كله تمام وماشٍ فى طريق الديمقراطية الحقة. الأحزاب شكلت شلة تعكف على وضع مشروع موحد لقوانين الانتخابات (موازٍ لما تضعه اللجنة الرسمية)، هذا وقد أكد كل من الفريقين الرسمى والموازى، أن جهوده مستمرة، وأن هدفه الأسمى هو تلافى الطعن الدستورى، وعدم تعطيل العملية الانتخابية. وتجىء هذه الجهود بعد سلسلة لقاءات جمعت الفريقين وفرقًا أخرى تحت مسمى الحوار المجتمعى، ولم نستدل بعد على براهين مجتمعى دى جت منين؟ كما تدل النتائج أنه لم يكن حوارًا، لكن لا يمكن أن نجزم، بل ندعى فقط أنه كان تراشقًا حول الاختصاصات والتنافس على ادعاء الحرص على ضمان الدستورية. نثمِّن دور الأحزاب وجهودها المضنية طوال السنوات الأربع المنصرمة، من أجل ضمان الإطار الدستورى والقانونى، وتكالب قانونييها وسياسييها على دراسة الوضع الانتخابى من جهة القوانين! هذا وإن كنا كشعب لا نشغل أنفسنا كثيرًا بهذا، ولا نرى أن نتائجه قد تسفر عن أى تغيير حقيقى فى حياتنا، ليس فقط الاقتصادية والاجتماعية، بل وفوق كل ذلك حياتنا السياسية التى تستمرون بإثرائها بجهودكم العقيمة، لكننا نعلن وبكل شفافية إدراكنا اللا محدود لجهلنا الدستورى والقانونى الذى يحول بيننا وبين فهم المعضلة التى فشل الجميع فى حلها، وعجزنا عن فهم النص الدستورى المعقرب الذى أدى إلى احتدام الخلاف بينكم حول صياغة قوانين تسمح لنا وببساطة بانتخاب برلماننا! ونحن من موقعنا هذا نقر بأننا قد نسينا تمامًا أمر الانتخابات، ولم يعد الأمر يشغلنا من قريب أو من بعيد، لكن لا يجب أن يثبط ذلك من عزيمتكم ودأبكم وشغل وقتكم السياسى الثمين. لكن لنا سؤال بسيط وساذج: هل تتجادلون فقط حول القوانين أم يشغلكم أمر الانتخابات؟ هل لديكم أى تصور عن موعدها، برامجكم، حملاتكم، مرشحيكم، منافسيكم؟ أم سيأتى ذلك فى نقاشات تالية؟ طب سؤال تانى رزل شوية، هل لدى حضراتكم أى تصور عن ناخبيكم.. إحنا يعنى؟ هتنجحوا إزاى؟ بأصواتنا ولّا هناك ترتيبات أخرى؟ ويا هل ترى التعطيل سببه عدم اكتمال القوانين أم عدم اكتمال تفاوضات توزيع الكراسى؟ ولّا وجود منافسين أشرار ينشطون فى الشارع للتواصل مع الناس؟ يعنى ممكن توضحوا لنا نيتكم التى لا نشك فى نقائها وأخلاقيتها.. نيتكم من الحوار ده كله إيه؟ خوض انتخابات تنافسية نزيهة أم النجاح بالتزكية غير المباشرة؟! عشرات الأحزاب مشكلة لجنة قوانين.. ده طبعًا بعد فضائح الفشل المتوالى لتشكيلها تحالفات انتخابية.. المهم نلاقى حاجة نتلم حواليها، ننظم حوارات فى صالونات تلمنا، ونطلع فى مؤتمرات صحفية تفرج الناس علينا. طب بلا إقحام لأنفسنا فى خير أعمالكم، إحنا لينا مكان فى التجربة الانتخابية دى؟ يعنى ماحدش معبرنا منكم فى الشارع، ولا سمعنا عن برامج ولا حملات؟ إيه داخلين الانتخابات بمشروع موحد للقوانين؟ لسه مش جاهزين من ساعتها «الثورة لو نسيتوها»، ولا نشاطكم السياسى صار سريًّا يا أصحاب التاريخ النضالى الوطنى.. يعنى هو مش سرى أوى، هو مهرى نقاش مع الحكومة ولجانها وأجهزتها.. سرى عندنا إحنا بس.. الشعب ولا مؤاخذة. أعانكم الله وسدد خطاكم، وابقوا قابلونا فى الانتخابات وتعالوا اشحتوا مشاركتنا بالكلام الماسخ بتاع المواطن والمسؤولية والخريطة والمصريين أهمه.. وفرجوا العالم على إرادة الشعب.. هنفرجهم!