمرسي ليسوا غاضبين فقط بسبب ما يعتبرونه قمعًا يتعرض له أصدقاؤهم وزملاؤئهم، لكن أيضًا من كبار القادة الذين ينصحون باستجابة معتدلة للحفاظ على ما يتبقى من بنية الجماعة. وعلى عكس البعض في الجيل الكبير، وفقا ل"فايننشال تايمز"، الذي يعتقد أنَّ الدولة ستجد نفسها مضطرة إلى التوصل لاتفاق مع الإسلاميين، يرى القادة الجدد أنه لا مجال للمصالحة. ويرى شادي حامد من معهد "بروكينجز"، أنَّ ما تغير هو النظر إلى دولة كعدة ينبغي إلحاق الهزيمة به، لا إصلاحه أو تعديله. وأضاف: "رأينا في الشهور الأخيرة الانفتاح نحو ما يطلقون عليه العنف الدفاعي، لكن هذا يتطلب الدقة حتى لا يتداخل العنف الدفاعي مع العنف الهجومي".