هاجم عدد من علماء الأزهر تصريحات القيادي بالدعوى السلفية، سامح عبدالحميد، التى دعا فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتوبة إلى الله لأنه ارتكب "معصية"، بزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء أمس الثلاثاء، لتهنئة الأقباط بعيدهم، وحضوره قداس عيد الميلاد المجيد. وقال عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكنيسة نوع من "الود ولم الشمل"، وليس محرمة كما يدعي قيادات الدعوة السلفية، معتبرا أن البلاد تعيش في ظروف عصيبة، ومثل هذه التصريحات لا تصب في مصلحة الوطن، ويتم استغلالها من قبل العدو، لإظهار أن الدولة بها تفرقة عنصرية ودينية وطائفية. وانتقد الأطرش في تصريحات ل"التحرير"، وصف الزيارة ب"المعصية"، قائلا: إن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ومفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام زارا الكنيسة، قبل زيارة الرئيس وإذا كانوا يعلمون أنها "معصية" لما فعلوها، وحذروا الرئيس من فعلها. وأشار إلي أنه يجوز تهنئة الأقباط باعيادهم، و الدين يسر وليس عسر، موضحا أن السلفيين ليسوا متخصصين في شئون الفتوى، وأدعو لهم بالهداية إلي الطريق المستقيم. من جهته أعتبر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، تصريحات القيادي السلفي ب"شاذة"، ومكانها "سلة القمامة"، مضيفا أن الدعوة السلفية تتبع الفكر التكفيري والمتطرف. وقال كريمة في تصريحات ل"التحرير" إن تهنئة الأقباط بأعياد ميلادهم نوع من البر الذي أوصى به رسول الله نحو الأقباط، مشيرا إلي أن رسول الله شارك يهود المدينة فى احتفالاتهم بالصيام لنجاة سيدنا موسي المعروفة ب"عاشوراء"، وأصبحت سُنة متبعة إلي يوم القيامة. وأكد كريمة، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكنيسة تعتبر موقفا وطنيا، يدل على فهمه الواعي للمواطن، وعدم التفرقة بين المواطنين في دولة مدنية حديثة، معتبرا أن الزيارة يتشرف بها المسلمون قبل المسحيين، وتجسد روح التسامح والإنسانية والوسطية في واقعة غير مسبوقة من رؤساء الدولة من قبل. وطالب أستاذ الشريعة بالأزهر، الجهات المعنية برفع دعوى قضائية ضد مثيري الفتن الطائفية من مشايخ الدعوة السلفية، الذين يحتقرون "الشريعة المسيحية". ويشار إلي أن سامح عبدالحميد، القيادي بالدعوة السلفية، استنكر زيارة الرئيس السيسي إلى الكنيسة، معتبرًا زيارته تغذية للإرهاب والتكفير، واصفًا إياها ب"المصيبة". ونصح عبدالحميد الرئيس السيسي، بالتوبة إلى الله عما فعله، وأن يختار كل من، نائب الدعوة السلفية ياسر برهامي، الداعية السلفي محمد حسان، مستشارين يستفتيهما في الأمور الشرعية، لما فيه صالح للبلاد.