مع حلول مناسبة المولد النبوي الشريف، اعتاد الشعب المصرى، على الإقبال على شراء "حلاوة المولد"، والعرائس والأحصنة للأطفال، وتعم فرحة كبيرة داخل البيوت، لكن هذا العام، تلاشت الفرحة، نظراً لعزوف الكثير من المواطنين عن شراء "حلاوة المولد"، لارتفاع أسعارها بصورة مبالغ فيها، والاكتفاء بالفرجة فقط. "التحرير"، فى جولتها على بعض شوادر بيع "حلاوة المولد"، بمحافظة القليوبية، كشفت أن الحالة الاقتصادية، التى تمر بها معظم الأسر، أثرت بشكل كبير على عملية البيع والشراء، وشهدت الشوادر التى تقام بعدد كبير من مدن المحافظة، خاصة بشبرا الخيمة والقناطر الخيرية وشبين القناطر وبنها، ركودا فى حركة البيع والشراء، بسبب ارتفاع الأسعار. فى البداية، اتهم سعيد عبدالعزيز "مدرس"، التجار بأنهم لا ينظرون إلى الظروف الاقتصادية الصعبة، التى تمر بها غالبية الأسر، ولا يهمهم سوى المكسب، ورفعوا أسعار الحلاوة هذا العام، بشكل جنونى، فاق قدرة المواطن الغلبان، مشيرا إلى أن كيلو الحلوى من النواشف يتراوح سعره بين 40 و45 جنيهًا، وكيلو المربات والملبن يتراوح بين 50 و55 جنيهًا، بينما ترتفع أسعار أنواع المكسرات الأخرى، من البندقية واللوزية والفستقية إلى ما بين 80 و100 جنيه للكيلو الواحد، ومنها أقراص ب 22 جنيهاً للقرص، لذا يفكر، بشكل كبير، فى عدم الشراء هذا العام. ويقول هانى شعبان "موظف بإحدى شركات القطاع الخاص، إن أسعار "حلاوة المولد" هذا العام "نار"، فقد ذهبت لأكثر من تاجر، وأكثر من شادر لكى اشترى علبة في حدود إمكانياتى المعقولة، لكننى ففوجئت بالارتفاع الجنونى للأسعار، بصورة مبالغ فيها، حيث وجدت أسعار علب الحلاوة الشعبى من 60 إلى 70 جنيهاً، والفاخرة "اللى ممكن تتاكل" تبدأ من 120 جنيهاً، لذا قررت أن اشترى كمية صغيرة "لتفويت المناسبة والسلام ". أما الحاجة أم جمال "ربة منزل"، فأكدت أن القرى مازالت تحتفظ بعادات وتقاليد الأجداد، بشراء العروسة والحصان الحلاوة، الموجودين غالباً فى بعض الأسواق الأسبوعية، مشيرة إلى أنهم اعتادوا شرائها لأطفالهم، وعدم شراء "العرائس البلاستيك"، التى ظهرت فى العصر الحديث بأسعار باهظة، حيث فوجئت بارتفاع سعرها بشكل كبير هذا العام، فالعروسة البلاستيك بما فيها من زينات يتجاوز سعرها 120 جنيهاً، إن كانت بالحجم الكبير، وما بين 50 و75 جنيهاً للأحجام الصغيرة. ولم يختلف حال التجار عن المستهلكين، فالجميع يشتكى ارتفاع الأسعار، فيقول أحد البائعين بشارع عرابى بشبرا الخيمة: ننتظر موسم المولد النبي كل عام، لبيع الحلوى، وتحقيق بعض المكاسب، ولكن هذا العام الحال اختلف تمامًا، بعد ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة في صنع الحلاوة، بنسبة كبيرة، وتسبب ذلك فى رفع أسعارها، وعزوف المواطنين عن الشراء، مشيرًا إلى أن حركة البيع والشراء مازالت ضعيفه حتى الآن وليست كما كان متوقعا، وغالبية التجار يأملون أن تتحسن الأحوال خلال الأيام القليلة القادمة، وإلا ستكون خسارتهم كبيرة. وفى سياق متصل، قال السيد موسي، رئيس حى غرب شبرا الخيمة، فى تصريحات خاصة ل "التحرير"، إن العام الحالى شهد إقبالاً من قبل تجار حلاوة المولد، على إقامة الشوادر، حيث يصرح للمساحة "2متر X 5متر"، مقابل رسوم تقدر ب 2500 جنيه، و"2متر X 2متر" ب 2000 جنيه، بشرط ألا يتسبب الشادر أو الفروشات، فى إعاقة حركة المواطنين أو السيارات أو حدوث ارتباك بالشارع. ومن جانبها، تواصل أجهزة الرقابة التموينية بالقليوبية، بالتنسيق مع أجهزة المدن والوحدات المحلية، شن حملاتها المكثفة على الشوادر والمصانع والمحلات الخاصة ببيع "حلاوة المولد النبوي"، بمراكز المحافظة، للاطمئنان على سلامتها وأخذ عينات وإرسالها إلى المعامل، لبيان مدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمى.