حوار- محمد البرمي: على الدولة فتح باب الحوار مع الإسلاميين إذا تراجعوا عن العنف الباحث فى شؤون التيارات والحركات الإسلامية، كمال حبيب، يطرح رؤية فى ما يخص وضعية التيارات الإسلامية حاليا فى مصر، فهو يعترف بالأزمة الحقيقية التى يواجهونها، ويعترف بانحسار الشعبية، ورفض قطاعات واسعة من الشعب لهم، لكنه فى الوقت ذاته، لا يستبعد وجودهم نهائيا، بل يطالب الدولة بفتح المجال لعودتهم إلى الساحة السياسية مرة أخرى، ويحذر من أن غلق الباب أمامهم تمامًا سيؤدى إلى توالد تيارات العنف والإرهاب بشكل متزايد. ■ هل أنت مع طرح البعض أن الإسلام السياسى انتهى؟ وكيف ترى الوضع القائم بالنسبة إلى الإسلاميين حاليا؟ - فى البداية زعم البعض اختفاء تيار الإسلام السياسى من المشهد العام خاطئ ، ولا يمت إلى الواقع بصلة. للحقيقة هناك انتشار مكثف للتيارات الإسلامية فى كل الدول المجاورة، وليس كما يظن البعض أنها اندثرت ، صحيح أن الإسلام السياسى يمر بأزمة حقيقية، لكن مع ذلك لا يمكن التسليم بأنه انتهى ، فالأفكار لا تموت، والتيارات الإسلامية موجودة، ولها أنصار فى كل مكان، ومهما واجهت من ضعف أو رفض ستعود بأى صورة من الصور. وكل التجارب السابقة تؤكد ذلك، فهم يمثلون قطاعا كبيرا، ولا يمكن القضاء عليهم أو استمرار محاولات قمعهم، ومنعهم من ممارسة حقوقهم السياسية. الملاحظة التى أثيرها هنا، وهى نصيحة للدولة، أن الضغوط التى تمارس على الجماعات الإسلامية، التى تركت العنف سيؤدى إلى ظهور كبير للجماعات المتطرفة، وعلى الدولة إعطاء مساحة للإسلاميين، وتقويم أدائهم حتى لا يتجهوا إلى العنف. ■ وهل تعتقد أن الدولة من الممكن أن تسمح مرة أخرى بعودة الإسلاميين إلى الساحة السياسية؟ - لعبة السياسة لها حساباتها، التى تتغير كل فترة، والدولة المصرية رفضت الإسلاميين فى عهد الرئيس عبد الناصر، ثم اعتمدت فى فترات من تاريخها على التيار الإسلامى فى مواجهة التيارات الأخرى فى عهد الرئيس السادات، ووافقت الدولة، بل ساعدت الجماعة الإسلامية، فى عمل مراجعات فكرية، الإسلاميون فى مصر حاليا عددهم كبير. ■ هل تعتقد أن الإخوان سيقومون بعمل مراجعات فكرية؟ - كل التيارات السياسية بما فيها الإخوان عليها بعمل مراجعات فكرية، كى تستطيع استيعاب الآخر. الإسلام السياسى حاليا يواجه محنة كبيرة ورفضا شعبيا واسعا، ولن يكون المستقبل سهلا بالنسبة إلى تيار الإسلام السياسى فى مصر، فجماعة الإخوان مطالبة من الآن بعمل مراجعات على أفكارها وإعطاء الشباب فرصة حقيقية للظهور، وأخذ دور داخل الجماعة، وعليها أن تعى جيدا أن التظاهرات والعنف لن يولدا إلا العنف. وإذا أرادت الجماعة أن تستمر فعليها أن تراجع نفسها، وتصحح من أوضاعها، وتتخذ خطوات جادة نحو الإصلاح والمراجعة، وعلى الدولة أن تفتح بابا، وألا توصد كل الأبواب أمام الجماعات الإسلامية، خصوصا البعيدة عن ممارسة العنف، لأن إغلاق الباب أمام المعتدلين سيتسبب فى ظهور كثير من الجماعات المتطرفة. ■ بالعودة إلى المراجعات الفكرية.. هل تعتقد أنها ستنجح خصوصا أن التجربة السابقة مع الجماعة الإسلامية فشلت وعادوا إلى العنف؟ - خروج بعض الأشخاص عن المراجعات الفكرية ليس معناه أن الكل لم يعد ملتزما بها.. هذا كلام غير صحيح، لدينا الكثير من قيادات الجماعة الإسلامية لا يزال ملتزما بها وبعيدا عن العنف، أمثال الدكتور ناجح إبراهيم وكرم زهدى، وهم متمسكون بها، وطالبوا بضرورة تطويرها بمساعدة الأزهر الشريف، ولو قام الأزهر بالدور الصحيح وإعادة نشر هذه المراجعات وإزالة الغبار العالق بها لقضت بشكل كبير على الإرهاب فى فترة عانت مصر منها كثيرا، وعلى الأزهر والإعلام تسليط الأضواء على تلك الكنوز الفكرية وتبصير الشباب بها. ■ وماذا عن فرص الدعوة السلفية وحزب النور الفترة القادمة؟ - الدعوة السلفية استفادت من التجربة الديمقراطية، وتعلمت منها، وهم بعيدون عن العنف، وأعتقد أن فرصهم بالمقارنة بباقى الأحزاب الإسلامية أفضل كثيرا، وهم يراهنون على الانتخابات البرلمانية القادمة، وأعتقد أنهم سيحصلون على نسبة جيدة لن تقل عن 10% من مقاعد البرلمان الجديد.