سيادة وزير الداخلية.. أُدرك جيّدًا حجم الجهد الهائل، الذى تبذله وزارة الداخلية، فى مقاومة الإرهاب، والتصدى للجريمة، وحفظ الأمن فى مصر، ولهذا، ولأننى آمل فى تحسين الصورة الذهنية لرجل الشرطة، لدى المواطن العادى، فقصة زوجة الطبيب، التى أهانها ضابط شرطة، على هذا النحو المبتذل المستفز الوقح، والتى ظهرت على شاشة التليفزيون، وجعتنى قوى.. قوى.. قوى. وجعتنى لأن ضابطًا يستحق العزل من الشرطة، أساء بقلة أدبه وغطرسته وانعدام تربيته لجهاز الشرطة وللنظام كله. ووجعتنى أكثر، لأنه واصل تجاوزاته وقلة أدبه فى قسم شرطة، شاركه جريمته وتواطأ معه، فقط لأنه ضابط شرطة، كأن الشرطة عصابة تبلطج على الشعب، ولها حق تجاوز القانون، الذى من واجبها حمايته. أنت المسؤول عن جهاز الشرطة يا سيادة الوزير، وهذا يعنى أنك راع، ومسؤول عن رعية، أساء إليها ضابط شرطة منحرف مختل العقل والأخلاق، وما معنى صراخه فى وجهها بأنها تشتم ضابط شرطة؟! لو أنه يقف أمامى الآن لشتمته بالأب والأم أيضا، لأنهما لو أحسنا تربيته، لما فعل ما فعله. سيادة وزير الداخلية.. أنا حريص بشدة على الصورة الذهنية لرجل الشرطة فى هذه المرحلة، التى تبذل فيها الشرطة العطاء والدم والروح فى سبيل الوطن، ولكن عندما تظهر بؤرة مريضة فى الجسد، فإن استئصالها يحمى الجسد كله، ولو أن الشرطة تعلّمت حقا من أخطائها، فهى تدرك ولا شك أن أفعالًا كهذه مهّدت لثورة يناير. سيادة وزير الداخلية. السيّدة المحترمة، التى أهانها ضابط غير محترم من ضباطك طالبت بحقها، والسيد رئيس الجمهورية لم يتردّد فى الاعتذار شخصيا لسيّدة مثلها، تعرّضت للأذى فى ميدان التحرير، فماذا عنك؟! الاعتذار يا سيادة الوزير يكون باستئصال ذلك الضابط الفاسد المنحرف، وكل من تواطأ معه فى جريمته من جهاز الشرطة، لكى لا يمتد المرض إلى باقى الأجزاء. ولو أن الأمر بيدى، لجعلت هذا الضابط الحقير، وكل القسم الذى تواطأ معه عبرة للباقين، ولأثبت للشعب أن الشرطة قد استفادت بالفعل من أخطائها، وأن ما كان لن يعود، وهو ثمن بخس، تدفعه الداخلية، لتربح احترام الشعب كله، ولتثبت فى عيدها الوشيك، أنها درع الشعب وسيف جبهته الداخلية، وليست عدوًّا له، وإلا فلا فائدة من أى جهود لتحسين الصورة، فى وجود ميكروبات ضارة، مثل ذلك الضابط الأحقر من أحقر مجرم، والذى سوّلت نفسه المختلة له، أن الرتبة التى يحملها هى تصريح بتجاوز القانون والإساءة إلى المواطنين.. أما من تواطأ وتعاون معه من القسم، ممن سيّدوا زميلهم على الحق والقانون، فهم يحتاجون إلى صفعة ترجّ كيانهم، ليفيقوا من غيبوبتهم، ويدركوا طبيعة دورهم، والصفعة إما أن تأتى من الداخلية على أقفيتهم، وإما من الشعب للداخلية.. ولو بعد حين.