حوار- مروة راشد: «كورال أطفال مصر» مشروع أطلقه المايسترو سليم سحاب، بهدف تحويل أطفال الشوارع إلى عناصر نافعة اجتماعيا وتهذيبهم عبر الفن. حول هذه التجربة التقته «التحرير» أثناء التحضير للبروفات الخاصة بحفل أوركسترا وكورال مصر، الذى شارك فيه الفنان هانى شاكر، وتمت إقامته على مسرح جامعة القاهرة تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة. ■ ما الذى حمَّسك إلى هذا المشروع؟ - تهذيب الأطفال وتحويلهم من قنابل موقوتة مؤجلة إلى عناصر نافعة ونجوم موهوبة من شأنها إثراء الساحة مستقبلًا، وتأكيد أنه بالموسيقى يمكن تهذيب البشر وعلاجهم أيضًا، تحمست لهذا المشروع الذى دعمتنى فيه وزارتا الشباب والتضامن الاجتماعى، وهى فكرة قد تبدو جديدة على المجتمع المصرى، لكنها موجودة فى بعض الدول التى سبقتنا مثل فنزويلا والبرازيل وغيرهما، حيث يُجمع أطفال الشوارع لعمل فرق موسيقية منهم. ■ كيف يتم اختيار الأطفال؟ - فى البداية كنت حريصًا على اختيار العناصر الصالحة، ثم إخضاعهم لتدريب متواصل على مدار ثلاث ساعات أسبوعيا، ومع التمرين وتهيئة الأصوات اكتسبوا خبرة جيدة، وأصبحوا صالحين للغناء. ■ هل وجدت صعوبة فى تدريبهم فى البداية؟ - بالفعل وجدت صعوبة فى البداية، خصوصًا أن الأطفال لم يغنوا فى حياتهم من قبل، كما أن بعضهم احتاج فى البداية إلى علاج نفسى نظرًا لنفسيتهم المحطمة وإحساسهم بأنهم مهمشون والمجتمع يرفضهم، يضاف إلى ذلك أن بعض الحالات كانت مصابة بمرض التوحد، وغيرها من الأمراض النفسية، أيضًا كانت هناك صعوبة فى جعلهم يؤدون ما يسمعونه، خصوصًا مع صعوبة نطقهم الكلمات وتلعثم بعضهم، وهى مشكلة اعترضتنى لأول مرة فى حياتى. فى البداية اخترت 250 طفلا من بين ألف طفل يستطيعون الغناء، تمت تصفيتهم إلى 140 طفلًا هم أعضاء الكورال، ومن المتوقع زيادتهم خلال المرحلة المقبلة، ونحن حاليا فى انتظار شراء كمية كبيرة من الآلات الموسيقية، لكى أبدًا فى تعليم الأطفال من سن 4 أو 5 سنوات العزف على الآلات بطريقة تسمح لهم بالعزف مقطوعة على المسرح بعد 3 أشهر تدريب، وكما أشرت سلفًا فالموسيقى هنا نستخدمها كوسيلة وليست هدفًا، لأننا نريد العمل على تطوير وجدانهم ومشاعرهم وأحاسيسهم وانفعالاتهم وتحويلها إلى مشاعر إيجابية تبعدهم عن فكر التطرف والعنف. وأريد أن أؤكد مرة أخرى أن وزارة الشباب قدمت دعمًا لا حدود للفرقة، من زى موحد للبروفات، بالإضافة إلى توفير السيارات لنقل الأطفال من جميع دور الرعاية إلى مكان البروفات على مسرح الوزارة، وأيضًا وجبات فى أثناء الاستراحة، كما أن وزارة التضامن تضع دعمًا كبيرًا لهذا المشروع، حيث تحاول أن تعيد الأطفال المتسربين علميا إلى التعليم مرة أخرى، خصوصًا أنه لا يوجد فنان جاهل. على الجانب الآخر تتكفل جامعة مصر صحيا بالأطفال ورعايتهم مجانًا، كما تعهدت بأخذ 25 طفلًا، لتكفل تعليمهم مجانًا كل عام، كذلك جاءتنا تبرعات من الكويت ومن سيدة أعمال تبرعت بقطعة أرض مساحتها 4200 متر مفتوحة على الطريق الدولى ومهندس استشارى تبرع بتخطيط هذه الأرض، ليرسمها جنة لهؤلاء الأطفال. ■ هل ترى من بينهم أصواتًا سيصبح لها مستقبل غنائى؟ - فى هذا المشروع الموسيقى ليس هدفى البحث عن أصوات جديدة، لكن هدفى الأساسى هو الارتقاء بهؤلاء الأطفال ومحو ما نسميه الأمية الوجدانية، وتأكيد أهمية الفن فى الارتقاء بالنفس البشرية، وهو ما نستخدمه للارتقاء بهم.