كتب - حمادة عبدالوهاب منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، لا يمر يوم دون إطلاق تصريحات من القيادات الإيرانية السياسية والعسكرية تتعلق باليمن، وتتراوح بين الحديث عن حلول سياسية للأزمة والتحذير من عواقب استمرارها على المنطقة، حتى وصل هذا التدخل الإيراني في الشأن العربي، إلى تهديد مسئولين إيرانيين بإمكانية توجية ضربات عسكرية للسعودية. تهديد بضرب الأراضي السعودية ففي تطور مفاجئ، هدد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني، العميد أحمد رضا بوردستان، السعودية ب «ضربة عسكرية إن لم تكف عن القتال في اليمن». وبحسب موقع قناة «العالم» الإيرانية، قال «بوردستان»، في تصريحات إعلامية إن «الجمهورية الإسلامية لا ترغب في النزاع مع السعودية»، داعياً الرياض إلى «الكف عن قتال إخوانها في اليمن»، لأنها تخوض بذلك حرب استنزاف، قد تعرضها لضربات قاضية». وأضاف: «الجيش السعودي يفتقر إلى التجارب الحربية، ولذا فإنه جيش ضعيف، وإن واجه حرب استنزاف يجب أن يتحمل ضربات قاصمة وقاضية، وسوف يمنى بهزيمة قوية، لذلك على الرياض أن تترك خيار الحرب وتلجأ إلى الخيار السياسي وإلى المفاوضات». تحريض الحوثيين أما نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، فقال إن الحوثيين يمتلكون صواريخ طويلة الأمد، وبإمكانهم استخدامها ضد أي مدينة سعودية، على حد تعبيره، حسب وسائل إعلام إيرانية. ويأتي هذا التصريح التحريضي بالعكس من الخطاب الرسمي للحكومة الإيرانية الذي يتحدث عن ضرورة حل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية وعبر المفاوضات. تمدد القوات الإيرانية وبينما تطرح إيران تصورا للحل في اليمن يقوم على تشكيل حكومة وحدة وطنية دون تدخل أجنبي، غير أن الرئيس الإيراني حسن روحاني يباهي بتمدد القوات المسلحة لبلاده من الخليج إلى باب المندب وحتى البحر الأبيض المتوسط، وفق إستراتيجية يعتبرها دفاعية لحماية من يصفهم بالمظلومين. مواجهة مباشرة من جهته، اعتبر الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، المقرب من النظام السعودي، أن الموقف الإيراني مقلق، وأن لهجة التصعيد في لغة الرئيس الإيراني تعني أن هناك مواجهة حقيقية متوقعة بين إيران والسعودية، ودعا الجميع إلى الاستعداد لهذه المواجهة التي تهدف إلى وقف التمدد الإيراني مرة واحدة، ومنح الشعب الإيراني الفرصة ليعيش حرا سعيدا في بلاده. وحول فرص مبادرات السلام، قال خاشقجي إن السعودية قدمت عدة مبادرات للسلام مع إيران، التي استمرت في الحديث عن السلام وواصلت تزويد مواليها في اليمن ولبنان وسوريا بالصواريخ التي تقتل الأطفال، ودعا إلى التعامل مع الإيرانيين حسب أفعالهم لا أقوالهم. وتوقع أن تكون المواجهة بين البلدين كاملة وحيثما تمددت الأساطيل الإيرانية من البحر الأحمر حتى البحر الأبيض، وأكد أن التحالف لن يدع لإيران موطئ قدم في العالم العربي عدا جنوبالعراق. تحرك دبلوماسي أما فواز جرجس -أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن- فقد رأى أن هناك نبرة عالية في الخطاب السياسي للقيادة الإيرانية، وأوضح أنها وجهت نقدا خطيرا للإستراتيجية السعودية. وفي وجهة نظر مخالفة للكاتب الصحفي خاشقجي، استبعد جرجس المواجهة المباشرة بين إيران والسعودية، ولكنه أشار إلى أن إيران تحاول أن تنتقد الموقف السعودي، وأن تقوم بتحرك ديناميكي سياسي "ذكي جدا"، تعتمد فيه على نقد السعودية ومن ثم إقناع المجتمع الدولي بأن العمليات العسكرية لن تجدي نفعا، وأكد أن القيادة الإيرانية متخوفة في الوقت نفسه من التدخل البري للتحالف في اليمن. واوضح أن القيادة الإيرانية تفاجأت من رد الفعل السعودي المباشر الذي تمثل في التدخل المباشر وتشكيل تحالف دولي، وأشار إلى أن مخاوف إيران نابعة من أنها لن تستطيع مساعدة حلفائها في جماعة الحوثي مساعدة مباشرة. لا جديد في مبادرة طهران من ناحيته، نفى المحلل السياسي اليمني إبراهيم القعطبي، وجود حاضنة شعبية تابعة لإيران في اليمن، وأوضح أن المبادرة الإيرانية لا تحمل جديدا، وأن جل مقترحاتها كانت موجودة في اليمن وانقلب عليها الحوثيون، ووصفها بالفرقعة الإعلامية التي قصد منها إظهار الحضور الإيراني القوي في المشهد اليمني.