وجوه بائسة تنتظر بارقة أمل، فيما تعبّر البيوت البسيطة المصنوعة من الأحجار والطين، على ضفاف طريق طويل وضيق، عن الواقع الاجتماعي لقاطنيها. ورغم كثرة الخطط الرسمية التي أعلنتها الحكومات المتعاقبة، على مدار العقود الماضية، لتنمية وتطوير القرى الفقيرة، تجد الأطفال والنساء يغسلن ملابسهن وأوانيهن في مياه البحر الملوثة، المليئة بالقاذورات والطيور الميتة، فيما أغرقت مياه البحر "القذرة" خطة الحكومة. كوب ماء نظيف "مرحبًا بكم في قرية أبو خشبة التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفرالشيخ".. قرية تفتقر لأدنى مقومات الحياة، يعاني أهلها من عدم وجود صرف صحي ولا مياه شرب. "البحث عن كوب ماء نظيف معاناة يومية لأكثر من 2000 أسرة"، وقالت ياسمين أحمد، طفلة تبلغ من العمر 12عامًا من أهالي القرية: "معندناش مية نشرب ومفيش أى حاجة". أم أحمد، إحدى سيدات القرية، تضيف "إحنا معندناش مية في الحنفيات علشان كدة بنلجأ لغسل الأواني والملابس من الترعة ومحدش بيسمع ولا بيشوف من المسؤولين"، مشيرة إلى أن المياه ملوثة وأهالى القرية حاصرتهم وأبناءهم. وأكدت راجية عبد العال، إحدى فتيات القرية أن "الميه ملوثة والناس بترمي فيها القمامة والحيوانات النافقة إضافة إلى قيامهم بصرف المجارى بها.. ورغم ذلك نغسل أطباق الطعام فيها، ونغسل ملابسنا التي نرتديها ايضًا". برج مغيزل على بعد 5 كيلو مترات من هذه القرية، تجد قرية أخرى اسمها "برج مغيزل".. هذه القرية التي ذاع صيتها، بفضل عمل أبنائها في حرفة الصيد واشتهارها بوجود عدد من سماسرة الهجرة غير شرعية، إلا أنك بمجرد أن تطأ قدماك القرية حتتى تتلمس التلوث يحاصرها من كل الأركان. وفي مدخل القرية، تجد مسجدًا صغيرًا، وبمجرد الاقتراب، تزكم أنفك رائحة كريهة منبعثة من المصرف الذي يقبع أمامه ويحوى أنواع القاذورات جميعها. خطة الصيانة يقول حسني الشامي رئيس مجلس أمناء مدرسة برج مغيزل الابتدائية القديمة بنات، إن المدرسة تم بناؤها بالجهود الذاتية منذ اكثر من 40عامًا، وبها أكثر من 800 تلميذ بعد فصل الأولاد عن البنات، مشيرة إلى أن المدرسة دخلت في خطة الصيانة أكثر من مرة، لكن نحن نريد هدمها وبناء أخرى جديدة، إلا أن هيئة الأبنية التعليمية تقول إن "المساحة صغيرة". وأضاف: "المدرسة بها معلمين من خارج القرية وغير منتظمين بالحضور ولو جه بيجي غصب عنه والواسطة حرمت أبناء القرية من الوظائف وأثرت على العملية التعليمية". تدهور الخدمات الصحية وتابع: "الخدمات الصحية تشهد تدهورًا بالغًا ولا وجود للأدوية، ونضطر إلى اللجوء للعيادات والمستشفيات الخاصة في مدن المحافظة، وهو ما يمثل عبئًا إضافيًا على كاهل الأسر الفقيرة". وأكد أسامة علي، أحد أبناء القرية، "انفجرت ماسورة مياه للشرب منذ 3سنوات، ما أدى لإغراق المنازل واصبحت تعوم فوق المياه بعد تصدعها، وشكونا مسؤولى الوحدة المحلية من ماسورة المياه لكن دون جدوى"، مشيرا الى "أن القمامة تحاصر المنازل والصرف الصحي يغرقها".