شهد لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، ببعض رؤساء الأحزاب، للتشاور حول طبيعة المرحلة الحالية، العديد من القضايا السياسية والملفات الملّحة، كان أبرزها موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة. الرئيس سئل عن الإخوان فرد: أمورهم في يد القضاء ونحرص على استيعاب كل أبناء الوطن "ويكيليكس البرلمان" يكشف كواليس لقاء السيسي بالأحزاب، حيث ذكرت مصادر حزبية، أن الرئيس شدد على أن انتخابات مجلس النواب 2015 ستجرى نهاية العام الحالي، متطرقًا إلى الحديث عن الأوضاع في سيناء، والذي صرّح خلاله بأن الإرهاب انتهى فيها بنسبة 95%. أضافت المصادر: "السيسي أقرّ بأن الفساد لا يزال متوغلًا في هيئات ومؤسسات الدولة، وأن البيروقراطية لا تزال تحكم معظم الوزارات، وأن التحدّي الأكبر أمامه وأمام كل المصريين سوء الأوضاع الأمنية، وشدد أيضًا على أن الأوضاع الخارجية تحسنت كثيرًا إلّا أنها لم تصل إلى الشكل الذي يجب أن تكون عليه، خاصة أن مصر مستهدفة من الجميع، لذا طالب من جميع الأحزاب الاصطفاف يدًا واحدًا في موجهة الأخطار والتحديّات الكثيرة". تابعت المصادر: " خلال الاجتماع قال الدكتور سيد البدوي، رئيس حزب الوفد، للرئيس.. بحبك ياريس، وكان وكان رد السيسس ..وأنا بحبكم كلكم، وبالإضافة إلى أن بعض رؤساء الأحزاب تطرقوا في حواراتهم الجانبية مع الرئيس إلى ضرورة منع رموز نظام مبارك من العودة إلى الحياة السياسية مرة أخرى، خاصة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وكان رد الرئيس بأنه يجب على الأحزاب أن تختار شخصيات لها شعبية، وأن الشعب وحده يملك سلحة اختيار من يمثله في البرلمان". ذكرت المصادر، أن بعض الحضور سأل الرئيس السيسي عن وضغ جماعة الإخوان؛ فرد: "كل ما يتعلق بأمورهم في يد القضاء، والدولة حريصة على استيعاب كل أبناء الوطن، إعلاءً للصالح العام". في سياق متصل أصدرت رئاسة الجمهورية، بيانًا صحفيًا، لتوضيح الرؤى والخطوط العريضة التي دار حولها اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي برؤساء الأحزاب، اليوم الأربعاء. علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، قال إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رحب برؤساء الأحزاب السياسية، منوهًا إلى أن مبادرة المشروع الموحد لتعديل قوانين الانتخابات التي وقع عليها ثمانية وثلاثون حزبًا سياسيًا، كانت محل تقديرٍ، وتمت إحالتها إلى رئاسة مجلس الوزراء لدراستها وفقًا لما نص عليه الدستور. أضاف يوسف، أن الرئيس شدد على أهمية التكاتف الوطني خلال المرحلة المقبلة، وذلك لانتخاب مجلس نواب قادر على الاضطلاع بمهمتي الرقابة والتشريع على الوجه الأكمل، أخذًا في الاعتبار أن دقة المرحلة الراهنة، تستلزم أن تُنحي الأحزاب السياسية خلافاتها جانبًا، وأن تُعلي المصلحة الوطنية، وأكد أيضًا أن مؤسسة الرئاسة تقف على مسافات متساوية من جميع القوى السياسية دون انحياز، مُبديًا استعداده التام لمساندة ودعم قائمة موحدة لجميع الأحزاب والقوى السياسية التي ستشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومنوهًا إلى اعتزام الدولة إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي. استعرض الرئيس، مجمل تطورات الأوضاع على الساحة الداخلية المصرية، لاسيما ما يتعلق منها بالموقف الاقتصادي ومكافحة الإرهاب، خاصة في سيناء، وعلى الصعيد الخارجي، أكد السيسي أن العديد من دول العالم باتت أكثر تفهمًا وإدراكًا لما شهدته مصر من تطورات على مدار العامين الماضيين، الأمر الذي انعكس في العديد من مظاهر التعاون الاقتصادي والزيارات المتبادلة على المستوى الرسمي. ذكر يوسف، أن السيسي استمع إلى مداخلات السادة رؤساء الأحزاب الذين تناولوا عددًا من الموضوعات على الساحة المصرية، والتي جاء في مقدمتها التشديد على الحاجة لإجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الحالي، والوقوف على أفضل النظم لإجراء الانتخابات، مرجحين اتباع نظام القائمة النسبية، واقتصار القوائم المطلقة على تمثيل فئات بعينها فقط، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة. كما تطرق السادة رؤساء الأحزاب أيضًا إلى أهمية تفعيل دور الشباب، وإعداد كوادر حزبية واعية، يمكنها المنافسة مستقبلًا في الانتخابات البرلمانية، منوهين بأهمية تحقيق التوازن بين استتباب الأمن وإقرار الحقوق والحريّات العامة للمواطنين، علاوةً على أهمية وضع ميثاق للشرف الإعلامي يضمن حرية الإعلام، ويكفل في ذات الوقت مراعاة المصلحة الوطنية، والعرض الموضوعي لجميع القضايا التي تهم المواطن المصري. أشار عدد من رؤساء الأحزاب إلى أهمية المشاركة الشعبية في عملية التنمية ومكافحة الفقر، مع زيادة الجهود الحكومية المبذولة على صعيد مكافحة الفساد، وفي هذا الصدد، لفت السيسي إلى الجهود المبذولة لدعم ومساندة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مشددًا على الأهمية التي توليها الدولة لنجاح هذه المشروعا،ت وضمان تحقيقها لأهدافها المرجوة. في سياق متصل، لفت الرئيس إلى الاهتمام الذي توليه الدولة لتنمية سيناء، والنهوض بأوضاع القرى أكثر احتياجًا، مشيرًا إلى أنه تم تخصيص خمسمائة مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لصالح تطوير تلك القرى، وإقامة مشروعات الصرف الصحي والمرافق بها، ويضاف إلى ذلك مبادرة توزيع عشرة آلاف رأس من الماشية على القرى الأكثر احتياجًا، وتطوير الساحات الرياضية بنحو 4300 مركز للشباب، وكذا العمل على تطوير خمسمائة قصرٍ للثقافة. وفي ختام الاجتماع، أكد السيسي أن مصر بحاجة إلى جهود أبنائها المخلصين، وتحقيق التكاتف الوطني حتى يتم استكمال بناء جميع مؤسسات الدولة من خلال تشكيل مجلس نواب قادر على المساهمة بفاعلية في إثراء الحياة الديمقراطية، ودفع جهود التنمية الشاملة قدمًا.