كتب- باهر القاضي: أبو خليل التقت به «التحرير»، بعد ما أثير حول ادعاء النبوة من قبل نائب الطريقة صالح أبو خليل، حيث تردد مؤخرا أن الرجل يدعى أنه ابن رسول الله، الأمر الذى نفاه شيخ الطريقة، مؤكدا أن ما تردد حول أبو خليل يشير إلى أن الأخير قال إنه من وزراء النبى، وهو الذى لم يتسن لشيخ الطريقة التأكد من مدى صحته. فى البداية تحدث عن مكانة الطريقة الخليلية بين أبناء الصوفية، موضحا أن الطريقة يرجع تأسيسها إلى الشيخ أبو الخليل، أحد أبناء سيدنا الحسين حفيد النبى صلى الله عليه وسلم، وأن الخليلية تعد من أقدم الطرق الصوفية، ولها آلاف المريدين فى شتى محافظات الجمهورية، غير أن المنوفية والشرقية والقاهرة والدقهلية والجيزة من أكثر المحافظات عددا لأبناء الطريقة الخليلية، هذا إلى جانب أن الطريقة بها أبناء ومريدون فى عدد كبير من الدول العربية، خصوصا فى السعودية والكويت والإمارات. وحول ادعاء صالح أبو خليل النبوة، قال إن بعض وسائل الإعلام تناولت مضمون تلك التصريحات، التى ادّعى فيها الشيخ صالح أبو خليل أنه من وزراء النبى، وفى الحقيقة لم يتسن لى التأكد من مدى صحة الواقعة، وبوصفى شيخا للطريقة الخليلية بمضمون قرار التعيين الصادر فى 9 ديسمبر 1988، ومكلفا بقوة القانون بإدارة شؤون الطريقة، مؤكدا أن «الخليلية» ترفض جميع التصرفات الخارجة عن تعاليم الإسلام، وأنه لا يمكن لشخص عاقل أن يتشبه بالأنبياء فمن يجعل نفسه وزيرا للنبى مجنون، حتى ولو كان شيخ الطريقة الخليلية نفسه، فالدين والسنة النبوية الشريفة يرفضان ذلك، ونحن كطريقة صوفية منهجها الكتاب والسنة نرفض أى خروج على الدين، وإن كان ذلك لم يحدث من قبل أبناء الطريقة. عن بداية مشوار الشيخ صالح أبو خليل، قال إن الأخير هو نائب للطريقة الخليلية عن والده، حيث تم تعيينه نائبا فى عهد الشيخ حسن الشناوى فى عام 1990، وبعدها أسس جمعية «الجمعية الخيرية الخليلية الإسلامية»، ونظرا لأنه شيخ يتمتع بكثير من الصفات الحسنة نال إعجاب وقبول عدد كبير من الصوفية والمريدين ومحبى آل البيت، إذ بدأت شعبيته تتزايد يوما بعد يوم حتى وصل إلى هذه المكانة، حيث إن الطريقة لها ثقل ودور بارز فى تربية وتهذيب المريدين من أبناء المجتمع، إذ يقوم شيخ الطريقة بعقد حلقات دروس علم متواصلة لأبناء الطريقة. وعن الموالد الخاصة بالطريقة الخليلية أكد أن الطريقة الخليلية كإحدى طرق الصوفية شأنها مثل باقى الطرق تحرص على المشاركة الفعالة فى جميع موالد آل البيت والتصوف بشكل عام سواء داخل البلاد أو خارجها، لكن الطريقة الخليلية مولدها الخاص هو مولد سيدى أبو خليل، الذى تحتفل به الطريقة فى أوائل يوليو من كل عام، حيث يقام عديد من السرادقات بساحة أبو خليل بجوار مسجده بالزقازيق، الذى به ضريحه، حيث تقام الإضاءات وتذبح الذبائح، ويأتى الآلاف من الصوفية والمريدين، مضيفا أن محبى أبو خليل ليسوا فى مصر فقط، بل هناك مجموعة كبيرة من ليبيا والإمارات والكويت تأتى للمشاركة فى احتفالات المولد من كل عام، غير أن الاحتفال به هذا العام سيأخذ شكلا مغايرا، وسيكون رسالة دعم حقيقية للرئيس عبد الفتاح السيسى، لذا نطالب أجهزة الدولة المعنية بضرورة تنقية الموالد من الخرافات والشعوذة والأمور التى يرفضها التصوف والمتصوفة. أبو خليل أضاف، أن منهج الأزهر الشريف قائم على التصوف، لذلك أغلب أساتذة الأزهر الكبار هم فى الأساس صوفية، ولا يخفى على أحد أن الإمام الأكبر شيخ الأزهر من بيت صوفى أصيل، غير أن الأزهر الشريف يتعرض لحملة شرسة من الهجوم تحاول النيل منه، لكنه بعون الله ثابت وقادر على مهمة تجديد الخطاب الدينى، لأنه دائما ما يقدم مختلف أنواع الدعم للطرق الصوفية، لأن الصوفية بشكل عام جزء لا يتجزأ من الأزهر الشريف. وبخصوص دور الطريقة الخليلية فى ما يتعلق بتجديد الخطاب الدينى، قال إن للتصوف رسالة سامية منذ بداية الدعوة، وأن لمشايخ الطرق الصوفية دورا هاما فى تربية النفس وتهذيب الخلق مع الأبناء والمريدين ونشر القيم الإسلامية الهادفة التى يمكن الاعتماد عليها كخطوة هامة فى عملية تجديد الخطاب الدينى، مؤكدا أن الصوفية الأجدر بالتنسيق مع مؤسسات الدولة على النهوض بالخطاب الدينى. كما تابع قائلا: «نحن نحتاج إلى بروتوكولات مشتركة تستفيد من قدرات مشايخ الصوفية فى مهمة التجديد، ومع تلك النداءات لا تقف الطريقة الخليلية مكتوفة الأيدى، حيث نعمل وبشكل دائم على عقد لقاءات وندوات مع المريدين فى المساجد والساحات وغيرها من أماكن التجمع، ونؤكد للحضور أن الدين الإسلامى يرفض كل أشكال العنف والتطرف، وكذا نعمل على إيجاد لغة حوار مشتركة مع شباب الصوفية ومختلف الأبناء فى شتى المحافظات من خلال جولات مكثفة نلتقى من خلالها أبناء الطرق، ونحاول أن نزرع بينهم روح الانتماء ودعم مؤسسات الدولة غير أن المهمة ليست يسيرة، لكنها غير مستحيلة».