لماذا لم يترشح الراحل صالح سليم لعضوية مجلس الشعب، أو تولى منصب وزير الرياضة، أو أي منصب سياسي على مدار حياته؟.. هل كان يخشي أن يسقط في انتخابات مجلس الشعب، أم أنه كان قانعًا أن تواجده على رأس مجلس إدارة أكبر نادي في مصر وأفريقيا أهم من أي مكسب سياسي سهل المنال في تلك الفترة؟ يؤكد المقربون من المايسترو، أنه لم يفكر في هذا الأمر نهائيًا، وإن كان لم يُعرض عليه، خاصة أن الدكتور حسام بدراوي الأمين العام السابق للحزب الوطني المنحل كان عضوًا في مجلس إدارة النادي مع المايسترو. المحللون السياسيون لعهد مبارك، أكدوا أن النظام في العشر سنوات الأخيرة سعى لخلق تزاوج بين السياسة مع الرياضة، وهو ما كان بداية لظاهرة لاعب الكرة رجل السياسة. وبالنظر إلى الوقع الحالي، نجد أنه سليم كان آخر رواد مدرسة فصل الرياضة عن السياسة، وذلك بعد أن أصبح على رأس نادي الأهلي اثنين من رجال السياسة، حيث أن المهندس محمود طاهر هو مؤسس "حزب الوعد" قبل أن يُجمد عضويته بالحزب ليُحافظ على إبعاد النادي الأهلي عن الحياة السياسية، وكذلك نائب رئيس النادي الأهلي المهندس أحمد سعيد الذي كان يترأس حزب المصريين الأحرار قبل أن يترك رئاسة الحزب بعد خلافه مع مؤسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس. وسبق طاهر وسعيد، العديد من نجوم الأهلي ودخلوا عالم السياسة مثل طاهر أبز زيد وأحمد شوبير الذين ترشحا لمجلس الشعب في عهد مبارك، وتولى أبو زيد منصب وزير الرياضة. وعلى الجانب الأخر، نجد القطب الثاني للأندية المصرية وهو نادي الزمالك يتوجد برئاسته الآن مرشح برلماني سابق، كما يوجد أعضاء بالمجلس أعلنوا نيتهم خوض غمار الترشح للبرلمان، منهم أحمد مرتضي منصور. اتحاد الكرة داخل البرلمان لم يقتصر الأمر على نجوم الأندية فقط، حيث نجد معظم أعضاء اتحاد الكورة، أعلنوا نيتهم للترشح لعضوية مجلس النواب القادم، على رأسهم رئيس الاتحاد مجدي علام، وثروت سويلم المدير التنفيذى للاتحاد، وكذلك خالد لطيف. السارون على درب صالح سليم هناك العديد من رموز الرياضة الذين تمسكوا بمدرسة صالح سليم، منهم الكابتن محمود الخطيب وحسن حمدي وخالد مرتجي، ولم يقرروا بعد الترشح لانتخابات البرلمان، حيث يفضلون فصل الرياضة عن السياسة.