كتب: محمد زكريا مع بداية العام الحالى وانطلاق موسم منتصف العام الدراسى السينمائى، شهدت دور العرض عددًا من الأفلام، مع انتظار عدد آخر للعرض خلال الأيام المقبلة، إلا أن اللافت للانتباه هو وجود عدد كبير من نجوم السينما الكبار، الذين غابوا عن الظهور خلال السنوات الأخيرة، ليصبح هذا الموسم موسم الكبار العائدين . نور الشريف يعود بعد غياب طويل، ونفس الأمر مع محمود حميدة، وكذلك إلهام شاهين التى تظهر فى السينما بعد 6 سنوات من الغياب، إضافة إلى فاروق الفيشاوى الذى يعود بعد 7 سنوات، ونجد المخرج داوود عبد السيد يقدّم فيلمًا جديدًا بعد أربع سنوات منذ آخر فيلم قدّمه وهو رسائل البحر ، وغيرهم من الأسماء الأخرى. التحرير تحدَّثت مع هؤلاء النجوم عن أسباب الغياب والعودة مرة أخرى، وعن الانتعاشة التى تشهدها السينما حاليًّا. داوود عبد السيد المخرج الكبير داوود عبد السيد غاب هو الآخر عن السينما مدة أربع سنوات، ليعود بفيلم قدرات غير عادية ، المنتظر طرحه فى السينمات خلال الأيام المقبلة، قال إن السنوات الأربع الماضية لم يكن حال السينما مبشّرًا خلالها، إلى أن تصاعدت إيرادات السينما فى موسم عيد الأضحى الماضى بشكل ملحوظ، وهو ما أعطى نظرة مبشرة، خصوصًا أنها لم تشهد هذه الإيرادات منذ سنوات، موضحًا أن زيادة الإيرادات أمر طبيعى مع تزايد الاستقرار والأمن، إضافة إلى أن وجود نوعيات جيدة من الأعمال التى جذبت الجمهور ودفعته للنزول من منزله لمشاهدتها، وهو دليل على أن الجمهور صاحب وعى ويستطيع التمييز بين العمل الردىء والعمل الجيّد. عبد السيد أشار إلى أن المنتجين دائمًا يقفون وراء تراجع السينما أو تقدّمها، لأن الأفكار الجيدة موجودة والرديئة متاحة وبكثافة، لكن المنتج هو الذى يتحمَّس لفكرة ما دون غيرها، قائلَا إنهم يخشون دائمًا المغامرة بتقديم أعمال جادة، رغم أن معظم التجارب أثبت أن مغامراتهم دائمًا ما تنجح لأن الفيصل فى النهاية هو العمل الجيّد . نور الشريف الفنان نور الشريف الذى عاد بفيلم بتوقيت القاهرة ، قال إن غيابه عن السينما طوال السنوات الخمس الماضية كان لأسباب قهرية، بسبب ندرة الإنتاج السينمائى، لافتًا إلى أنه كان لديه عدد من السيناريوهات وتعطَّلت بسبب عدم وجود تمويل من شركات الإنتاج، بالإضافة إلى أن الحكومة لم تعد تدعم السينما مثل الماضى، مشيرًا إلى أن وزارة الثقافة كان لديها 14 دار عرض، لكن يتم الآن تأجيرها بحق الانتفاع، أما بقية الدور فهى محتكرة من قبل كبار المنتجين، وهذا حقّهم، فنحن لدينا سينما متقدّمة تضاهى سينمات أوروبا. النجم الكبير أضاف أن السينما تتراجع، ومن حسن حظ جيله، حسب قوله، أن الإنتاج كان يصل فى العام من 72 إلى 90 فيلمًا، وكان من حظ كل فنان أنه يشارك فى ثلاثة أو أربعة أفلام، تتراوح جودتها بين المتوسط والقوى والضعيف، موضحًا أن الجيل الجديد فرصته أقل، فقد يقوم بعمل واحد فقط فى العام، ويكون مستواه متوسطًا أو ضعيفًا، وهو ما يؤدّى فى النهاية لاحتياجه إلى وقت أكبر ليثبت نفسه، مضيفًا أنه شارك فى فيلم بتوقيت القاهرة بعد تنازله عن جزء كبير من مستحقاته لإعجابه بالسيناريو. محمود حميدة الفنان محمود حميدة يعود هو الآخر للسينما بأربعة أفلام دفعة واحدة بعد غياب خمس سنوات، تم عرض فيلمين منها، هما ريجاتا و قط وفار . وأكد حميدة ل التحرير أن السينما تغيَّرت كثيرًا فى الفترة الأخيرة، وأصبحت تعتمد على الشباب، لافتًا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت وجود أفلام غير جيّدة، وكانت فترة صعبة مرَّت بها السينما، ولم يجد خلالها أعمالًا تناسبه من أجل تقديمها. حميدة أوضح أنه لم يكن نجم شباك طول عمره، وحاليًّا أصبح يشارك الشباب فى أفلامهم، قائلًا ليس عيبًا دعم النجوم الشباب فى الأفلام، ما دام هناك موضوع جيّد يتم تقديمه ، مضيفًا أنه لم يتخيَّل أن تكون عودته من خلال أربعة أفلام دفعة واحدة فى عام واحد، هى ريجاتا و قط وفار و من ضهر راجل و نوارة . إلهام شاهين الفنانة إلهام شاهين التى تعود للسينما بثلاثة أفلام دفعة واحدة بعد غياب 6 سنوات، منذ أن قدَّمت فيلم خلطة فوزية عام 2009، قالت إنها بحثت طوال السنوات الماضية عن العودة للسينما، ولكنها لم تستطع، بسبب حالها المتدهورة طوال السنوات الثلاث الأخيرة، إلا أنها قررت إنتاج فيلم يوم للستات ، وبالفعل قامت بتصويره كاملًا، ولكن أجَّلت عرضه، وفى خلال هذه الفترة شهدت السينما انتعاشة حقيقية، ووافقت على المشاركة فى فيلم ريجاتا مع مجموعة من الفنانين. النجمة الكبيرة أوضحت أن فيلمها الثالث وهو هز وسط البلد تعرَّض للتوقُّف طوال أربع سنوات بسبب رفض عديد من شركات الإنتاج تنفيذه، ولكنها قررت إنتاجه من أجل السينما، لأنها مؤمنة بالموضوع الذى يناقشه العمل، موضحة أنها تعرف أن عمليات الإنتاج بالنسبة إليها لن تجلب لها مكاسب مادية، بل بالعكس ستعرضها لخسائر، إلا أنها تقوم بذلك حبًّا ودعمًا للسينما، متفائلة بالفترة القادمة، وأن ينتعش الفن أكثر وأكثر من الفترة السابقة. فاروق الفيشاوى الفنان فاروق الفيشاوى أوضح ل التحرير ، أنه انقطع عن السينما منذ فيلم ألوان السما السابعة عام 2007، إلى أن قدّم فيلم القط مطلع هذا العام، متسائلًا وفين الأفلام اللى ممكن الواحد يشتغل فيها؟! ، موضحًا أن ما أبعده عن السينما كعاشق لها أنها لم تكن جيدة طوال الفترة الماضية، ولم يوجد ما كان يتمنى تقديمه بعدما قدَّم أفلامًا كثيرة، منها نسبة كبيرة مستواها جيّد، وتزيد على 60 فى المئة مما قدمه، لافتًا إلى أن ذلك كان يؤرقه ويشغل تفكيره إلى أن وجد المجموعة التى شارك معها فى فيلم القط .