قال مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، اليوم الجمعة، إن رسالة الإسلام عالمية، لم تتوقف عند حدود مكة فقط، وإن الإسلام من خلال هذه العالمية استطاع استيعاب الحضارات والأمم القديمة، بما تحويه من ثقافات متنوِّعة وأديان متعدِّدة وأعراف مختلفة. وتابع علام، خلال إلقائه لخطبة الجمعة بأحد المساجد في العاصمة الفرنسية باريس، أنه بعد صلح الحديبية، أرسل الرسول إلى كل الدنيا، ملوكًا وشعوبًا؛ لنشر دعوة الإسلام، بما يتناسب مع مقتضى العصر ومتطلبات الواقع، وبما لا يقلل من مكانة الإسلام والمسلمين بين شعوب الأرض. واستطرد: "المتأمل للتاريخ الإسلامي سيرى أنه حيثما وجِد الإسلام والإيمان الحقيقي في وطن، وجدت معه الرفاهية والرخاء والرحمة في كل شئون البشر، ويتجلى هذا إذا قارنا الجزيرة العربية، أو منطقة غرب إفريقيا أو إندونيسيا أو الهند، قبل وبعد الإسلام، فالإيمان أضفى على هذه الأمم مسحة من الجمال والسماحة، وكل دولة كانت تحت الحكم الإسلامي مرت بما يسمى بالعصر الذهبي. ووجه مفتي الجمهورية عدة رسائل مهمة للمسلمين في فرنسا، حثهم فيها على ضرورة الاندماج الإيجابي في مجتمعهم الأوروبي، مع الحفاظ على هويتهم وثوابتهم الدينية، مشددًا على أن الإسلام أرسى قواعد وأسسًا للتعايش مع الآخر في جميع الأحوال والأزمان والأماكن، ليصبح المسلمون في تناسق مع العالم الذي يعيشون فيه، بما يضمن تفاعلهم مع الآخر وتواصلهم معه دون تفريط في الثوابت الإسلامية.