جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجان الأهلي المقلوب، قالت يا ولدي لا تحزن فجاريدو عليك هو المكتوب، ستفتش عن الانتصارات في كل مكان وستسأل عنها موج البحر وفيروز الشطأن، ستجوب بحارًا وبحارًا وتفيض دموعك أنهارًا، وستعرف بعد رحيل خوان بأنك كنت تطارد خيط دخان! هذه الأبيات التي صاغها الراحل نزار قباني -مع تصرف مني في بعض الكلمات- هي أدق توصيف لحالة الجماهير الأهلاوية المصابة بخيبة كروية بعد خروج فريقها من المسابقة الأفريقية بصورة درامية قد تتكررفي البطولات الأتية! أبرز مشاهدات لقاء المغرب التطواني كانت: 1- التشكيل الذي وضعة جاريدو كان علامة استفهام كبرى تضاف إلى سجلة الحافل بكل إشارات التعجب! كيف يلعب وليد سليمان صاحب البنية النحيفة واللياقة الضعيفة في مركز الظهير الأيسر علي حساب صبري رحيل المدافع الأعسر؟ أحمد عبد الظاهر لم يشارك في أي لقاءات رسمية منذ 3 أشهر ميلادية، فلماذا يدخل القائمة الأساسية لهذة المواجهة المصيرية؟ السبب ايه في عدم البدء بتريزيجية؟ 2- التبديلات التي أجراها العبقري الإسباني في الشوط الثاني أفقدت فريقة التحكم والخطورة بعد أن أخرج رأس الحربة الوحيد ومن بعده أفضل لاعب في خط الوسط (محمد رزق) القادر على تنفيذ المهام في الخلف والأمام. 3- التعامل الفني غير اللائق مع النجم عماد متعب أثر كثيرًا على نفسيته ومستواه بعد أن تعمّد المدير الفني خلال خلال اللقاءات الأخيرة ابقاءه على مقاعد الاحتياط ثم اعطاءه الأمر بالتسخين أخر الأوقات دون أن يدفع به إلا في قليل من المناسبات، هذه المرة أشركه قبل النهاية بأربع دقائق فنزل متعب محطم الخطوات والمعنويات مشترطًا عدم تكليفه بتسديد أي من ركلات الجزاء الترجيحية! 4- المهندس محمود طاهر لم يكن واثقًا من قدرة لاعبية على الفوز، فظهرت على ملامحه العصبية وهو يدخن بشراهة قبل أن يفقد وقاره احتفالًا بتسجيل الهدف، وشاركه في ذلك خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة الذي لم يراعِ قواعد البروتوكول ولم يحترم مشاعر رئيس النادي الضيف الجالس بجواره! الأهلي (حظة حلو) لأنه ودّع هذه المسابقة قبل أن يلتقي بالفرق القوية التي كانت ستقسو عليه وتزيد من أوجاعه، انتقاله للعب في الكونفيدرالية ربما يكون (بشرة خير) كما حدث في العام الماضي. سموحة الفارس المغوار واصل مسيرتة الظافرة متجاوزًا كل العقبات وتأهل بجدارة إلى مرحلة المجموعات في دوري الأبطال بعد أن تغلب على ليوبارد الكونغولي بهدفين في مباراة سرية لم تنقلها قنواتنا المحلية أو الفضائية، مما يمثل سقطة إعلامية وتفرقة عنصرية داخل منظومتنا الكروية. كنت انتوي تخصيص معظم كلمات هذا المقال للحديث عن تفاصيل هذا الانجاز الذي يستحق كل تقدير وإعزاز لكن للأسف الشديد لم تتوافر لي فرصة مشاهدة أحداث لقائي الذهاب والعودة أو حتى ملخص عنهما، لذلك سأكتفي بتوجية التحية لكل أفراد الكتيبة السكندرية: مبروك يا رجالتنا.. صحيح شرفتوا مصر.