حلم راودهم منذ البداية، سعو من أجل تحقيقه بطريقة لم يكن في المتناول غيرها "رسالة فيديو تُنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعبر عن وجهة نظرهم في النزول وعن رؤيتهم للواقع المصري"، تغلبوا على خوفهم في وقت عزّ فيه كثيرون العيش بكرامة وإنسانية فقدوها مع مرور الزمن -حسب قولهم-. خرجوا برسائلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي يدعون لكسر حاجز الخوف، للعيش بكرامة وإنسانية مهما كلفهم الثمن، فهذه المرة سيكون هناك صراعًا طويلًا مع سنوات من العفن والقهر، مع عقود من الانحطاط والفساد والمحسوبية، لم ينظرون حينها لما سيحمله المستقبل -هل هي ثورة أم زوبعة كما وصفها البعض وستنتهي- كل ما شغل بالهم هو النزول للشارع وطلب التأييد.. وكفى بها بداية. كانت المبادرة على شباكات التواصل الاجتماعية شبابية، وكانت المشاهد الأولى المسيطرة على المشهد شبابية، فبشكل رسمي أعلنت غالبية القوى السياسية عدم مشاركتهم في التظاهرات رافضين إياها رفضًا قاطعًا، في الوقت الذي تعاملت فيه أحزاب أخرى بسياسة "الباب الموارب" ، في انتظار ما ستثمر عنه التظاهرات. هؤلاء الداعين وزعوا مجموعة من الأوراق التي تحدد خط سير المجموعات في الشارع، وكيفية التعامل مع صدامات الأمن المركزي، متوقعين ازديادًا طفيفًا في أعداد تلك التظاهرات خاصة بعد ثأثرهم ب"ثورة الياسمين" في تونس. في الوقت الذي مثلت عودة الدكتور محمد البرادعي أمل كبير لكثير من الشباب الذين رأوا فيه "باكورة أمل" في التغيير، خاصة وأن شعاراته الرنانة التي طالب فيها قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير بالتغيير كانت شعاع أمل في مستقبل أفضل. هؤلاء الشباب العفي الأبي بما قرروه ونشروه، كان لهم ما أرادوا ببعض الشباب الداعم لفكرهم، الرافض والفساد، فالبداية كانت بعد نجاح ثورة تونس وهروب بن علي ظهرت دعوات على الفيس بوك تطالب المصريين بالخروج، فمثلما فعلتها تونس لابد أن تفعلها مصر وتسقط نظامها المستبد من أجل نظام ديمقراطي عادل. "كلنا خالد سعيد"، صفحة دشنت على موقع التواصل الاجتماعي، انتشرت بين الشباب كانتشار النار في الهشيم، تدعو لرفض انتهاكات الشرطة ضد المواطنين، والتي أخرها ما تم بتعامل قمعي ضد أحد مواطني محافظة الإسكندرية والذي يدعى خالد سعيد، تالك الصفحة التي أنشأها المدير الإقليمي لشركة جوجل في الشرق الأوسط وائل غنيم كانت من بين الأسباب التي أدت إلى نزول الشباب للشارع والمناداة بالتغيير ورفض الوضع القائم. كما أن بيان للجمعية الوطنية للتغير كان كفيل بتقليب الرأي العام، البيان الذي تم توزيعه في كافة أرجاء مصر، لتوضيح الفائدة من النزول للشارع، بعدها خرجت عدد من الفيديوهات تطالب المصريين بالنزول، فالدكتور محمد البرادعي أرسل رسالة إلى المصريين قال فيها: "على النظام أن يفهم أنه من حقنا النزول في مظاهرات سلمية للمطالبة بالتغيير، وإذا اضطررنا سنلجأ إلى العصيان المدني السلمي". وأكدت الناشطة أسماء محفوظ في رسالة قبل يوم الخامس والعشرين: " لو لسه عندنا كرامة لازم ننزل يوم 25، هننزل نطالب بحقنا، كل مصر لازم تنزل، 25 يناير هو بداية النهاية". وأرسل رئيس حزب الكرامة حينها حمدين صباحي رسالة هو الأخر نوه فيها: "سيكون 25 يناير يوم تاريخي في مسيرة هذا الشعب من أجل حياة يستحقها، في كل مكان في كل المحافظات سيثبت الشعب المصري أنه جدير بالكرامة".