كشف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، النقاب عن أنًّ القمة العربية المقبلة ستناقش مقترحًا بإضافة مكون ثقافي إسلامي كمحتوى جديد على المناهج الدراسية العربية لتصحيح الأفكار المغلوطة ولمواجهة الأفكار المتشددة ونشر قيم السماحة ومواجهة الغلو في إطار الجهود العربية للتصدى للإرهاب ولتنشئة جيل جديد على التسامح. وأضاف، في الجزء الثاني من لقائه مع أسرة وكالة أنباء الشرق الأوسط، أنه يتم التواصل مع المهندس إبراهيم محلب، رئيس كمجلس الوزراء، والدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، للاهتمام بمناهج التربية الدينية في مختلف المراحل التعليمية وتعديلها بما يساهم في نشر قيم التسامح وقبول الآخر والتصدي للغلو. وأشار الوزير إلى أنه سيتم، بالتعاون مع التربية والتعليم، بحث إمكانية أن تكون مادة التربية الدينية مادة أساسية وحسن اختيار المدرسين بعد تطوير مناهجها، مشيدًا بمبادرة وزير التعليم باستطلاع رأي الأزهر والأوقاف في تعديل المناهج الدينية حيث قررت وزارة الأوقاف تشكيل لجنة لدراسة تلك المناهج. وأعلن وزير الاوقاف أنَّ الأزهر الشريف بدأ أولى خطوات تنقيح المناهج الدراسية بتحديث مناهج المرحلة الإعدادية هذا العام، ويتم حاليًا تطوير مناهج المرحلة الثانوية، مبينًا أن التنقيح لا يمس الثوابت بل مواكبة المتغيرات وفق منهج الأزهر المعتدل ولإشاعة فكر الوسطية. وطالب وزير الأوقاف بميثاق شرف إعلامي يراعي مصلحة الوطن ويحافظ على قيمه وينشر الفكر الوسطي المعتدل ويواجه التشدد والغلو ولا يتخطى الثوابت الدينية، منتقدًا الحالة الإعلامية لبعض القنوات التى تسيء إلى ثوابت الدين وتشكك في الصحابة وتثير بلبلة في المجتمع. وكشف الوزير عن أن الوزارة ستستعين بحملة الماجستير والدكتوراة في العلوم الشرعية والعربية من غير كليات جامعة الأزهر للعمل كخطباء بالمكافأة بعد اجتياز الاختبارات لدعم امكانات الوزارة لتوفير خطباء لكل المساجد. وصرَّح أنَّ الوزارة استبعدت 12 ألفًا و700 متقدم للحصول على تصريح خطباء بالمكافأة لعدم اجتياز الاختبارات بنجاح وعدم انطباق الشروط الشرعية عليهم، مشددًا على حسن اختيار الخطباء والتأكد من انتمائهم وولائهم الوطني وإمكانياتهم الثقافية والدينية للقيام بمهمة الدعوة الصحيحة وتوعية المواطنين، مؤكدًا دور العلماء في التوعية وتأليف القلوب. وذكر أنَّ اللجنة العليا لتجديد الخطاب الديني بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالأوقاف، والتي تضم علماء في مختلف المجالات الدينية والثقافية والنفسية والتربوية ستبدأ أعمالها قريبًا لمعالجة الظواهر السلبية بالمجتمع ونشر القيم الأخلاقية الصحيحية ومواجهة الفكر المنحرف. وأعرب الوزير عن عدم رضائه عن أخلاق المسلمين لانتشار الظواهر السلبية بينهم من كذب وتعطيل للعمل وتشدد وغلو رغم اهتمام الدين الإسلامي بالقيم الأخلاقية الرفيعة التي تساهم في تطوير المجتمع والرقي بسلوك أفراده، موضحًا أن المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سيناقش عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه. واعترف وزير الأوقاف بحالة الوهن التي أصابت الأزهر خلال الفترة الماضية كغيره من مختلف مؤسسات الدولة غير أنه أكد استرداد الأزهر لمكانته في مصر والعالم.