أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى حالة الترقب والشك التي تنظر بها إسرائيل وبعض دول الشرق الأوسط إلى العلاقات الجديدة بين إيرانوالولاياتالمتحدة. فعلى الرغم من ترحيب عديد من الدول ببداية العلاقات بين البلدين؛ إلا أن هذه البداية أحاطتها العديد من الشكوك من جانب حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط. فالبنسبة لإسرائيل والسعودية وغيرها من دول الخليج العربي تمثل المكالمة التليفونية التي تمت بين الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ونظيره الإيراني "حسن روحاني" اكتشاف الحليف الرئيسي الذي يتعامل مع العدو. فقد صور البعض هذه المكالمة الهاتفية بسقوط سور برلين. فهم قلقون من رغبة"أوباما" في إقامة علاقات دبلوماسية مع إيران تكسب إيران مزيدًا من الوقت لتطوير أسلحتها النووية؛ مما يشكل خطرًا على هذه الدول. حتى إذا تمكنت السُبل الدبلوماسية من تدمير مشروع إيران النووي، فيبقى خطر تقدم إيران اقتصاديًا، حيث رفع العقوبات الاقتصادية من عليها, وسياسيًا حيث تقوية علاقاتها بأمريكا. بينما ترى إسرائيل إيران مصدر الإرهاب الرئيسي في العالم ترى دول الخليج العربي خطر إيران – بغض النظر عن مشروعها النووي- متمثلاً في منافستهم على صادرات البترول, خاصة في ظل معارضتهم لسياسة الولاياتالمتحدة الخاصة بثورات الربيع العربي التي تشكل تهديدًا على تغيير شكل المنطقة وموازين القوى بها. فكلا من إسرائيل ودول الخليج العربي ترى سياسات الولاياتالمتحدة غير مسئولة في عديد من المواقف الأخيرة مثل مواقفهم مع جماعة الأخوان المسلمين, والرئيس السوري "بشار الأسد, وأخيرًا مع الملف الإيراني. فكما ذكر أحد المحللين الإسرائيليين أن هدف "أوباما" هو إظهار نجاح سياسته الخارجية؛ لأنه لا يمتلك كثيرًا من النجاحات, لكن الخوف هنا من تحقيق هذا الهدف على حساب التغاضي عن مشروع إيران النووي، وتهديد الأمن القومي الأمريكي نفسه بعيدًا حتى عن أمن إسرائيل.