هى تلك المعارك التى تشعلها فى الغالب صحيفة أو فضائية، فتشغل المصريين لأسابيع أو شهور، قبل أن تحتل مكانها معركة أو فضيحة جديدة، يكون بطلها فى الغالب لاعب كرة أو فنان شهير أو داعية، أو حتى قضية جدلية لا تعبر عن اهتمام شرائح واسعة من الناس، أو تجلى لهم أمرًا غامضًا ييسر حياتهم الصعبة، ولعل أكبر خطة إشغال تولى كبرها تيار الإسلام الحركى منذ بداية القرن العشرين، تمثلت بسؤال الهوية الذى تقدم كثيرًا فى وعى تلك الحركات وبالتالى فى وعى الناس، على حساب سؤال التحديث الذى فشلنا فى الإجابة عنه جميعا بلا استثناء. ما جدوى مناقشة قضايا مثل حجية البخارى ومسلم؟ أو جرح أو تعديل أحد الفقهاء القدامى أو اتهامهم بالكذب أو التدليس أو حتى تحصينهم بالتقديس؟ هل ستتحقق مصلحة شرعية معتبرة من ترك مثل تلك الأمور تخضع لفنون التوك شو ومهارات نجوم التليفزيون، بديلًا عن المناقشة الهادئة فى ظل روح علمية متجردة تنشد الحق وتبتغى تحرير مراد الله فى شريعته، وهو ما لا يليق أن يكون على مرأى ومسمع من الجميع دون تحسب لتفاوت مستوى المشاهدين وحظوظهم من الفقه والعلم، أليس من الأجدى أن تحرر مواضع النزاع أو الجدل فى أروقة البحث العلمى فى المعاهد العلمية والجامعات، ولينضم إليها المجتهدون من أهل الرأى ويشاركوا فى تلك المحافل بعيدًا عن الإعلام، ولا بأس بعد تحرير موضوع النزاع أن تدعى وسائل الإعلام لتذيع بيانا علميا، بما انتهى إليه المتحاورون، دون إثارة للضغينة أو تقسيم الناس إلى فريقين على طريقة مصارعة الديوك أو كرة القدم. لماذا لا يناقش كل أمر فى مكانه؟ الأحزاب هى ساحات التدافع السياسى وإنضاج البرامج وتربية الكوادر القادرة على إدارة الحوار مع الخصوم والأنصار، ورفع الوعى السياسى لدى المواطنين وتقديم الرؤى والأفكار فأين هى من هذه المهمة؟ لماذا لا تناقش الخلافات الدينية بعيدًا عن فضاء «الفيسبوك»؟ الذى يتحفنا كل يوم بمفكرين ينظّرون فى الفضاء الافتراضى، دون حظ مناسب من علم أو فقه، وتطير كلماتهم فى الآفاق لتشوش الأذهان والوجدان فى انتظار المزيد، عبر تلك المناظرات والمماحكات الفضائية التى لم تترك موضوعًا من الممكن أن يكون مادة إثارة فى الجنس أو فى الدين أو أى أمر اجتماعى، إلا طرقته بعنف وبأكثر الطرق فجاجة ووقاحة، هذا مذيع يستضيف ملحدًا يرمى حممه على فطر الناس، وهذه راقصة توزع قبلاتها على المشاهدين فى فرح بلدى على شاشة تبث للملايين، وهذه قنوات تذيع أرقام تليفونات لراغبى المتعة الحرام على شاشاتها، وهذا مذيع فى مظهر معتوه يجلس على مصطبة يلقى بالمعلومات الخطيرة بين آن وآخر، لا نعلم لحساب مَن يعمل، وهذا صحفى ورئيس تحرير جريدة اشتهر بأنه رجل كل العصور تمنحه إحدى القنوات برنامجًا يشهر فيه بالأبرياء، اعتمادًا على مصادر مجهلة منها صفحات «الفيسبوك» التى قبل ضميره المهنى وهو رئيس تحرير أن يجعلها مصدره الأثير، يشوه من خلالها سمعة الأبرياء فى سبيل تأكيد ولائه للنظام السياسى بالحق والباطل، حتى إن أحد مؤيدى النظام الحاكم لم يسلم من شرر كلماته الكاذبة. وهذه سيدة فاضلة تشغل منصبًا فى وزارة التعليم تشعل النار فى كتب اعتقدت أنها تحض على الإرهاب فى مشهد عبثى، لا يدل إلا على الادعاء والزيف الذى أصبح يلف حياتنا، فتلك السيدة التى اعتقدت أنها تنتصر للتنوير بهذا الفعل وتواجه الإرهاب، تورطت فى إرهاب من نوع قديم وهو حرق الكلمة التى لا تواجه إلا بالكلمة، رغم أن بعض الكتب التى أقدمت على حرقها هى كتب تعادى التطرف والإرهاب وتحض على التنوير والدفاع عن الدولة المدنية، إذ من ضمن تلك الكتب كتاب الشيخ على عبد الرازق «الإسلام وأصول الحكم»، لكن من قال إنها قرأت كتابًا واحدًا من تلك الكتب التى أقدمت على حرقها، لا تزال الذاكرة تسعفنا بعديد من مشاهد العبث والضجيج المغرض الذى لا يصنع وعيًا ولا يقيم سلامًا اجتماعيًّا أو أمنًا، بل يشعل الحرائق فى كل اتجاه ويشوش الذاكرة الجمعية المثقلة لهذا الشعب الذى لا يستحق من حكامه كل ما يجرى. إن جزءًا من مهمة الحاكم هو حماية الشعب من التلاعب بعقله أو الإساءة إلى معتقداته أو مشاعره، أما ترك تلك الفوضى بادعاء الحرية فنقول إن تلك الحرية فى مصر هى حرية ممنوحة لدعاة الفوضى والرذيلة أكثر مما هى ممنوحة لدعاة العدل والفضيلة، إن صمت النظام على تلك الفوضى يبرر اتهامه برعايتها أو السكوت عنها لتقاطعها ربما مع ما يريد، وهو الاتهام الذى تتواتر شواهده كل يوم بما لا يترك لنا فرصة لتجاهله. إن المعركة الحقيقية لهذا الشعب التى ينبغى أن تتوحد عليها ضمائر الجميع شعبًا ونظامًا ومعارضة، هى بناء هذا البلد وإطلاق حرية الشعب والإصرار على الديمقراطية وسيادة القانون ومكافحة الفساد بشكل جدى، أما المراهنة على صبر الشعب وأحيانا يأسه فلا أظنها مراهنة صحيحة، الأخطار تتهددنا من كل جانب، وجهودنا لا يجب أن تضيع فى معارك وهمية، فلدينا بالفعل معارك حقيقية تستدعى رص الصفوف حكامًا ومحكومين. لماذا لا تناقش الخلافات الدينية بعيدًا عن فضاء «الفيسبوك»؟ الذى يتحفنا كل يوم بمفكرين ينظّرون فى الفضاء الافتراضى، دون حظ مناسب من علم أو فقه، وتطير كلماتهم فى الآفاق لتشوش الأذهان والوجدان فى انتظار المزيد، عبر تلك المناظرات والمماحكات الفضائية التى لم تترك موضوعًا من الممكن أن يكون مادة إثارة فى الجنس أو فى الدين أو أى أمر اجتماعى، إلا طرقته بعنف وبأكثر الطرق فجاجة ووقاحة، هذا مذيع يستضيف ملحدًا يرمى حممه على فطر الناس، وهذه راقصة توزع قبلاتها على المشاهدين فى فرح بلدى على شاشة تبث للملايين، وهذه قنوات تذيع أرقام تليفونات لراغبى المتعة الحرام على شاشاتها، وهذا مذيع فى مظهر معتوه يجلس على مصطبة يلقى بالمعلومات الخطيرة بين آن وآخر، لا نعلم لحساب مَن يعمل، وهذا صحفى ورئيس تحرير جريدة اشتهر بأنه رجل كل العصور تمنحه إحدى القنوات برنامجًا يشهر فيه بالأبرياء، اعتمادًا على مصادر مجهلة منها صفحات «الفيسبوك» التى قبل ضميره المهنى وهو رئيس تحرير أن يجعلها مصدره الأثير، يشوه من خلالها سمعة الأبرياء فى سبيل تأكيد ولائه للنظام السياسى بالحق والباطل، حتى إن أحد مؤيدى النظام الحاكم لم يسلم من شرر كلماته الكاذبة. وهذه سيدة فاضلة تشغل منصبًا فى وزارة التعليم تشعل النار فى كتب اعتقدت أنها تحض على الإرهاب فى مشهد عبثى، لا يدل إلا على الادعاء والزيف الذى أصبح يلف حياتنا، فتلك السيدة التى اعتقدت أنها تنتصر للتنوير بهذا الفعل وتواجه الإرهاب، تورطت فى إرهاب من نوع قديم وهو حرق الكلمة التى لا تواجه إلا بالكلمة، رغم أن بعض الكتب التى أقدمت على حرقها هى كتب تعادى التطرف والإرهاب وتحض على التنوير والدفاع عن الدولة المدنية، إذ من ضمن تلك الكتب كتاب الشيخ على عبد الرازق «الإسلام وأصول الحكم»، لكن من قال إنها قرأت كتابًا واحدًا من تلك الكتب التى أقدمت على حرقها، لا تزال الذاكرة تسعفنا بعديد من مشاهد العبث والضجيج المغرض الذى لا يصنع وعيًا ولا يقيم سلامًا اجتماعيًّا أو أمنًا، بل يشعل الحرائق فى كل اتجاه ويشوش الذاكرة الجمعية المثقلة لهذا الشعب الذى لا يستحق من حكامه كل ما يجرى. إن جزءًا من مهمة الحاكم هو حماية الشعب من التلاعب بعقله أو الإساءة إلى معتقداته أو مشاعره، أما ترك تلك الفوضى بادعاء الحرية فنقول إن تلك الحرية فى مصر هى حرية ممنوحة لدعاة الفوضى والرذيلة أكثر مما هى ممنوحة لدعاة العدل والفضيلة، إن صمت النظام على تلك الفوضى يبرر اتهامه برعايتها أو السكوت عنها لتقاطعها ربما مع ما يريد، وهو الاتهام الذى تتواتر شواهده كل يوم بما لا يترك لنا فرصة لتجاهله. إن المعركة الحقيقية لهذا الشعب التى ينبغى أن تتوحد عليها ضمائر الجميع شعبًا ونظامًا ومعارضة، هى بناء هذا البلد وإطلاق حرية الشعب والإصرار على الديمقراطية وسيادة القانون ومكافحة الفساد بشكل جدى، أما المراهنة على صبر الشعب وأحيانا يأسه فلا أظنها مراهنة صحيحة، الأخطار تتهددنا من كل جانب، وجهودنا لا يجب أن تضيع فى معارك وهمية، فلدينا بالفعل معارك حقيقية تستدعى رص الصفوف حكامًا ومحكومين. ما جدوى مناقشة قضايا مثل حجية البخارى ومسلم؟ أو جرح أو تعديل أحد الفقهاء القدامى أو اتهامهم بالكذب أو التدليس أو حتى تحصينهم بالتقديس؟ هل ستتحقق مصلحة شرعية معتبرة من ترك مثل تلك الأمور تخضع لفنون التوك شو ومهارات نجوم التليفزيون، بديلًا عن المناقشة الهادئة فى ظل روح علمية متجردة تنشد الحق وتبتغى تحرير مراد الله فى شريعته، وهو ما لا يليق أن يكون على مرأى ومسمع من الجميع دون تحسب لتفاوت مستوى المشاهدين وحظوظهم من الفقه والعلم، أليس من الأجدى أن تحرر مواضع النزاع أو الجدل فى أروقة البحث العلمى فى المعاهد العلمية والجامعات، ولينضم إليها المجتهدون من أهل الرأى ويشاركوا فى تلك المحافل بعيدًا عن الإعلام، ولا بأس بعد تحرير موضوع النزاع أن تدعى وسائل الإعلام لتذيع بيانا علميا، بما انتهى إليه المتحاورون، دون إثارة للضغينة أو تقسيم الناس إلى فريقين على طريقة مصارعة الديوك أو كرة القدم. لماذا لا يناقش كل أمر فى مكانه؟ الأحزاب هى ساحات التدافع السياسى وإنضاج البرامج وتربية الكوادر القادرة على إدارة الحوار مع الخصوم والأنصار، ورفع الوعى السياسى لدى المواطنين وتقديم الرؤى والأفكار فأين هى من هذه المهمة؟ لماذا لا تناقش الخلافات الدينية بعيدًا عن فضاء «الفيسبوك»؟ الذى يتحفنا كل يوم بمفكرين ينظّرون فى الفضاء الافتراضى، دون حظ مناسب من علم أو فقه، وتطير كلماتهم فى الآفاق لتشوش الأذهان والوجدان فى انتظار المزيد، عبر تلك المناظرات والمماحكات الفضائية التى لم تترك موضوعًا من الممكن أن يكون مادة إثارة فى الجنس أو فى الدين أو أى أمر اجتماعى، إلا طرقته بعنف وبأكثر الطرق فجاجة ووقاحة، هذا مذيع يستضيف ملحدًا يرمى حممه على فطر الناس، وهذه راقصة توزع قبلاتها على المشاهدين فى فرح بلدى على شاشة تبث للملايين، وهذه قنوات تذيع أرقام تليفونات لراغبى المتعة الحرام على شاشاتها، وهذا مذيع فى مظهر معتوه يجلس على مصطبة يلقى بالمعلومات الخطيرة بين آن وآخر، لا نعلم لحساب مَن يعمل، وهذا صحفى ورئيس تحرير جريدة اشتهر بأنه رجل كل العصور تمنحه إحدى القنوات برنامجًا يشهر فيه بالأبرياء، اعتمادًا على مصادر مجهلة منها صفحات «الفيسبوك» التى قبل ضميره المهنى وهو رئيس تحرير أن يجعلها مصدره الأثير، يشوه من خلالها سمعة الأبرياء فى سبيل تأكيد ولائه للنظام السياسى بالحق والباطل، حتى إن أحد مؤيدى النظام الحاكم لم يسلم من شرر كلماته الكاذبة. وهذه سيدة فاضلة تشغل منصبًا فى وزارة التعليم تشعل النار فى كتب اعتقدت أنها تحض على الإرهاب فى مشهد عبثى، لا يدل إلا على الادعاء والزيف الذى أصبح يلف حياتنا، فتلك السيدة التى اعتقدت أنها تنتصر للتنوير بهذا الفعل وتواجه الإرهاب، تورطت فى إرهاب من نوع قديم وهو حرق الكلمة التى لا تواجه إلا بالكلمة، رغم أن بعض الكتب التى أقدمت على حرقها هى كتب تعادى التطرف والإرهاب وتحض على التنوير والدفاع عن الدولة المدنية، إذ من ضمن تلك الكتب كتاب الشيخ على عبد الرازق «الإسلام وأصول الحكم»، لكن من قال إنها قرأت كتابًا واحدًا من تلك الكتب التى أقدمت على حرقها، لا تزال الذاكرة تسعفنا بعديد من مشاهد العبث والضجيج المغرض الذى لا يصنع وعيًا ولا يقيم سلامًا اجتماعيًّا أو أمنًا، بل يشعل الحرائق فى كل اتجاه ويشوش الذاكرة الجمعية المثقلة لهذا الشعب الذى لا يستحق من حكامه كل ما يجرى. إن جزءًا من مهمة الحاكم هو حماية الشعب من التلاعب بعقله أو الإساءة إلى معتقداته أو مشاعره، أما ترك تلك الفوضى بادعاء الحرية فنقول إن تلك الحرية فى مصر هى حرية ممنوحة لدعاة الفوضى والرذيلة أكثر مما هى ممنوحة لدعاة العدل والفضيلة، إن صمت النظام على تلك الفوضى يبرر اتهامه برعايتها أو السكوت عنها لتقاطعها ربما مع ما يريد، وهو الاتهام الذى تتواتر شواهده كل يوم بما لا يترك لنا فرصة لتجاهله. إن المعركة الحقيقية لهذا الشعب التى ينبغى أن تتوحد عليها ضمائر الجميع شعبًا ونظامًا ومعارضة، هى بناء هذا البلد وإطلاق حرية الشعب والإصرار على الديمقراطية وسيادة القانون ومكافحة الفساد بشكل جدى، أما المراهنة على صبر الشعب وأحيانا يأسه فلا أظنها مراهنة صحيحة، الأخطار تتهددنا من كل جانب، وجهودنا لا يجب أن تضيع فى معارك وهمية، فلدينا بالفعل معارك حقيقية تستدعى رص الصفوف حكامًا ومحكومين.