عرفت السينماء المصرية كثيرًا من الفنانين الذين اندرجوا في خانة المجهولين، عند المشاهدين، فرغم أن أدوارهم كانت بارزة في عمل معين إلا أن أسماؤهم مجهلة بالنسبة للمشاهدين، لا يعرفونهم سوى بصورهم، وتشابه هؤلاء الفنانين في أدوارهم التى اندرجت أغلبها في خانة " الأدوار الشريرة"، فنجد على سبيل المثال "حاتم ذو الفقار، وزين العشماوي"، تم حصرهما في أدوار الشرير الوغد، رغم اختلاف الاثنان في طريقة لعب تلك الأدوار التي تصعب على غيره تقديمها، فلا يمكن تخيل "حاتم ذو الفقار" في دور عليش في اللص والكلاب أو المعلم طحيمر في آخر الرجال المحترمين، كما لا يمكن تصور زين العشماوي في دور توتو في مسجل خطر، أو دور الشنواني في جزيرة الشيطان. ورغم أن أمثلة الفنانين المجهولين كثيرة، إلا أن "التحرير" رصدت عدد منهم منذ نشأته، وحتى وفاته مرورًا بأدوارهم التي عرفها الجمهور عنهم .. إبراهيم عبدالرازق.. الشرير الذي مات على المسرح ولد إبراهيم عبدالرازق في 18 مايو 1942، وحصل على شهادة الثانوية العامة، وبعدها لم يكمل تعليمه، ترك بلدته "شربين" وجاء للقاهرة من أجل الفن، بعد أن شارك في عدد من المسرحيات مع فرقة شربين المسرحية وفرقة المنصورة، بدء حياته الفنية في التلفزيون في أدوار صغيرة للغاية ساعدته فيها بنيته وملامحه المختلفة. ظلمته السينما كثيرًا ونصفته الدراما، فبدء إبراهيم عبدالرازق في واحدة من الحقب السينمائية المظلمة، وقتما خرجت مصر من حرب أكتوبر، وتفرغ أغلب المخرجين والمنتجين لصناعة سينما استهلاكية، ليتماشى مع إتجاه المجتمع المصري بشكل عام مع سياسة الانفتاح الاقتصادي، فاستهلك صناع السينما موهبة عبدالرازق أسوء استغلال فلم يستطيع هذا الفنان ذو الموهبة الكبيرة أن يظهر موهبته بشكل كبير من خلال السينما التي حصرته في أدوار الشر والبلطجي والفتوة، بينما وجد عبدالرازق في الدراما متسع لموهبته وفي المسرح البراح الأكبر له. وجاءت أولى إطلالاته السينمائية عن طريق الأفلام الدينية، حيث شارك في فيلم من عظماء الإسلام عام 1970 ثم فيلم فجر الإسلام عام 1971، بعدها اختاره المخرج الكبير صلاح أبو سيف لتجسيد دور الدرويش في فيلم حمام الملاطيلي عام 1973 ويمكن اعتبار أن تلك بدايته الحقيقة، وبعدها انتشر عبدالرازق في الدراما بشكل كبير. كما قدم في السينما عددًا كبيرًا من الأفلام من بينها "المذنبون والكذاب"، و"لا يا من كنت حبيبي"، و"أزاوج طائشون"، و" إمرأة من زجاج"، و"البعض يذهب للمأذون مرتين"، و"المحفظة معايا"، و"عنتر شايل سيفه"، و"المطارد"، و"سعد اليتيم"، و"المخطوفة"، و"بستان الدم"، و"المتمرد". وفي 29 يناير 1987 توفى إبراهيم عبدالرازق على خشبة المسرح، أثناء تأديته لدوره في مسرحية كعبلون مع الراحل سعيد صالح. عماد محرم "شرير المنظور الواحد" ربما تراه نمطيًا إلى حد كبير فهو يلعب أدوار الشرير الوغد من منظور واحد تقريبًا، بدء حياته الفنية في بداية السبعينات تحديدًا عام 1971، حينما قدم فيلمين وهنا القتلة ورحلة لذيذة، بعدها غاب محرم عن الساحة لفترة بلغت 9 سنوات كاملة، قبل أن يعود بإطلالة جديدة ومساحات أكبر في أفلام مثب اللصوص والباطنية عام 1980. ويبدء عماد محرم، في التواجد المكثف على الساحة السينمائية، ليقدم أفلام مثل "مين يجنن مين"، و"على بابا الوزير" و"وكالة البلح" و"المشاغبون في الجيش" و"نأسف لهذا الخطأ" و"الكومندان"و"الفحامين" و"طير في السما" و"بلاغ للرأي العام" و "العفاريت" و"البرئ والجلاد"، وكلها أفلام قدم في أغلبها محرم دور الشرير الوغد أو المعلم الشرير أيضًا، ربما لا يمكننا الحكم على ما قدمه محرم لما جاء في نفس الفترة التي ظهر فيها إبراهيم عبدالرازق، حيث الاستهلاكية الشديدة التي طغت على كل شئ. توقف عماد محرم، عن العمل منذ عام 1994 حينما قدم فيلم "غلط البنات" ليعود بعد 14 عامًا للظهور في أعمال درامية مثل "ليل الثعالب 2008"، و"ماتخافوش في 2009"، و"الباطنية في نفس العام"، و "الدالي في 2011" ، و"أهل الهوي في 2013".