الأهالى يشربون مياه الصرف والفشل الكلوي يحصد أرواحهم الزمان المصرى : ابتهال الدبسى عندما مررنا بالسيارة أمام القرية بدا لنا أنها إحدى القرى التي ما زالت تتمتع بالهدوء والنقاء الذي قلما نجده هذه الأيام وسط زحام التلوث سواء كان في الهواء أم التربة أم الماء ، وحينما إقتربنا لنخترق غموض هذا الهدوء وجدنا أنه مجرد هدوء يسبق العاصفة . على أول طريق قرية الجواهرة إحدى قرى مدينة عزبة البرج بمحافظة دمياط تقابلنا مع محمود السعيد جوهر أحد سكان القرية ، وحينما سألناه عن شكل الحياة في هذه القرية الهادئة قال : نشرب مياه غير صالحة للمواشي ولكننا لا نجد سواها والحالة المادية لا تسمح بشراء مياه معدنية للشرب والطهي وخلافه ، أما عن النظافة فهي منعدمة وعمال القمامة لا يعرفون طريق القرية بالرغم من تبعيتنا للوحدة المحلية بالخياطة . وعن أزمة الخبز حدثنا محمد السيد الفيومي قائلا : القرية لا يوجد بها فرن خبز ويضطر شباب القرية إلى التبرع بوقتهم وسياراتهم لشراء الخبز من القرى المجاورة لبيعة للأهالي ، ناهيك عن الإزدحام الشديد والتكدس للحصول على رغيف الخبز لأن الحصة 2000 وعدد سكان القرية حوالي 4000 نسمة ، حتى أن البعض ممن يمتلكون دراجات بخارية وسيارات يتنازلون عن الخبز للآخرين نظير قيامهم بالشراء من قرى مجاورة . وواصل الحديث عن أزمة الخبز إسلام خليل الفيومي أحد الشباب المتطوع بشراء الخبز قائلا : نتسلم الخبز من عدة أفران حتى نستطيع أن نحصل على هذه الكمية والتي لا تكفى أيضا لكافة السكان . وتحدث ذكى محمد جوهر المتطوع بمقر توزيع الخبز عن نفس الأزمة قائلا : أمتلك منزلا في القرية وأعانى أنا وأهل القرية من أزمة الخبز فخصصت ذلك المحل كمنفذ لبيع الخبز في القرية للقضاء على الأزمة ومساعدة كبار السن في الحصول عليه ، ومع ذلك فإن الخبز يباع في غضون عشرة دقائق لصغر كمية الحصة . ويقول محمد عباس جوهر : إن حصة الخبز في القرية لا تكفى رغم المحاولات المضنية ، وقد إلتقينا بوكيل وزارة التموين والذي وافق على منحنا ثلاثة آلاف رغيف وقال أ ننا سنحصل على ألف وخمسمائة رغيف مؤقتا إلى أن يتمكن من توفير باقي الحصة ، وعن مشكلة أخرى في القرية واصل حديثة قائلا نعانى من عدم توصيل الصرف الصحي للقرية إلى الآن ، وتقابلت مع رئيس شبكة الصرف الصحى والذى تعهد بضمنا لمشروع عزبة اللحم ولدينا خطاب بذلك منذ 3 شهور ، وهناك أيضا مشكلة فى مياه الشرب التى تشبه مياه الصرف فى اللون والمذاق ، وإلتقينا بسكرتير عام محافظة دمياط ورئيس شركة المياه والذين صرحوا بأنه سيتم تغير خط المياه الداخلي بالجواهرة خلال موازنة 2011 / 2012 ، ولم يجد جديد ، وذهبنا له فتحجج بالحجج الواهية مثل عدم وجود الميزانية الكافية لذلك ، وقوبلنا فى المرة الأخيرة مقابلة جافة من شركة المياه ، كما أن الأوقاف تزعم أن أرض الجواهرة ملكا لها ، وقامت برقع العديد من القضايا على أهالى الجواهرة إلا أننا كسبنا عدد لا بأس به من هذه القضايا التى تثبت ملكيتنا للأرض ، وتم إلقاء القبض على بعض الأهالى بسبب هذه القضايا . ويقول سالم محمد جوهر سنموت من الفقر والجهل ومياه الشرب الملوثة المختلطة بالصرف الصحي فانا أسرتي مكونة من 12 فردا أنا عائلهم الوحيد بعد الله عز وجل وأخشى علي صحتي حتي تستمر حياة تلك الأسرة فأنا أفتح حنفية المياه أشم رائحتها الكريهة التي لا تحتمل ، واتت لجنة من شركة المياه لأخذ عينات وأوضحت أن المياه بها نسبة كبيرة من الرصاص . وجذب أطراف الحديث محمود عيد اللاوندي متحدثا عن رصف الطرق قائلا أولاد أختي لا يذهبون إلي المدرسة في الشتاء لأن المدرسة تكون محاطة بكمية من المياه والطين تجعل المدرسين والمدرسات أنفسهم لا يستطيعون الذهاب للمدرسة ، مع العلم أنها المدرسة الوحيدة بالقرية ولم يمضي علي تشغيلها عاما واحدا ، كما أضاف أن السيدات لا يستطعن الذهاب للصلاة بسبب الظلام الذي يحيط بالمسجد مما يمنح الفرصة للبعض بالتحرش بهن ، والمخالفات الأخرى ، على الرغم من أن هناك شوارع قريبة قد تم رصفها مستغلين نفوذهم كأعضاء بالحزب السابق . ويواصل الحديث عبد الغفار جوهر قائلا : الطريق المؤدى إلى مدرسة الجواهرة الإبتدائية طريق يتعثر الأطفال أثناء المشي فيه بسبب الطين كما أن هناك إحدى المدرسات التى انزلقت قدمها فى الطين أثناء ذهابها إلى المدرسة ، بالرغم من أن شباب القرية قاموا بحملة نظافة كبيرة إلا أن الطرق تحتاج إلى الرصف ، وطالبنا رئيس المجلس أن يرفع القمامة ، ولكنه لم يستجب لنا . وعن تأثر الزراعة بالقرية يقول سعد أمين الفيومي أحد المزارعين بالقرية : تقلصت إنتاجية الفدان حوالي طن بسبب الري بالمياه الملوثة لأن المروى يتم تطهيره بالكراكة كل عام مرة واحدة ، إضافة إلى غلاء الأسعار ، أصرف على البير حوالي 200 جنية وفواتير المياه مرتفعة وإيجار الأرض مرتفع ورواتب العمال مرتفعة . ويقول أسامة نعيم الفيومي : والدي يغسل كلى لإصابته بالفشل الكلوي الذي يعانى 50 % من سكان القرية منه وبسبب المرض وقع فكسرت قدمه ، وعلى حد قول أحد أعضاء اللجنة المشكلة من شركة مياه الشرب بدمياط أنه بتحليل المياه تبين أن نسبة الأملاح بها 180 بدلا من 20 إضافة إلى إرتفاع نسبة الرصاص ، وقد قمت أنا أيضا بزراعة كلى يمنى وتكلفة العملية مبلغ مائتي ألف جنية ، ثم تحدد لي عملية أخرى لزراعة الكلى اليسرى ، لأنها مشكلة قرية بأكملها . وطالب سكان القرية بردم الترعة ، ومساعدة هيئة الأبنية التعليمية لهم فى إنارة سور المدرسة التى تقع وسط أرض فضاء يستغلها الشباب فى تعاطي المخدرات ليلا .