قدم الاهلي طاهر أبو زيد لدنيا النجومية وادخله عالم المشاهير السحري. وفي نفس الوقت قضي عليه لاعبا وهو في عز مجده. وأنهي مسيرته الادارية مبكرا داخل مجلس الادارة. فيما كانت الضربة القاضية بتهديد مستقبله السياسي لدرجة جعلت الكثيرين يتوقعون ازاحته من علي كرسي الوزارة في التشكيل الوزاري المرتقب. لقد عرف الشارع الرياضي المصري طاهر أبوزيد وزير الدولة لشئون الرياضة في دور المعارض الكبير بحكم الصدامات الكثيرة علي مدار الثلاثين عاما الأخيرة حيث بدأها مع صالح سليم رئيس النادي الأهلي الراحل وانتهت باعتزاله كرة القدم بعد استبعاده وهو في أفضل حالاته وقيادته الأهلي للفوز بكأس مصر علي حساب الزمالك ومن بعد محمود الراحل محمود الجوهري المدير الفني الأسبق للمنتخب المصري التي انتهت بذهابه إلي نهائيات كأس العالم في إيطاليا عام 1990 كضيف شرف. وتؤكد الشواهد في الأيام الأخيرة إن وزير الرياضة أصبح في طريقه للخروج من مقر الوزارة بعد أن نجح مجلس إدارة الأهلي برئاسة حسن حمدي في نيل تأييد الدولة وتجميد قرار الوزير بانهاء المد للمجلس. أبوزيد هو الخاسر الأكبر في عالم الكرة والرياضة المصرية حاليا بعد أن فقد الكثير من هيبته في ظل خسارته لمعركته الأهم في حياته وهي إنهاء عهد حسن حمدي في رئاسة النادي الأهلي. فما أن صدر القرار. حتي تلقي أبوزيد الضربة القوية من جانب حازم الببلاوي رئيس الحكومة الذي قرر بعد 3ساعات تجميد ما أصدره وزير الرياضة والابقاء علي حسن حمدي واحالة القرار أيضا للدراسة من جانب الشئون القانونية. ورغم إنه لاخلاف علي صحة القرار خاصة في ظل العدد الكبير من الفضائح المرتبطة بحسن حمدي بداية من تجميد ثروته ومنعه من السفر والتحقيق معه في مخالفات مالية خاصة بعمله السابق في وكالة الأهرام الاعلانية أو خلال توليه رئاسة الأهلي. إلا أن طاهر أبوزيد وهو في ثوب الحكومة بقي علي المنوال نفسه يخسر معاركه علي الدوام. ولم يكن بقاء حسن حمدي رئيسا للنادي الأهلي وحده الضربة الموجعة التي تلقاها أبوزيد. حيث خسر معركة ثانية وهي معركة البث الفضائي. التي عاد فيها الأهلي إلي لجنة الأندية بعد أن تمرد عليها وخرج منها في وقت سابق بداعي تدخل الوزير في بيع حقوق بث مباريات الدوري الممتاز الي اتحاد الاذاعة والتليفزيون المصري منفردا مقابل70 مليون جنيه. وماحدث لطاهر أبوزيد وهو في ثوب رجل الحكومة يؤكد حقيقة الدراما التي شهدتها حياة الرجل الذي تحول رغم شعبيته الكبيرة إلي خاسر أكبر في كل المعارك التي خاضها في حياته.. سواء كان مسئولا الآن أو كمعارض سياسي في الماضي أو خلال مسيرته الرياضية لاعبا واداريا في الأهلي وحتي في انتخابات اتحاد كرة القدم يوم خسر امام احمد شوبير. من يتابع حياته يجد أنه اعتاد خسارة معاركه.فهو كسياسي قبل أن يكون وزيرا ورجلا من رجالات السلطة كان معارضا بوصفه عضوا في الهيئة العليا لحزب الوفد. وكان أبوزيد بحكم منصبه الحزبي. من قادة الحزب في انتخابات مجلس الشعب عام 2010 التي خاضها علي مقعد الفئات في شبرا.ووقتها كان يعتقد أن وجوده كمعارض سياسي إضافة إلي شعبيته كلاعب كرة كفيلة بأن يحقق النجاح في انتخابات البرلمان.ولكنه لم يوفق وخسرالانتخابات التي شكلت صدمة قوية له وكانت سببا كبيرا واساسيا في مشاركته فيما بعد في تظاهرات الشباب وقت اندلاع ثورة 25يناير 2011 التي نجحت فيما بعد في الاطاحة بالنظام الاسبق ورئيسه محمد حسني مبارك. ولم يكن الاخفاق في الانتخابات البرلمانية هو الاخفاق الانتخابي الوحيد لطاهر أبوزيد اذ حاول بعد خروجه من النادي الاهلي واعتذاره عن انتخابات 2004 الظهور بعدها بعام واحد في انتخابات اتحاد كرة القدم. وتقدم بأوراقه علي منصب نائب الرئيس ضد زميل الملاعب أحمد شوبير. وكان أبوزيد يتخيل انه قادر علي حسم المنصب لصالحه ولكنه خسر المعركة عام 2005 ولم ينل أكثر من 11 صوتا فيها. وتلقي هزيمة انتخابية مؤلمة ليختفي من المشهد الكروي تماما اعتبارا من عام 2005 ويتحول الي اعلامي يقدم البرامج الرياضية فقط. ولطاهر أبوزيد خسائر بالجملة في حياته الكروية. فهو كلاعب لم يوفق في معاركه الكبيرة وأشهرها علي الاطلاق معركته مع محمود الجوهري المدير الفني للمنتخب المصري عندما شن أبوزيد حملة ضارية علي الجوهري ليشارك لدقائق فقط في لقاء ايرلندا بمونديال 1990. قبل ذلك.. دخل طاهر في معارك ضارية مع صالح سليم رئيس النادي اشهرها عام 1992 عندما استبعده المايسترو من قائمة فريق الكرة ليبقي خارج الاهلي كلاعب ويعلن اعتزاله الكرة ويرفض اتمام صفقة انتقاله للزمالك أو الاسماعيلي. حتي عندما نجح في الوصول الي مقعد عضوية مجلس الادارة بالنادي الأهلي مرتين متتاليتين بين عامي 1996. 2004 لم يوفق في ترجمة طموحه الرياضي. خاصة بعد أن قرر ارتداء ثوب المعارض لصالح سليم لخمس سنوات كاملة ثم حسن حمدي لعامين بعدها حيث تم تجميده تماما داخل النادي الأهلي بإيعاز من حسن حمدي إلي حد ابعاده عن لجنة الكرة و لم يسند له ادارة أي ملف. أول خسائر طاهر أبوزيد في عالم الكرة كانت عام 1984 عندما أصر علي تأييد الفريق عبدالمحسن مرتجي في انتخابات رئاسة الأهلي بناء علي العهد الذي قطعه فريق الكرة بمبادرة من جانب حسن حمدي المشرف العام وقتها ضد صالح سليم رئيس النادي. وكان حسن حمدي قد أنضم الي تحالف صالح سليم ومعه عدد كبير من لاعبي الفريق في اللحظات الأخيرة من الإنتخابات. ولكن طاهر أبوزيد رفض التخلي عن الفريق عبدالمحسن مرتجي وسانده بقوة ضد صالح سليم. وجاءت النتائج لتسفرعن انتخاب صالح سليم رئيسا للنادي وخروج عبدالمحسن مرتجي من السباق الانتخابي بالأهلي إلي الأبد ووضع ¢ مارادونا النيل¢ في القائمة السوداء. لم يجد طاهر وقتها مفرا سوي قبول الاحتراف في الدوري العماني ليهرب بعيدا عن قدره الاهلاوي التعس الذي ظل يلازمه طوال حياته حتي وهو علي كرسي الوزارة الذي قبله ليرضي غروره في اعتلاء منصب القيادة الرياضية ليرد الصفعات المتتالية التي نالها طوال مشواره من قيادات ناديه الذي قدمه لعالم الشهرة والنجومية ثم كان كالدبة التي قتلت صاحبها حيث كتب السطر الأخير في حياته السياسية كما سبق وأنهي مشواره الكروي. حيث سيكون طاهر علي رأس المستبعدين من التشكيل الوزاري المزمع اجرائه خلال الايام المقبلة. وبالتالي لن يكون مقبولا عودته الي استوديوهات التحليل والتقديم الرياضي أو التجرؤ علي الترشح من جديد لرئاسة قلعة الشياطين. وعندها سيكون ابو زيد قد خسر الجلد والسقط وسينزوي بعيدا كما انزوي سابقه العامري فاروق ليتفرغ لاعماله الخاصة والعودة للبيت لينام مبكرا بعيدا عن صخب السياسة أوالرياضة.