أبناء الرطمة مواطنون مثلهم مثل أى مواطن يعيش فى قريته ولكن حرمتهم الطبيعة والبيئة من الهواء النظيف . عاشوا وسط الثعابين والحشرات والمياه الراكدة "لاحول لهم ولا قوة" ، يصرخون وكأنهم يصرخون فى حجرة مغلقة لا تسمعهم سوى جدرانها .
عاشوا ولازالوا على وضعهم تحملوا كافة المصاعب لأن المسئول وطن من طين وودن من عجين .
ومنذ الوهلة الأولى وقت دخولنا قرية الرطمة رصدت عدساتنا حفرة عميقة على قارعة الطريق الرئيسى للقرية ، وبحثنا حولنا عمن يجيب عن تساؤلاتنا الحائرة حولها فكان لنا لقاء مع أول من وقعت عليه أنظارنا وإقتربنا منه وسألناه عن إسمه فقال السيد الوهدان وعن الحفرة التى شاهدناها قال أنه عبارة عن ماسورة مياه شرب تمر فوق الترعة التى تشق الطريق الرئيسى المؤدى لمدينة عزبة البرج ، وهى من الفيبر وكسرت وتسرب مياه الشرب إلى الترعة .
وفى حالة إنقطاع مياه الشرب تتسرب مياه الترعة الملوثة داخلها ، وإذا قمنا بتشغيل مواتير المياه تسحب مياه الترعة إلى منازل القرية بالكامل ، ونفس الكارثة تعانى منها مدينة عزبة البرج ، وكل ذلك بالرغم من تغيير ماسورة مياه الشرب منذ ثلاث سنوات فقط .
وأتهم شركة مياه الشرب والصرف الصحى بدمياط بإهدار المال العام وعدم الإهتمام بشئون المواطنين .
وتجولنا بالقرية حتى رأينا تلك الكارثة " مصرف السوامرة " وهو عبارة عن قناة لرى الأراضى الزراعية خاصة بعائلة أبو سمره .
ويقع المصرف وسط القرى بطول القرية وتطل عليه المنازل ومدرسة الرطمة الإبتدائية المشتركة .
ومن أمام المصرف قال عصام محمد على وهدان : يخرج الأطفال من المدرسة التى تضم أطفال الروضة والإبتدائى فتواجههم مشكلة الحفرة الخاصة بماسورة مياه الشرب ومصرف السوامرة .
وجذب أطراف الحديث منه السيد أبو على أحد السكان المجاورين للمصرف قائلاً إنتشلنا أطفال من المصرف وأنقذتهم العناية الألهية من الغرق أكثر من مرتين لأنهم أطفال صغار لا يعرفون فى الحياة سوى اللعب والمرح ، والمصرف ملئ بالثعابين والحشرات والقمامة .
وتوجه إبراهيم وهدان برسالة لمحافظ دمياط طالبه خلاله بضرورة تغطية المصرف حفاظاً على أرواح أطفال القرية .
وقطع الحديث السيد وهدان والذى قال أن القرية ليس بها صرف صحى ويقوم الأهالى بالصرف على المصرف " السوامرة " الذى يروى 27 فدان بالقرية ويمتد حوالة 500 م2 وسط المنازل .
وجذب أطراف الحديث الحاج محمد أبو على أحد المجاورين للمصرف قائلاً نمنع صغارنا من الخروج من المنزل خشية عليهم أن يسقطوا فى المصرف .
وخرج لنا من شباك منزله الملاصق للمصرف الحاج فؤاد أبو جمعة وصرخ قائلا الحكومة فين لا مياه تتشرب ولا هواء نظيف ولا عربية إسعاف ولا صحة ولا مخبز عيش ولا حتى صيدلية فى القرية .
وعن رغيف الخبز قال ياسر أبو جمعة العيش يأتى الفجر بعد خبز حصة القرية فى فرن بقرية البصايلة ، ويصل للمنفذ 2000 رغيف يتم بيعهم من صلاة الفجر حتى السادسة صباحاً ، وحينما نستيقظ من النوم لا نجد أى خبز بالقرية ، وحتى لو تمكننا من الحصول عليه فى الصباح الباكر نجده لا يصلح إلا كطعام للمواشى فقط .
وقال محمد مطاوع : شوارع القرية بالكامل مهشمة والطرق غير مستوية .
وطالب المسئولين بتوصيل الصرف الصحى للقرية ورصف الطرق وردم المصرف حفاظاً على أرواح أبناء القرية وصحتهم التى تتدهور يوماً بعد يوم .
وجذب أطراف الحديث السيد أبو على قائلاً : فى الوقت الذى تم فيه تجديد خط المياه بالقرية منذ أكثر من ثلاث سنوات تردد على مسامعنا أنه سوف يتم رصف طرق القرية بالكامل ، وتم تكسير كافة شوارع القرية ، وللآن لازالت الشوارع مكسورة وتتعثر خطواتنا .
وأطالب المحافظ اللواء أركان حرب محمد على فليفل بالنظر إلى قرية الرطمة بعين الرحمة والرأفة .
أما الأستاذ خليل فقال لابد أن تهتم بنا الدولة لأننا قرية تعمل بالصيد والزراعة .
وواصل الحديث الحاج أحمد محمد عطية الوهدان : القرية مليئة بالقمامة وندفع رسوم النظافة ولا نرى أى عامل يدخل القرية التى تزاحمنا فيها القمامة فى الشوارع وتسبق خطواتنا .
وعن مشاكل القرية تحدث أيضاً أحمد عباس أبو جمعة أحد شباب القرية قائلاً : لا توجد أى أعمدة إنارة وحال حلول الظلام تتحول القرية بالكامل لحالة من الظلام الدامس فلولا إضاءة المحلات والمنازل لعشنا عصور التخلف فى 2013 .
كما قال عمرو حليم وهدان شباب القرية أصبح يشرب المخدرات لعدم وجود مركز شباب نقضى به أوقات فراغنا ، ونتبع مركز شباب الخياطة وكافة الموظفين به من قرية الخياطة ولا يوجد أى إهتمام بنا .
وأكد خليل الدحدوح على أن مدرسة الرطمة الإبتدائية لا تهتم بتعليم الأطفال ويخرج الأطفال للمرحلة الإعدادية وهو لا يجيدون القراءة ولا الكتابة .
وقال الحاج محمد أبو جمعة : الرطمة تعتبر إحدى القرى المنسية بمحافظة دمياط أولاً لكونها تابعة إدارياً لقرية الخياطة ولا يوجد أى إهتمام من الموظفين بإحتياجتنا والشئ الثانى لأن أبناء القرية صوتهم غير مسموع يبحثون عن قوت يومهم فقط .
وأكد على كلامه التابعى فياله قائلاً : أتمنى أن نجد زيارة من المحافظ لنا للتعرف على الوضع بنفسه وردم الترعة أسوة بقرية الشعراء التى دخلت ضمن خطة التنسيق الحضارى .
وجذب أطراف الحديث حسن صديق عاشور قائلاً : أدعو محافظ دمياط للمبيت ليلة واحدة بالقرية بأى منزل من المنازل المجاورة للمصرف ، وحينما يستيقظ من نومه إذا خلد للنوم لحظة عليه أن يفعل ما يمليه عليه ضميره .