استضافت مكتبة الإسكندرية على هامش فاعليات معرض الكتاب الدولي لدورته الحادية عشر، الكاتب محمد المنسي قنديل، في ندوة بعنوان "زمن الرواية ...أم زمن السرد" والتي أدارها عبد الهادي شعلان. وتحدث قنديل عن تجاربه الكتابية بوصفها جزء من تجارب الوطن فهو "الكاتب ذو النزوات" على حد قوله، فكثرت نزواته الكتابية وتنوعت، لكن تبقي رواية "انكسار الروح" هي التي يعتبرها جزءًا من سيرته الذاتية، فبطل هذه الرواية درس الطب بجامعة المنصورة مثله، فعمل على الدمج بين المحلة كمسقط رأسه والمنصورة من حيث العمل، والحب والدراسة. وقال المنسي إن المجموعة القصصية "عشاء في رفقة عائشة" كتبها في الفنادق والمطارات في مدة الترانزيت، وتُعد هذه المجموعة التي لم تأخذ حقها تجربة فريدة في السرد العربي. وأضاف قنديل، أنه أثناء رحلته في وسط آسيا وجد أن أهل تلك البلاد أعادوا اكتشاف أنفسهم من فننا المصري، فكثيرًا ما كان يتجول في الشوارع ويجد التلفاز في المقاهي يعرض الفوازير والأفلام العربية. كما تناول قنديل رواية "تائه في البر الغربي" التي حاول فيها أن يعييد المصريين إلى تاريخهم وفيها تعرف المصريين على تاريخهم وأصبحوا فخوريين بما حققوه، حيث كانت الرواية انعكاس لرؤية الغرب عن واقع التاريخ المصري. وتحدث المنسي، عن رواية "أنا عشقت"، مبينًا أنه اتخذ اسمها من شعر سيد درويش الذي يحمل نفس الاسم، لكن هناك اختلاف في المضمون، حيث إنه كتبها أثناء حالة الجمود الفكري والأدبي التي سادت مصر فيما مضي، فبطلها فلاح يواجه القاهرة بكل تعقيداتها وتناقداتها محاولًا أن يجتاز صعوبات مافيها محافظًا علي براءته. وأكد قنديل أنه تعطل في كتابتها بسبب أحداث الثورة وركز في الكتابات التي توثق تاريخ الثورة بأمانة، ثم أتم "أنا عشقت" بنهاية متشائمة لأن الحالة العامة للبلاد كانت قد سيطرت عليه. وأشار قنديل، إلى أن مصر بأكملها حالة لا يقدر الكاتب أن يتخلص من أسرها أو يتركها، فالكاتب كائن هش يستخدم كلمات هشة في شكلها فعالة في مضمونها، كما أن الكاتب يجب أن ينحت لنفسه أسلوبًا وخصوصية، مما يعطيه مساحة لاكتشاف الكلمات وخوض التجارب الكتابية التي لا تنتهي، فيترك العنان لخياله في حركة الشخصيات بالرواية ويترك الشخصية تفرض مسارها على الكتابة فهذا أفضل من تقييد الشخصية بالكتابة. وأوضح قنديل، أن روايته الأخيرة "كتيبة سوداء"، تتحدث عن فترة منسية في التاريخ المصري، لعل ذلك لنقص مصادرها وضعف توثيق حدثها تاريخيًا، حيث تدور أحداثها في فترة الثلاثينيات، وقصة نابليون وزوجته أوجوني، فعندما تفاقمت الأزمة السياسية استعانوا بالجنود ولكن الجنود ذوات البشرة البيضاء لم يحتملوا جو المنطقة فاستعانوا بالكتيبة السودانية سمراء اللون من مصر.