محافظات- كارم الديسطى وأشرف مصباح ومصطفى الشرقاوى وأحمد عبد السميع ومحمد دعبس ونرمين نجدى وعوض سليم: طابوران، الأول للسيدات والآخر للرجال يمتدان لعدة أمتار، مع تزاحم شديد أمام البوابة الضخمة، التى يقف عليها ثلاثة من الرجال، يستقبلون السيارات المحملة بأسطوانات البوتاجاز، التى أتت فى الساعة العاشرة والنصف صباحا، حيث طال انتظارها منذ الفجر، بينما صف آخر من سيارات النقل والتكاتك على حافة رصيف مستودع البوتاجاز، مشهد رصدته "التحرير" أمس، أمام مستودع فى عين الصيرة. سيدة تدعى نجاة الديب، جاءت من حى مصر القديمة فى صف الطابور، ممسكة طفلها ذا الخمس سنوات بيد، واليد الأخرى تمسك بالأنبوبة فوق رأسها، قالت من الفجر وأنا واقفة علشان أجيب أنبوبة ولحد دلوقتى ماجبتش . أم محمود الواقفة أمامها فى نفس الطابور، أضافت: بقالى يومين علشان أجيب أنبوبة واحدة، إمبارح جيت الساعة عشرة ماعرفش والنهاردة جاية من الفجر علشان أجيبها، العيال فى البيت بيطبخوا على وابور الجاز، حتى الجاز غالى هنعمل إيه . وتعليقا منها على مشهد وقوف السريحة بالسيارات والتكاتك أمام المستودع، قالت رباب السعدنى، التى تسكن فى منطقة السيدة عائشة، المستودع يبيع للسريحة أسطوانات البوتاجاز أولا، ثم يبيع للمواطنين . وفى كفر الشيخ، وعد المحافظ الجديد الدكتور أسامة حمدى بحل المشكلة خلال أسبوع، إلا أن الأزمة ما زالت تعصف بالوعود، فوصل سعر الأنبوبة فى السوق السوداء إلى 30 جنيها، برعاية التموين. وتواصلت أزمة نقص أسطوانات البوتاجاز فى كل أنحاء الدقهلية، ووصل سعر الأسطوانة إلى 45 جنيها بقرى مركز بلقاس، وسط شكاوى متصاعدة من الأهالى من أن سيارة الأنابيب، لا تأتى سوى مرة واحدة فى الأسبوع، ومحملة بكميات قليلة لا تكفى. الأزمة فى الغربية دخلت أسبوعها الخامس، على التوالى، إذ قفزت أسعار الأنبوبة إلى 65 جنيها فى مدن المحافظة و30 جنيها فى القرى. وفى تصريحات منذ عدة أيام لمحمود عبد العزيز، رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين، اعترف بأن أزمة نقص أسطوانات البوتاجاز سببها نقص الكميات المطروحة فى السوق، وليس شيئا آخر ، مطالبا بضخ كميات أكبر، بينما حذر محمد عبد المنعم، عضو الشعبة العامة للمواد البترولية، بأن الأزمة ستشتعل أكثر فى الأيام القادمة ، مشيرا إلى عدم قدرة الدولة على استيراد كميات أكبر من الغاز، وأوضح الدولة لا تملك سوى 900 ألف أسطوانة، وبحاجة إلى مليون و300 أسطوانة .