حوار- أحمد سعيد حسانين: ذاع صيتها في الآونة الأخيرة، وطارت شهرتها تملأ شاشات الفضائيات، وعناوين الصحف، بعد قيامها بحرق 82 كتابًا في مدرسة فضل الحديثة بالهرم، هاجمها الكثير من الشخصيات، اعتبروا أن ما قامت به تصرف «شاذ عن المجتمع»، للحد الذي قامت فيه وزارة التربية والتعليم بإحالتها إلى التحقيق بعد هذه الواقعة. إنها بثينة كشك، مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة، التى عرفت إعلاميا ب"صاحبة واقعة حرق الكتب"، "التحرير" التقت كشك، لمعرفة كواليس الواقعة، وأسباب إحالتها إلى التحقيق، والوقوف على كونها أخطأت أم مجنيًا عليها؟. ■ في البداية.. كيف ترين قرار إحالتك إلى التحقيق بقرار وزارة التربية والتعليم بسبب قيامك بحرق الكتب بمدرسة فضل الحديثة بالهرم؟ - أنا مستغربة مما يحدث معي من هجوم البعض، واتهامي بحرق المصحف، وعلى الرغم من أنني لست نادمة على الإطلاق على ما قمت به، وفخورة بما فعلته، لأننى لم أخالف ضميري، وما وجدته في الكتب بهذه المدرسة كان أمرًا لا يمكن السكوت عليه، لأنه كان سيدمر عقول أبنائنا، لكونها كانت كتبًا محرفة للقرآن، ومهينة للمرأة والإسلام، فإنني أريد أن أؤكد أن ما يحدث معي أشبه بمؤامرة واضحة، والقضية أخذت أكبر من حجمها، وأريد أن أشير هنا إلى أنني علمت بقرار إحالتي إلى التحقيق من الإنترنت والمواقع الإلكترونية. ■ هل أبلغت الوزارة بهذه الواقعة قبل قيامك بحرق الكتب؟ وهل حدث اتصال بينك وبين الوزير بشأن هذا الأمر؟ - طبعًا، أبلغت الوزارة بهذه الواقعة قبل قيامى بحرق الكتب، بعد أن تلقيت بلاغا من مدير مدرسة الفضل الحديثة التابعة لجماعة الإخوان، والمُعين من قبل وزارة التربية والتعليم، لأن هذه المدرسة موضوعة تحت الإشراف المالي والإداري، يفيد بوجود عديد من الكتب في مكتبة المدرسة يحرض على العنف والإرهاب، والانضمام إلى التنظيمات التكفيرية، وقمت على الفور بإبلاغ الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، والجهات الأمنية، وجاءتني تعليمات بتشكيل لجنة رسمية والذهاب للمدرسة وإعدام هذه الكتب، كما أن الوزير تحدث إلىّ بنفسه، وقال لي «أنا عارف أبعاد الموضوع كاملة»، وقال لي «إنهم سيعرضون الكتب على الرأي العام قبل قيام الوزارة بحرقها»، لكن لا أعرف لماذا تم بعد ذلك إحالتي إلى التحقيق، وأنا لا أعرف أبعاد هذا التغير، إنما ما أعرفه أن اختصام الحكومة لي، وتدخلها فى هذا الأمر «مصيبة»، لأن هذا يعني أن الحكومة تُشجع على التمادي في مثل هذه الممارسات من قبل المدارس التابعة للإخوان المسلمين، وأريد أن أشير إلى أنني لم أتخذ القرار بصورة فردية، لكن بعد إطلاعي على مضمون الكتب، قمت بعرض مضمونها على توجيه عام المكتبات، ومدير الإدارة، وعضو بالشؤون القانونية، وجميعهم أكدوا لي أن مضمونها يحرض على العنف والإرهاب، ولا يمت للإسلام بصلة، ولا بد من التخلص منها فورًا. ■ هل تعتقدين أن هناك مؤامرة تساق ضدك بعد قيامك بحرق الكتب؟ - لديّ يقين أن هناك مؤامرة تساق ضدي من جماعة الإخوان، التي تعتبر شريكًا رئيسيًا وأساسيًا في هذه الواقعة، لأن من بينهم شخصيات متورطة في قضايا اختلاسات داخل ديوان التربية والتعليم بالجيزة لها مصالح شخصية تقود الحملة ضدي، وأريد هنا أن أكشف للرأي العام أنني فتحت 6 ملفات اختلاسات يحقق فيها حاليًا، منها اختلاسات ب500 مليون جنيه في ملف 6 أكتوبر، و400 مليون جنيه في ملف العمرانية، واختلاسات في ملف منشية القناطر، «هم متخيلين أن الملفات هتتقفل بمجرد إبعادي من الوزارة»، لذلك أؤكد أن هناك 200 موظف داخل ديوان المديرية بالجيزة لهم مصلحة في الإطاحة بي من أجل إغلاق هذه الملفات. ■ البعض قال إنك قمت بحرق الكتب في فناء المدرسة أمام أعين الطلاب؟ - هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، وليس له أى أساس من الصحة، لم أحرق الكتب أمام الطلاب، لكننى بعد العثور على 82 كتابًا في مدرسة فضل، التي يملكها الإخوان المسلمون، قمت أنا وباقي الجهات المختصة بحرقها بعيدًا عن أنظار الطلبة، وأريد أن أشير إلى أن المديرية وضعت مدارس الإخوان تحت الملاحظة والرقابة منذ فترة طويلة في إطار متابعة كل المدارس، التي تتبع الإخوان المسلمين للتعرف على مدى نشاطها وعدم سيطرة الجماعة عليها، كما أريد أن أوضح أن من بين الكتب التى قمت بحرقها كتاب «نظرة على الإسلام»، الذي وجدنا خلاله أخطاء وتحريفًا في القرآن الكريم، وكتاب آخر اسمه الأصلي «الإصلاح الإسلامي»، الذي تم تغييره اسمه إلى «إصلاح الإسلام»، وكتاب «الإسلام يدلل المرأة»، ويتحدث فيه عن المرأة بشكل مهين للغاية، وهذا كله في مكتبة بها 82 كتابًا في مدرسة إخوانية واحدة، فما بالنا بباقي مدارس الإخوان. ■ هل ستتوقفين عن متابعة باقي مدارس الإخوان حتى الانتهاء من التحقيق معك بالوزارة؟ - سأقوم بإرسال خطاب رسمي إلى الوزير؛ للاستفسار عن كيفية التعامل مع مدارس الإخوان، بعد ما حدث معي، وأؤكد أن هناك 10 مدارس إخوانية يمتلكها قيادات الإخوان بمحافظة الجيزة، وأنا أعلم أني وقعت في عش الدبابير ودخلته برجلي، وأريد أن أقول إنني سأكون أسعد إنسانة لو تركت مديرية الجيزة على هذا النحو، لأننى أمارس مهام عملي حتى أوقات متأخرة، ولا أندهش مما يردده الإخوان بإهدار دمي، فأنا لم أفعل سوى ما يمليه عليه ضميري، ولست نادمة، وأريد أن أقول إنني حتى لو رحلت من الوزارة لن أكون نادمة، وسأقول «شكرًا للبلد، وأهلاً وسهلاً بأي قرار».