ذكرت جريدة "واشنطن بوست" أن غالبية الأوساط العلمية تعتبر أن ظاهرة الاحتباس الحراري سينتج عنها كارثة محتملة ووشيكة. وأوضحت "واشنطن بوست" -في تقرير عن تغير المناخ- أن الشيء الذي لايمكن الجدال بشأنه هو حقيقة تغير المناخ، وأن المؤمنين بمسألة تغير المناخ سواء كان نتاج للأنشطة البشرية أو نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري، عليهم بقراءة كتابين هامين عن تغير المناخ فيما مضى. وعن الكتابين قالت "واشنطن بوست": الكتاب الأول هو "الفارس الثالث: تغير المناخ والمجاعة الكبرى في القرن ال14 لوليام روزين" يشرح كيف أن المجاعة الأكثر انتشارا وتدميرا في أوروبا كانت نتيجة شكل معقد ومبهم من المناخ والتجارة والصراع لمدة أربعة قرون، ففي بداية القرن لقي 10% من السكان مصرعهم من المحيط الأطلسي إلى جبال الأورال وغالبا نتيجة تغير المناخ. وفقا للكتاب، ففي الفترة الحارة للقرون الوسطى (من نهاية القرن التاسع إلى بداية القرن الرابع عشر) كان نصف الكرة الشمالي أكثر دفئا من أي وقت مضي خلال 8000 سنة ماضية لعدة أسباب لم يتم الإجماع عليها إلا أن المؤكد أن الدفء عمل على زيادة مساحة الأراضي الصالحة للزراعة. ويرى روزين في الكتاب أن أول كثافة سكانية دائمة ظهرت منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية لتزداد معها الحاجة للأراضي صالحة للزراعة وإزالة الغابات وبناء المدن والمصانع وظهور طبقات ثرية جديدة. وبقرب نهاية الفترة الحارة للقرون الوسطى وعند بداية قسوة فصل الشتاء من عام 1309 إلى عام 1312، تمكنت الدبب القطبية من السير على كيس من الثلج من جرينلاند إلى أيسلندا. وفي عام 1315 توالت الأمطار لمدة 155 يوم متتالي، وتم تجريف نصف مساحة الأرض الصالحة للزراعة، كما وصل أكل لحوم البشر إلى المنطقة. ومن هنا، فالسلوك البشري لم يتسبب في تغير المناخ، بل على العكس حيث إن ارتفاع درجة حرارة المناخ هي التي تسببت في التغير السلوكي ثم أدى برودة المناخ إلى تغيرات اجتماعية من التمرد والعدوانية. والكتاب الثاني هو "أزمة عالمية" الحرب وتغير المناخ والكوارث في القرن السابع عشر لجيفري باركر ويوضح باركر في الكتاب كيف أن التعاون بين العوامل السياسية والمناخ نتج عنه ثورات من أوروبا إلى الصين والتي أسماها "الخلاص من الأزمة" وضمت فترة العصر الجليدي الصغير حيث انخفض نشاط البقع الشمسية وازدياد نشاط الزلازل. وفي الفترة من عام 1640 إلى عام 1690 كان الطقس غير عادي وطال أمده لفترة كافية للأخذ في الاعتبار أن التغير في المناخ مرتبط بقوة بالاضطرابات السياسية كما يرى أن انخفاض درجات الحرارة والمجاعة أدوا إلى تقزم المواليد من عام 1675 بنحو 63 بوصة. وأكد باركر أن في منطقة خطوط العرض الشمالية، كل تراجع بنحو 0.5 درجة مئوية في درجات الحرارة في الصيف يقلل من عدد الأيام التي تنضج المحاصيل بنسبة 10% مما يضاعف من مخاطر فشل موسم الحصاد. وأوضح أن رحلة الهجرة من الريف إلى المدن أدت إلى نتائج وخيمة من (أزمات المرض، والتغذية، والمياة، والصرف الصحي، والأسكان، والحرائق، والجريمة، وغيرها) وبالنظر إلى ذلك فليس من الغريب أن المزيد من الحروب وقعت خلال أزمة القرن السابع عشر الميلادي أكثر مما كانت عليه في أى وقت مضى. وهنا نجد أن النتائج التي توصل لها كلا من روزين وباركر متباينة إلى حد ما، حيث اعتقد روزين أن التغيرات المناخية هي التي أثرت في حياة البشر وليس العكس، أما باركر فيرى أن تغير المناخ أثر في البشر وكذلك أثر البشر في تغييرات المناخ، وتعتبر هذه النتائح مهمة ولافتة للنظر ويجب الرجوع إليها للتعرف على الأسباب الحقيقية وراء تغير المناخ.