«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبل حركات الإسلام السياسى بالوطن العربى
نشر في أكتوبر يوم 02 - 02 - 2014

تحت عنوان «مستقبل حركات الإسلام السياسى فى الوطن العربى» أقام المركز العربى للبحوث والدراسات مؤتمرا موسعا على مدار ثلاثة أيام بحث فيه المشاركون عناصر ومحاور مختلفة تلخص الوضع الراهن لحركات الإسلام السياسى والجماعات الإسلامية، وتستشرف مستقبل هذه الحركات من خلال دراسة مقارنة لتجارب هذه الحركات الإسلامية فى عدد من البلدان العربية.
بدأ المؤتمر بكلمة ألقاها الكاتب الصحفى عبد الرحيم على رئيس المركزحيث رحب بالحضور وخص الأشقاء العرب الذين جاءوا من مختلف دول الوطن العربى لحضور المؤتمر قائلا: كلنا آذان صاغية للتعرف على تجارب بلدانكم فى التعامل مع حركات الاسلام السياسى، واستعرض على خلال الكلمة مراحل تطور المركز منذ نشأته عام 1998م كأحد مراكز التفكير العلمى المستقل، إلى أن أصبح مجاله ممتدا إلى دراسة النظريات الاجتماعية وتناولها بالرصد وتفسير وتحليل سلوك الجماعات الدينية، وأضاف أنه فى عام 2012 م تم دراسة الأيديولوجيات التى تتبناها الحركات الاسلامية، كما أكد أن المركز يمتلك أكثر من 2 مليون وثيقة عن حركات الإسلام وأن دراسات الاسلام السياسى هى العمود الرئيسى للمركز.
وقال السيد ياسين مدير المركز العربى للبحوث والدراسات : نحن نبنى على خبرة عدة منتديات ومراكز بحثية مثل مركز البحوث السياسية بجامعة القاهرة والذى أسسه الدكتور على الدين هلال, ومنتدى الفكر العربى الذى تولى أمانته العامة الدكتور سعد الدين إبراهيم,وعلى تراث مركز دراسات الوحدة العربية,ونأمل من خلال هذه المناقشات وهذا المؤتمر فى تقديم رؤية معرفية جديدة تضيف لتراث العلم الاجتماعى.
وأضاف ياسين: لقد فشلنا فى المجتمع العربى فى احترام الحداثة الفكرية والتى تعنى ان العقل هو المحك فى الحكم على الأشياء وليس النص الدينى, وهذا هو سر التقدم الاوروبى , فنحن لم نستطع ان نتجاوز عتبات الحداثة الفكرية, فالمثقفون العرب الذين حضروا ندوة «ازمة التطور الحضارى فى الوطن العربى» خلصوا إلى ان الحرية أساس والأصالة الحضارية أساس وهذا المعنى الذى قد يبدو بسيطا ولكنه يحتاج إلى بحوث ودراسات حتى نعرف كيف نؤلف بين الحرية السياسية والأصالة الفكرية والعدالة الاجتماعية.
وفى سياق متصل اكد ياسين ان المثقفين استشعروا خطر افكار هذه الجماعات على المجتمع, والتى اسقطها كلها الشعب المصرى بضربة واحدة باسقاط النظام الاخوانى المستبد, ونحن فى هذا المؤتمر لدينا مهمة اساسية وهى دراسة كل جوانب التيار السياسى, بالاضافة الى النقد المعرفى الدقيق لهذه الحركات واتمنى ان نتحدث فى المؤتمر القادم عن اشكالية الدين والسياسة فى الوطن العربى وان نمارس النقد الذاتى ونسأل انفسنا لماذا اخطأنا فى تحقيق التأليف الخلاق بين الحداثة والاسلام.
وأضاف د. محمد حافظ دياب استاذ العلوم الاجتماعية بجامعة بنها ان المدخل أو المنطلق للبحث عن البداية لهذه الجماعات السلفية يتمثل فى معرفة احمد بن محمد جعفر الطحاوى الحيفى. صاحب كتاب العقيدة السلفية الطحاوية ,الذى تحول الى منهج دراسى موصول بجامعة المدينة المنورة, فهناك من يرى ان احمد بن حنبل هو رائد هذا الاتجاه , وهذا غير صحيح فاحمد بن حنبل رائد الحنبلية وليس صحيحا وجود تشابه بين السلفية والحنبلية رغم ان ابو جعفر الطحاوى قد جاء بعد وفاة ابن حنبل لكن المسألة هنا ليست بالأسبقية الزمنية, فالطحاوى ولد عام227هجرية وتوفى 321هجرية, وعاصر ضعف الخلافة العباسية والتواصل بين الحنابلة والمعتزلة وبين اصحاب المعقول واصحاب المنقول,مما زاد فى حيثية الخطاب السلفى والحركة السلفية, بمقتضى ان هذه الحركة اعتبرت نفسها وريثة لما قدمه لها احمد بن حنبل وتلامذته من بعده, بمعنى ان كتاب العقيدة الطحاوية صار هو «المانيفيستو» الذى تسيرعليه الجماعات السلفية فى غالبها الأعم.
واضاف دياب ان الخطورة فى ذلك ان الطحاوى قدم رؤية عجيبة للفصل بين المعقول والمنقول, فالحقيقة اننا إزاء خطاب فقهى لاهوتى يرفض العقل , والخلاصة ان هذا الكتاب هو كتاب منحول. وفى تصريحات خاصة ل «أكتوبر» قال دياب: هناك احتمالات وسيناريوهات كثيرة بعد إقصاء جماعة الإخوان المسلمين منها أن تمارس فاعليات إجرامية على مستوى الجمعيات والتنظيمات الإرهابية وهناك احتمال آخر هو اشتداد الهجمات العنيفة من قبل الجماعة وربما تكون هذه الهجمات فى النهاية مردودا عليها لأنها تعرف جيدا ومنذ عام 1954 كان الصدام مع الدولة ليس فى صالحها على الإطلاق.
وأضاف ان المراجعة الفكرية للجماعة أصبحت مشبوهة خاصة بعد ما قامت بمراجعة أفكارها وأيديولوجياتها فى نهاية التسعينيات من القرن الماضى وتحولت بعد ذلك ولم يعد لها بديلا سوى العنف, مؤكداً أننا نحن لسنا بحاجة إلى محاولة من أى فصيل من فصائل حركات الإسلام السياسى أن يقدم لنا «طعاما مغشوشا» بما يسمى المراجعات الفكرية.
ويرى أن الحل الأمثل لهذه الجماعات إن تتعايش مع كافة التيارات والاتجاهات فى إطار مشروع ديمقراطى تعددى وهذا المشروع ليس بحاجة إلى اختراع جديد وإنما يندرج تحت مظلة الحركة الوطنية المصرية ومنذ بداية الوقوف امام المحتل الفرنسى فى نهاية القرن الثامن عشر مرورا بثورة عرابي ثم ثورة 19 وثورة 52 ونحن نمتلك تراثا حيا تستطيع من خلاله صياغة هذا المشروع.
وشدد على أهمية دور الأزهر الوسطى المعتدل إذ يمكن ان يقاوم هذه الحركات العنيفة المتشددة وذلك باعتباره بوتقة لكافة القوى الاجتماعية فى مصر، فضلا عن انه يمتلك صدى ربما لا تستطيع اى قوى دينية أخرى أن تقدمه، إضافة إلى ان تراث الحركة الوطنية يؤكد ان الأزهر كان فى طليعة المقاومة سواء ضد الفرنسيين أو الانجليز فى عهد عرابى مع ثورة 1919 لذلك ولكل هذه الحيثيات يمكن ان يعول على الأزهر على الأقل فى تقديمه خطابا دينيا معتدلا نحن فى أمس الحاجة إليه راهنا.
تعدد السلفيات
ومن جانبه يقول المهندس صلاح عبد المعبود عضو الهيئة العليا لحزب النور ل «أكتوبر» أن مشكلة مصر الآن هى تعدد السلفيات وهذا أمر لا يمكن إغفاله وهناك بالفعل أركان متعددة من السلفيات منها سلفية الشيخ والتلميذ والسلفية الجهادية والسلفية الحركية والعلمية أيضا سلفية الإسكندرية التى انطلق منها حزب النور.
ويقول الكاتب والمفكر د.كمال زاخر القراءة السياسية لا تبدأ من فراغ بل من حيث انتهى الآخرون وان تجربة الإسلام السياسي تمر بنفس المرحلة التى مرت بها التجربة المسيحية السياسية فى أوربا ما بعد العصور الوسطى ولم يكن البديل عن خروجهم إلى الوطن وبالتالى البناء السياسي على أساس دينى نتائجه سلبية لأن لا يمكن البناء إلا على أرض تحتمل البناء والوطن هو الوحيد الذى يستوعب التعدد والتنوع والاختلاف بينما الدين لا يحتمل الصراع خاصة ان الصراع فى الدين دموى.
وأوضح ان المشكلة الحقيقية فى مصر ان المتدين لا يقبل إلا المتدين كما لا يقبل المتدين شخصا فى سياق مختلف عنه وبالتالى إدماج التيارات الإسلامية فى الحياة السياسية من جديد مرتبط بهم وهم الرافضون إلى فكرة التعددية ويعتقدون ان مشروعهم الوحيد فى المطلق سينقذ الوطن ويدفعه إلى الإمام ومن ثم الرفض ليس من المجتمع أو من التيارات المدنية بل من أنفسهم خاصة أنهم يريدون الاندماج على شروطهم ولا يصح على الإطلاق تشكيل أمة على هويتهم لان الاندماج يتم على وفقا لمعايير لصالح الوطن.
وأشار إلى ان العنف المتصاعد من قبل الجماعات التكفيرية سيؤثر على مستقبل التيارات الإسلامية أو الأحزاب ذات الخلفية الدينية خاصة وان حلم الاستحواذ على السلطة ينهار بعد 85 عاما ولكن لا يمكن تجاهل أنهم تمكنوا من مفاصل الدول خلال العام الذى تولوا فيه السلطة والحكم وتم تفريغ المراكز الرئيسية فى الدولة من كوادها والزج بعناصر من جماعة الإخوان المسلمين الا ان إرادة وعبقرية الشعب المصرى كانت أقوى منهم وكانت الصدمة عنيفة بالنسبة لهم فى خروج جموع الشعب المصرى فى 30 يونيو لتصحيح مسار ثورة 25 يناير مما ادى الى رد الفعل العنيف لديهم وهذا الرد يؤكد صدق و الشعب برفضهم وبالتالى هم يكتبون شهادة وفاة بختم الإخوان.
وأكد أن روشتة العلاج الفعلية لادماج هذه التيارات الإسلامية هى القبول بالوطن كما هو، مشيرا إلى أنه كان هناك مؤتمر بالأردن تناول العلاقة بين العلمانيين والإسلاميين وكانت أهم توصياته الثلاث يصدر عن الجماعات وثيقة توضح موقفهم من بعض المصطلحات أهمها ما هو الوطن لديهم والمواطنة ثم الديمقراطية كما نعرفها لا كما يتصورنها ثم موقفهم أيضا من التعددية ومن الآخر فى النوع الاجتماعى والديانة وبالتالى حينما نضع الأساس ونحدد مفهومنا لهذه المصطلحات لا يؤدى إلى خلط الأمور بعضها البعض بينما الأمر الثانى لابد ان كل الأطراف بمن فيهم الإسلاميون يعلنون رفضهم للإقصاء أى لا احد يقصيهم ولا هم يقصون احدا الوطن لكل المواطنين ومن هنا تأتى فكرة عبقرية المواطنة التى تعنى أولا أن نقبل بعضنا البعض على أساس المواطنة ثم ضرورة إدراك التعبير المصرى العبقرى أن الدين لله والوطن للجميع» شعار ثورة «1919 حتى نستطيع النهوض بالوطن.
وحول اسباب مشاركته فى هذا المؤتمر قال الدكتور سعد الدين ابراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية : لابد ان اشارك فى اى مؤتمر فكرى يناقش قضية العصر فى مصر وهى مستقبل الاسلام السياسى ومصير الحركات الاسلامية السياسية وذلك لان الاسلام معنا وسيظل معنا ويتجدد, ولكن نريد له ان يتجدد بشكل مبدع وبشكل ايجابى وبنّاء .
واضاف : نعول على هذا المؤتمر فى وضع مجموعة من القواعد للمشاركة فى الحياة العامة للتيارات الإسلامية وغيرها.
نظرة خبيرة
وعن التيارات السلفية والمشاركة السياسية تحدث الدكتور كمال حبيب الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية مركّزا على الحالة المصرية قائلا : ان التيارات السلفية متشابهة فى كل العالم العربى والاسلامى , فالسلفيون فى مصر مثل السلفيين فى اليمن أو تونس, لكن الحالة المصرية لها خصوصية , وخصوصيتها هى «المركزية» بمعنى تميزها فى التأسيس السلفى واضاف ان السلفية انتقلت من السلفية العلمية إلى السلفية السياسية بعد الثورة واصبحت جزءا من الحركة السياسية فى تونس واليمن , وفى المغرب توجد حالة سلفية لكنها لم تصل المستوى الحزبى واكد حبيب ان من اهم مصادر الفكر السلفى كتاب الاحكام السلطانية والولايات الدينية , وايضا كتاب يعلى الحنبلى ,والمواردى الشافعى فى القرن الخامس الهجرى.
وعلى هامش المؤتمر صرح الدكتور كمال حبيب ل «أكتوبر» بأن الأوضاع الراهنة كشفت أن العناصر التى يطلق عليها الإسلام السياسى هى جماعة كبيرة ومتماسكة ولديها تنظيم وما ينتج عنهم من أفعال غير مقبولة تطرح لدى البعض خطابا إقصائيا ولكننا نرفضه لأن لدينا مسئولية أخلاقية تجاه أبناء هذه الجماعة خاصة أن البعض منهم يريد أن يظل جزءا من الدولة المصرية لذلك لابد من إجراء الحوار معهم إما الإقصاء والإبعاد عن المشاركة فى الحياة السياسية ليس وظيفة الدولة وإنما وظيفتها الحقيقة الاستيعاب ومن ثم الحوار يتم فيه الاعتراف بما جرى فى 30 يونيو أى حوار يؤسس للإسلام المشارك وليس الإسلام المواجهة واعتقد ان جماعة الإخوان مع مرور الزمن يخرجون من خطاب المحنة إلى محاولة البحث عن مخرج لأنفسهم وربما تكون اللحظات الراهنة ليست ملائمة للحوار لكن فى النهاية لابد ان ننظر إلى الرؤى الاستراتيجية لقيام ثورة 25 يناير والتى كانت من أهم شعارها إقامة الدولة المصرية الديمقراطية أى دولة عصرية لا يتجاوز أحد القانون ولا يرفع سلاحا.
وأضاف لذلك لابد من تعزيز هذه الجماعات الإسلامية وحمايتهم من أنفسهم ومن المجموعة المحافظة التى تخضع إلى القرار وتقودها إلى شكل من إشكال الانتحار الآن وأتصور انه ستظهر قوى اجتماعية وسياسية ذات طابع إصلاح جماعى مثل ما حدث فى تركيا وتتراجع عن موقفها المتشددة.
ونوه بأن مشكلة التيار الإسلامي ترجع إلى وجود سلفيات متنوعة ليس لديها عقل مركزي يصنع قرارا للحركة الإسلامية سواء على مستوى السلفية أو جماعة الإخوان أنفسهم وبالتالى نجد تخبطا وعشوائية والتيار السلفي الجهادي فى سيناء يتصور انه يخدم جماعة الإخوان بينما يجعل موقفها حرجا مما يؤدى إلى مزيد من المصادرة على قيام ثورة 25 يناير وحرية المواطنين وكذلك يقطع الطريق أمام حوار محتمل بين الدولة وجماعة الإخوان نتيجة حالة العنف الممارسة، لذلك يحذر من عبء التيار السلفي الجهادي على كل من تصور انه يساعده سواء كان فى العراق أو سوريا وأفغانستان فهو مشروع قتالي ليس لديه عقل سياسي عن لماذا يقاتل.
وأكد ان العنف لا مستقبل له حتى وان بدأ يمثل تحديا فى هذه اللحظة الفارقة لان العنف يحمل فى طياته دمارا للوطن ومن ثم يفقد المشروع السياسى والاجتماعى وثقة الشعب ايضا وبالتالي لا يمكن تجاهله وعلى سبيل المثال حينما ظهر أنصار بيت المقدس إضافة الى صعود التيار السلفي الجهادي فى العراق وسوريا وتونس والمغرب كل يوم نشاهد خلايا جديدة من ثم لا يجب الاستهانة به على الإطلاق ومواجهتم بالحوار وتعديل الجوانب الفكرية المتشددة لديهم وتفتيتها الى جانب الجهود الأمنية.
موضحا أنه لا يمكن لحركة اجتماعية من خلال نضال الحراك فى الشارع تغير أوضاع بلد هناك مسئولية فى وضع خطة استرتيجية توضح ماذا تفعل هذه الجماعات مستقبلا كما أن حينما يكون الحاكم على علم انه سيهزم في المعركة ويقتل كل جيشه يتراجع عن موقفه ولا يقود المعركة وعلى سبيل المثال خالد بن الوليد فى غزوة مؤتة تراجع وقال انتم الفرار وقال الرسول (ص) هم الفرار لأنه اتخذ الموقف الاستراتيجي الصحيح لذا على جماعة الإخوان ان يتحلوا بقدر من الشجاعة ويعلنوا ان هناك أخطاء صدرت منهم وهناك أيضا اتجاه جديد يحفظ به الشباب الذى يقتل من «أبناء الحركة الإسلامية» من أجل وحدة ارض مصر والجيش المصرى لأنه لو انقسم الوطن سنصبح مثل النموذج السورى أو الجزائرى.
ويؤكد ان للأزهر الشريف مسئولية كبيرة فى الفترة القادمة فى ظل صراع الأفكار فى ان يقوم بدوره وهو التأسيس لفكر جديد يصل به الى الشباب الذى لديه طاقة لكنه لم يقرا بشكل كاف وعليه ان يوضح لهؤلاء للشباب ان هناك علاقة بين الإسلام والدولة وهناك رموز للإسلام المصرى مثل الشيخ محمد عبده وغيره كان نموذجا للإسلام الوسطى البعيد عن التشدد.
ومن جانبه يقول صبره القاسمى القيادى السابق بتنظيم الجهاد ومؤسس الجبهة الوسطية اعتقد ان جماعة الإخوان انتحرت سياسيا وبدأت فى الانهيار الاجتماعى أيضا خاصة بعد رفض كل الشعب المصرى نتيجة ما تقوم به من ممارسات يومية من العنف والإرهاب تؤثر على حياة المواطن المصرى البسيط كما يعتقد أيضا ان يتم عزلهم اجتماعيا بجانب العزل السياسى.
وأضاف: مستقبل جماعة الإخوان فى مصر ووجودها على أرض الواقع على المحك وهما الذين سيحددون ذلك إما ينتهون للأبد أو ان يكون لهم بقية برضاء مؤسسات الدولة والشعب المصرى .
وأوضح إنه لم يكن هناك مشروع اسلامى حقيقى لدى جماعة الإخوان أو ما يعرف بمشروع النهضة وهو ما أشبه « بمشروع الفنكوش» اى وهم المواطنين بمشروع ما لمجرد تحقيق مكاسب لهم خاصة وان أعضاء جماعة الإخوان لا يمتلكون آليات وأدوات صنع مثل هذا المشروع وعندما اكتشف الشعب المصرى الحقيقة سار ضدهم،
كما أوضح ان هناك مشكلة كبيرة بالنسبة للتيارات الدينية فى مصر وحينما كان معتقلا فى السجن كان فى كل غرفة 40 شخصا وكنا نصلى صلاة الجماعة مكونة من 6 إلى 7 مجموعات فى غرفة واحدة سواء (إخوان ، تكفير جهادي ) وهذا السيناريو كان يريد الإخوان ان يطبقونه فى مصر بتقسم مصر على أيدهم إلى تيارات دينية ذات أيدلوجيات معينة داخل السياسة والحكم ومن ثم يتمزق الوطن ويتحول إلى قطع متناثرة كل حسب تفكيره مثل ما يحدث فى سوريا والعراق.
وأكد أن جماعة أنصار بيت المقدس لا وجود لها إلا فى مثل هذه الأيام وتعد أحد الأوجه الأخرى لتنظيم القاعدة التى قامت بأيدلوجية جديدة عن طريق التفاعل مع الشباب خاصة بعد ما اتخذت القاعدة صورا فى ذهن المواطن المصرى بأنها جماعة إرهابية فانبثق عن تنظيم القاعدة أنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة وكتائب الفرقان والذئاب المنفردة كل هذه مسميات تحت ما يسمى الإطار الفكرى والعقائدي لتنظيم القاعدة وبالتالى ما تتخذه القاعدة سيؤثر على التيارات الإسلامية المعتدلة ولا اخفي سرا ان كل التيارات الدينية معرضة للانخراط فى هذه التنظيمات خاصة فى الوقت الحالى من تاريخ مصر.
وأوضح ان الخطاب الذى توجهه جماعة الإخوان الى الشارع المصرى خطاب «المصدوم» والدليل على ذلك التحالفات التى تمت بينها وبين عدد من الإيديولوجيات التى كانت تختلف معها فى السابق ولكن حدث اتحاد مع البناء والتنمية والجماعة الإسلامية وحزب الوسط إلى أخره من الأحزاب التى لها مرجعية دينية وإذا نظرنا إلى الحوادث التى ارتكبت فى الآونة الأخيرة سنجد ان وراءه عناصر من تنظيم القاعدة يطلق عليها أنصار بيت المقدس وعناصر من الإخوان وفى بعض الأوقات اشتراك عناصر من حازمون او أحرار وعناصر خرجت من تحت عباءة الدعوة السلفية او الأحزاب التابعة لها والأخطر من ذلك اننا امام غزو فكرى حضارى خارجى يعد له منذ عام 2000 يعتمد على فكرة الفوضى الخلاقة والتى كانت تدعو إليها كونديليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس الامريكى السابق جورج دبليو بوش وصاحبة الكتاب الشهير الفوضى الخلاقة .
ويرى ان الوطن العربى يعانى من حرب تكفير من الجماعات الإسلامية المتشددة بداية من العراق وما يحدث فيها وسوريا بمسمى «داعش» التى هى من اشد الجماعات الإرهابية تكفيرا وتنفيذا على الأرض من حيث الجرأة والكفاءة القتالية والأعمال الإجرامية وتحلم ان تدخل مصر بالفعل ولها امتداد من تستطيع من خلاله ان تأتى لمصر من باب رد الجميل ما بين الجهاديين الذين كانوا معهم فى أفغانستان وألبانيا.
رؤية مختلفة
وحول رؤى حركات الاسلام السياسى للهوية قال الدكتور قدرى حفنى استاذ علم النفس بجامعة عين شمس : ان هناك اكثر من مليارى مسيحى فى العالم , وحوالى مليار مسلم , وعدة ملايين من اليهود , ولو اننا ركزنا الصورة على المليار مسلم فسنجد انهم ينقسمون الى أربعة انواع , الاول يكتفى بالهوية ولايمارس الدين, والثانى يمارس الدين داخل ذاته ولا يتخطاها . اما الصنف او النوع الثالث فيتخطى تدينه حدود ذاته من خلال مشاركته فى النشاطات او الجمعيات الخيرية , لكن الصنف الرابع وهو ما يعنينا هنا هو الذى يمارس السياسة من منطلق دينى.
وأضاف ان الذى يجمع الحركات الاسلامية رغم وجود السنى والشيعى والسلفى والاخوانى , هو التسليم بفكرة اقامة دولة تجمع المسلمين , وتجمع كلمتهم ولكنهم يختلفون حول التطبيق ومدى امكانية تحقيق ذلك فى الوقت الحالى , وهل سيكون بالقوة ام بالاقناع , وهم يعبّرون عن تلك الفكرة بكلمة امة اسلامية , ويعتبرون ان الحدود بين الدول هى حدود مصطنعة.
وفى الاطار ذاته قال حفنى: عندما ظهر فى الثلاثينيات كتاب يحمل اسم لماذا انا ملحد لم يقتل صاحبه الدكتور اسماعيل ادهم , ورد عليه المخالفون بكتاب لماذا انا مسلم , ولم يتجاوز الحوار ابعد من ذلك المدى , حيث قوبلت الفكرة بالفكرة والرأى بالرأى والكلمة بالكلمة , اما اليوم فهناك فصيل يحول الفكرة الى ممارسة فعلية بمعنى انه يقول يجب علىّ ان اخضع الاخرين لفكرتى لانهم لن يقتنعوا الا اذا حاربتهم من اجل ذلك
واضاف حفنى : ينبغى ان نسأل انفسنا لماذا نرى مجاهدا من بلجيكا فى سيناء او العراق او سوريا , كيف تمت تنشئته وتجنيده فى بيئة تذوب فيها الحدود, والاجابة ستجدها فى كتاب (الجهاد فى الغرب ...صعود التيارات السلفية المقاتلة) لصاحبه «فريزر ايجرتون « والذى يرى ان اسلوب التجنيد قد تغيّر , حيث اصبحت بدايته هى تعاطف شخص ما مع جماعة معرضة للاضطهاد او المظلومية , فاذا نجح شخص او جماعة فى تصوير نفسها بانها مظلومة او معرضة للقهر فانها ستجد من يتعاطفون معها ويكونون جماعة افتراضية يسهل استمالتها وتجنيدها .
من جانبه قال الدكتور واثق الهاشمى رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية ل «أكتوبر» ناقشنا من خلال المؤتمر قضية مقارنة وضع الاحزاب الاسلامية التى بدأت تتنامى فى المنطقة , وتتخذ لاول مرة زمام الامور ودفة السلطة , لكن مع الاسف الشديد وحسب التجارب التى رأيناها فى كل الدول التى تم بحثها انها اخفقت ولم تنجز شيئا وحاولت اقصاء الاخرين وتعاملت معهم بديكتاتورية , كما انها لم تحاول ان تجد لها استراتيجية واضحة المعالم بشأن الوضع الاقتصادى او الامنى او الاجتماعى رغم قضائها لوقت كبير فى المعارضة , فنحن لم نر منهم سوى التنافس على السلطة والصراعات ,ورغم ذلك لايمكن لاحد ان يقصيها , لكنها مدعوة بقوة لاعادة النظر فى الأخطاء الجسيمة التى ارتكبتها فى الفترة الماضية , فأنا ضد قضية الاقصاء او التهميش , واعتقد ان اليوم صار المجال مفتوحا ويستطيع المواطن ان يحكم ويفصل بين الخطأ والصواب , فالتجربة كانت مريرة ومفعمة بالآلام والخسائر الكبيرة جدا , حيث هدمت البنى التحتية و دولة المؤسسات ,لذلك فانا اعتقد ان مشاركتهم يجب ان تكون مفتوحة وبالتالى سيختار المواطن الافضل .
واضاف الهاشمى: على الجميع وليس الاسلاميين فقط مراجعة انفسهم فى كيفية تقديم افضل الخدمات لهذا الوطن ولهذا الشعب , باعتبار ان الشعوب العربية مرت بمراحل مؤلمة كثيرة , لذلك فاعادة البسمة لهم ضرورية جدا.
وفى كلمته اكد ان القوة الدينية الاسلامية فى العراق هى وليدة القرن العشرين , حيث بدأت فجأة بالتعبير عن العنف ولم يكن الشعب العراقى يعرف عنها شيئا قبل ذلك, ولو تم تقسيم العراق سيتحول الى 18 جمهورية , فالصراع العراقى الان اصبح مملا للعراقيين.
بينما قال د.حيدر إبراهيم على مدير مركز الدراسات السودانية انه حرص على المشاركة فى هذا المؤتمر لاهتمامه الشديد بالحركات الإسلامية مشيرا إلى العديد أن له من المؤلفات بالنسبة للحركات الإسلامية فى السودان وخارجها من بينها (التيارات الإسلامية بين الديمقراطية، السودان وأزمة الإسلام السياسي «الجبهة الإسلامية نموذجا»، سقوط المشروع الحضاري، أيضا عندما يحكم الإسلاميون، السودان وتحديات الدولة الحديثة) وقام بدراسات مشتركة حول أداء النظام الإسلامى فى السودان لمعرفة أوجه التشابه بين مصر والسودان قائلا المرجعية واحدة عند تعاملهم فى الحكم ويعتبرونه شكلا من أشكال التمكين الالهى التى من المفترض تداول سلمى للسلطة فهناك مشكلة حقيقية فى الحكم الدينى فى أنهم يعتبرون الانتخابات أيضا وسيلة للتمكين وليس للتداول.
ويرى ان موقف الإخوان من الديمقراطية غير حقيقي وتعد آلية للوصول للحكم والسلطة وعلى سبيل المثال فى السودان نظام الحاكم عام 1989 كان لديه 51 نائب فى البرلمان وكان يمثل القوى الثالثة ومع ذلك قام بانقلاب ضد البرلمان لذلك نتفق جميعا ان موقفهم تجاه الديمقراطية موقف انتهازي وانتقالي للوصول الى السلطة بل لا يعترفون بها ، وعن مستقبل الحركات الإسلامية فى ضوء التطورات التى حدثت من عنف وإرهاب خاصة فى مصر قال: من سوء حظهم أنهم جاءوا فى قمة فترة العولمة لذا كانوا مطالبين ان يجيبوا على أسئلة كثيرة يصعب عليهم الإجابة عنها بمعنى كيف يمكن لهم فى القرن الحادي والعشرين ان يقيموا دولة دينية فإذا كان لديهم إجابة يكون لديهم مستقبل والعكس صحيح اذا لم يكن فليس لديهم مستقبل خاصة انهم لا يمتلكون رؤية واضحة ومحددة المعالم بل شعارات لا أكثر من ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.