اعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، أن اعتراف مسؤولين إسرائيليين بأن قائد كتائب القسام محمد الضيف "على قيد الحياة ويمارس نشاطاته"، دليل على فشل الاستخبارات الإسرائيلية في مواجهة المقاومة الفلسطينية. جاء ذلك خلال تصريحات للصحفيين أدلى بها هنية على هامش فعالية نظمتها حركة "حماس"، في مدينة غزة صباح اليوم الأربعاء، للتوقيع على أكبر مذكرة احتجاج في العالم ضد الاستيطان وجدار الفصل في الضفة الغربية. وقال "هنية" إن "اعتراف الاحتلال بأن قائد القسام على قيد الحياة ويمارس نشاطاته دليل على فشل الاستخبارات الإسرائيلية في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وفي ذات الوقت هو إدانة لإسرائيل فهي تعترف بتخطيطها لارتكاب جريمة اغتيال ضد أحد القيادات الفلسطينية التي ستبقى شوكة في حلق الاحتلال وستقود مشروع تحرير فلسطين". وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح الأربعاء، نبأ يقول إن "قائد كتائب القسام محمد الضيف لا زال على قيد الحياة ويمارس نشاطه العسكري في قيادة الكتائب"، دون نسبه إلى مصدره. ونسبت صحيفة "معاريف" العبرية إلى "مسؤولين إسرائيليين رسميين" قولهم إن الضيف معروف لدى الأجهزة الأمنية بأنه "يمارس نشاطه". وأشارت "الصحيفة" إلى أن مسؤولين رسميين أكدوا مؤخرًا أن عدم الوضوح حول مصيره تبدد، وأن رئيس أركان حماس (قائد القسام) حي يرزق ويمارس نشاطه ولم يقتل في القصف الإسرائيلي" الذي استهدف منزله خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. واستهدفت الطائرات الإسرائيلية، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة (شهري يوليو/ وأغسطس الماضيين)، منزلاً كانت تعتقد أن الضيف يتوارى فيه، ما أدى إلى مقتل زوجته واثنين من أبنائه، وإصابة ثلاثة آخرين. وتعرض "الضيف" لعدة محاولات اغتيال إسرائيلية على مدى السنوات الماضية أدت إحداها لإصابته بجروح خطيرة. وفي سياق آخر، وصف هنية تقرير للأمم المتحدة يُحمل إسرائيل المسؤولية عن قصف مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة خلال الحرب الأخيرة، بأنه "دليل على أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب وتجاوزت القوانين الدولية وتخطت كافة الخطوط الحمراء خاصة حينما استهدفت المدنيين". ودعا السلطة الفلسطينية إلى استثمار تقرير الأممالمتحدة والتوجه بشكل حقيقي إلى المحكمة الجنائية الدولية من أجل محاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي. وحملت الأممالمتحدة الجيش الإسرائيلي مسؤولية 7 هجمات على مدارس تابعة لها في قطاع غزة استخدمت كملاجىء للنازحين خلال الحرب الاخيرة الصيف الماضي، كما جاء في تقرير لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية، يوم الإثنين الماضي. وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن الإثنين الماضي، إن هذه الهجمات أوقعت 44 قتيلاً و227 جريحًا على الأقل بين 16 يوليو و26 من أغسطس، في هذه المدارس التي كانت تستخدم ملاجىء للمدنيين الفلسطينيين. وشنت إسرائيل في السابع من يوليو الماضي، حربا على قطاع غزة استمرت 51 يومًا، أدت إلى مقتل أكثر من 2000 فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366. على صعيد ثان، طالب هنية المؤسسات الدولية بالوقوف عند مسؤوليتها والتصدي لسياسات إسرائيل وحماية الشعب الفلسطيني، مشددًا على أنه لا يمكن تحقيق السلام دون أن تنتهي مشكلة احتلال فلسطين. وجدد تأكيده على أن الشعب الفلسطيني لا يتدخل في الاشتباكات أو الشؤون الداخلية لأي من الدول التي يقيم فيها.