أجرى الكاتب توماس فريدمان حوارًا نشرته صحيفة نيويورك تايمز مساء أمس الأحد، مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمكتبه بالبيت الأبيض، تحدث فيه عن المخاطر التي تواجه حلفاء أمريكا من العرب سواء التهديدات الخارجية أو الداخلية، كذلك تطرق إلى أمن إسرائيل وأكد أنه يُقدِر المخاوف الإسرائيلية الحالية، كما تناول العلاقات الإيرانية العربية الإيرانية، ومدى الخطر الذي تشكله إيران على جيرانها. وبدأ "أوباما" حديثه عن السياسة التي انتهجتها أمريكا مؤخرًا وأدت إلى عودة العلاقات بنسبة كبيرة مع بعض الدول التي شهدت علاقاتها بأمريكا توترًا كبيرًا، وكانت البداية مع "بورما ثم كوبا وأخيرًا إيران"، حيث قال أوباما "إنه يرى ضرورة استراتيجية لعودة مثل هذه العلاقات تحتمها مصلحة الولاياتالمتحدة، إذ أن سياسة العزل السياسي لهذه الدول وفرض العقوبات لن يجدي نفعًا كبيرًا لأمريكا ولا للدول الأخرى"، مضيفًا "أن الولاياتالمتحدة قوية بالشكل الكافي الذي يجعلها قادرة على التعامل مع عودة هذه العلاقات دون الزج بنفسها في المخاطر". وتحدث الرئيس الأمريكي عن قضية التوصل إلى اتفاق مبدأي مع إيران بشأن برنامجها النووي، وقال "إن عودة العلاقات مع بعض الدول لا يعني بالضرورة تخوف أمريكا على أمنها القومي من هذه الدول، فإيران وإن كانت دولة كبيرة وخطيرة بالمنطقة إلا أنها لا ترقى لأن تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، فميزانية الدفاع لدى الإيرانيين تبلغ 30 مليار دولار، والتي لاتقارن أبدًا بميزانية أمريكا التي تقدر ب600 مليار دولار، إذا فالإيرانيون يستوعبون جيدًا أن ليس بمقدورهم محاربتنا، مؤكدًا "على أنه لازال الوقت طويلًا أمام وصول إلى اتفاق نهائي مع إيران، إذ لازالت هناك الكثير من التفاصيل التي يجب التوافق عليها". ويرى "أوباما" أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تخضع لحسابات أخرى غير تلك التي تتعامل بها أمريكا مع باقي دول المنطقة، فإسرائيل الآن أصبحت عرضة للمخاطر من أكثر أي وقت مضى، إلا أنه لايمكن للإسرائيليين الاعتماد على أمريكا وحدها لضمان أمنها القومي، ولا يعني أوباما بذلك تطوير قدراتهم الدفاعية فقط، بل الالتزام مع كل جيرانها، ومن ضمنهم إيران، بأنه في حال تعرض إسرائيل لأي اعتداء ستقف أمريكا إلى جانب إسرائيل فورًا. وأشار الرئيس الأمريكي في سياق حديثه إلى حلفاء أمريكا من الدول العربية السنية، قائلًا "إن هذه الدول تواجه أخطار خارجية في غاية الخطورة، لكن ثمة أخطار داخلية لاتقل عنها خطورة، وتتمثل في الشعوب التي قد تشعر بالغضب لانتهاج بعض الإيدولوجيات التي يرفضها الشباب أو اعتراضًا على بعض الأحوال المعيشية، كما أشار إلى خطور مجرد فكرة عدم وجود قنوات شرعية لبحث المظالم". وأوضح "أنه كما تتحمل أمريكا مسؤولية دعم حلفائها عسكريًا ضد التهديدات الخارجية، فإنه من مسؤولياتها أيضًا تقوية البنيان السياسي الداخلي لها، بمعنى إثراء الحياة السياسية بها، لإتاحة عدة خيارات أمام الشباب كي لايكون داعش الخيار الوحيد أمامهم".