أحمد البرماوى ما زالت أزمة شركات المحمول مع الشركة المصرية للاتصالات قائمة، خصوصًا فيما يتعلق بخدمات الإنترنت (ADSL)، واتهام شركات المحمول للشركة المملوكة للحكومة باحتكار الخدمات المقدمة للجمهور، من خلال كابلات الألياف الضوئية الجديدة، التى نجحت «المصرية للاتصالات» في تركيبها خلال الشهور الأخيرة، مؤكدين أن عملاءهم يتعرضون لإغراءات سحبهم، وتحويلهم إلى شركة "تي إي داتا" المملوكة للمصرية للاتصالات دون الرجوع إلى العملاء. وتتلخص الأزمة فى إعلان الشركة «المصرية للاتصالات» عن تحويل نحو 4 ملايين خط إنترنت "ADSL" من الكابلات النحاسية إلى الألياف الضوئية، وربطها بكبائن "MSAN"، وهي الكبائن التي تعجز شركات الإنترنت الأخرى عن التشغيل عليها، لكون خطوطهم تعمل على خطة النحاس وليس الألياف الضوئية، وأعلنت "المصرية" مؤخرًا أنها ستمنح الشركات المنافسة لها تقديم خدمات الألياف الضوئية عبر كبائنها، إلا أن ذلك الوعد لم يتحقق حتى الآن. وأكد مصادر بشركات الإنترنت أنهم وقعوا اتفاقية مع المصرية للاتصالات، تضمن لهم المشاركة في خطة التشغيل على كابلات الألياف الضوئية عبر كبائنها، وتقديم أرقام العملاء الذين يرغبون في التحويل من النحاس إلى ألياف ضوئية، إلا أنهم فوجئوا بأن العملاء لا يعودون مرة أخرى، ويتم تحويلهم قصرًا إلى "تي إي داتا". وأكدت المصادر أن العملاء أصابهم الإحباط لعدم قدرتهم على الحصول على الخدمة، ما دفعهم إلى تقديم شكاوى للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، ووصل الأمر إلى تحرير محاضر في أقسام الشرطة لإثبات رفضهم تغيير الشركة، مشيرين إلى أن "المصرية" أعلنت في نتائج أعمالها للعام الماضي إضافة 380 ألف عميل جديد إلى خدمات الإنترنت لديها، في الوقت الذي حصل السوق بالكامل على 60 ألف عميل جديد فقط، مؤكدين أن عدد العملاء، الذين حصلت عليهم اقتطعته من نصيب الشركات المنافسة وليسوا عملاء جددًا. وطالبت الشركات المنافسة للشركة الحكومية، الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، بضرورة اتخاذ موقف جاد في هذا السياق، فالشركة الوحيدة التي من المفترض أن تقدم خدمات البنية التحتية في السوق المصرية، تنافس بشركة إنترنت، فكيف ستمنح منافسيها الخدمات التي تمكنها من السبق؟ وخاطب الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات الشركة المصرية للوقوف على أسباب انقطاع الخدمات، والتأكد من ضرورة الالتزام بالتعليمات التي سبق وأن أصدرها الجهاز في يونيو 2014، والخاصة بالإجراءات الواجب اتخاذها في تركيب كبائن الMSAN، مشددًا على ضرورة إعادة الخدمات الصوتية وخدمات الإنترنت لكل المشتركين الذين تم قطع الخدمة عنهم بسبب عمليات التركيب على مستوى الجمهورية، مع اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتفادي قطع الخدمة عن العملاء الجدد، مطالبًا بضرورة مراجعة إجراءات تركيب كبائن الMSAN، وتفادي تغيير أرقام المستخدمين، وضمان عدم تأثر الخدمات المقدمة لهم. كما وجّه الجهاز الشركة المصرية للاتصالات لضرورة موافاته بتفاصيل خطة التركيب والإحلال الجديدة للستة أشهر المقبلة، متضمنة أرقام العملاء المزمع تغيير أرقامهم قبل وبعد التغيير، مع التزام الشركة بعدم البدء في تنفيذ خطة الإحلال الجديدة قبل الحصول على الموافقة النهائية من الجهاز. وأوضحت مصادر مسؤولة بالشركة المصرية للاتصالات، أن الشركة تخبر عملاء الشركات المنافسة قبل تحويل الخط من نحاس إلى فايبر، وأن خدمات الإنترنت عبر شبكة الألياف الضوئية متاحة أمام جميع الشركات المرخص لها بتقديم خدمات الإنترنت بنفس الأسعار ودون تمييز، وأنه تم التنسيق مع جميع شركات الإنترنت لوضع أطر التعاون الرئيسية وتحديد الشروط والأحكام التي تنظم تقديم خدمة الBit-Stream داخل السوق المصرية، تحت إشراف الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات. وأشارت المصادر إلى أن الشركة بدأت تنفيذ خطة تهدف إلى تعظيم دور الألياف الضوئية وإحلال الكوابل النحاسية؛ لإمكانية توصيل الإنترنت ل4 ملايين مسكن بنهاية عام 2015، بإجمالي إنفاق رأسمالي قدره 2 مليار جنيه.