بدأت معارك المرأة السياسية منذ بدأ الإمام محمد عبده، رائد حركة التنوير في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مطالبًا بألا تكون تربية البنات وتعليمهن أقل من الذكور، ولتستمر رحلة الكفاح للمطالبة ليس فقط بحقوقها السياسية؛ بل والاجتماعية والاقتصادية، وليظل أبرز مكاسبها اقتحام المرأة للحياة النيابية. يعد دستور 1956 علامة فارقة في تاريخ المرأة المصرية والحياة السياسة في بر المحروسة؛ فقد حصلت المرأة المصرية لأول مرة بموجبه على حق الإدلاء بصوتها الانتخابي والترشح لعضوية مجلس الأمة في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، لتصبح أول نائبتين في تاريخ مصر راوية عطية، وأمينة شكري عام 1957، دخلت الأولى مجلس الأمة بتاريخ 14/7/1957 بعد معركة انتخابية قوية، بعد أن تنافس في هذه الانتخابات 1748 مرشحًا على 342 مقعدًا، هم عدد مقاعد مجلس الأمة آنذاك. كانت هناك خمس مرشحات هن: زينب مراد وشهرتها سيزا نبراوي عن دائرة مصر القديمة بالقاهرة، ونظلة الحكيم عن دائرة بلقاس دقهلية، وزينات عابدين عن دائرة كرداسة بالجيزة، وراوية عطية عن دائرة قسم جيزة، وأمينة شكري عن دائرة قسم باب شرق بالإسكندرية. نجحت راوية عطية في الانتخابات من جولتها الأولى وحصلت على 11.807 صوتًا في حين حصل منافسها على 6748 صوتًا. كانت الناجحة الثانية هي أمينة شكري التي تخطت انتخابات الإعادة في ظل معركة محمومة؛ حيث حصلت على 9025 صوتًا وحصل منافسها على 2954 صوتًا. نجحت راوية بفعل شعبيتها وما قامت به من مجهود في استقبال المهاجرين في أثناء العدوان الثلاثي، وبالمثل نجحت أمينة لدورها في العمل التطوعي، فضلًا عن شهرتها النسبية جراء دخولها في اعتصام بمدينة الإسكندرية مع امرأتين أخرتين دعمًا لإضراب النساء في 12 مارس 1956 بدار نقابة الصحفيين، واستمرت في المجلس الأول الذي استمر انعقاده لدور واحد فقط من 22 يوليو عام 1957 حتى 10 فبراير 1958. لكن مع المجلس الثاني "مجلس الوحدة مع سوريا الذي امتد من 21 يوليو 1960، حتى 22 يونيو 1961" خرجت راوية عطية وحل مكانها أربع سيدات جدد هن مفيدة عبدالرحمن، ونعمت مهران، وصفية الأبصاري، وفكيهة فؤاد، فضلًا عن أمينة شكري. وبعد عودة مجلس الأمة مرة ثانية، والذي امتد من 26 مارس 1964 وحتى 6 أبريل 1968، ارتفع تمثيل المرأة تحت القبة إلى ثمان نائبات كن آنذاك "ألفت كامل عن الجمالية بالقاهرة، وبثينة الطويل من الإسكندرية، وزهرة رجب، وعائشة حسنين وفاطمة البهي دياب، أول فلاحة تدخل المجلس عن دائرة شبين القناطر بعد حصولها على 14.441 صوتًا، وكريمة العروسي بعابدين، ومفيدة عبدالرحمن، ونوال عامر بالسيدة زينب" من أصل 360 مقعدًا بنسبة 2.3% من عدد المقاعد. من الغريب أن نجد أن هذا العدد للنائبات يقل في الفصل التشريعي الثالث خلال الفترة ما بين 20 مارس 1969 و14 مايو 1971 إلى ثلاث نائبات فقط هن: بثينة الطويل، ومفيد عبدالرحمن، ونوال عامر. أمّا المجلس الرابع فقد جاء في ظل هيمنة الاتحاد الاشتراكي، وامتد من 20 يناير 1969 حتى 22 يوليو 1971، ولم تنجح في الوصول إليه سوى ثلاث سيدات، اثنتين بالانتخاب هما نوال عامر وبثينة الطويل، وعيّن عبدالناصر امرأة واحدة فقط هي مفيدة عبدالرحمن.