طالب الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عضو مجمع البحوث الأسلامية بالأزهر، رئيس الاتحاد العربى للأوقاف، بالتصدى للإرهاب من خلال مواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة والتواصل والحوار، مقترحًا عقد اجتماع دوري لوزراء الأوقاف بالدول العربية من خلال الجامعة العربية وبالدول الإسلامية لتبادل الرؤى والخبرات وتعزيز دور المؤسسات الرسمية في العمل الديني وإبعاد الدين عن الأغراض الحزبية والمذهبية والطائفية. وأكد وزير الأوقاف استعداد المسلمين للتواصل والحوار مع العالم كله بصرف النظر عن الدين والجنس بشرط أن يكون على أسس الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب واحترام الخصوصيات الشرقية بلا فرض أى ثقافة من طرف على آخر، مشيرًا إلى المشتركات الإنسانية المتعددة في الشرائع السماوية والتي تركز على العمل الخيري والإنساني لنعمل على المشترك الإنساني والقيم مع غير المسلمين، وأكد أهمية التعاون بين علماء الدين الإسلامي فيما نتفق عليه في وتجنب أى خلاف. جاء ذلك في كلمة وزير الأوقاف خلال الجلسة النقاشية التي عقدت على هامش المؤتمر العالمي حول دور المرأة في العمل الخيري، الذي تنظمه الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، وترأسها الدكتور عادل الفلاح وكيل وزارة الإوقاف الكويتية وبحضور المهندس صلاح الجنيدى رئيس هيئة الاوقاف المصرية والمشاركين بالمؤتمر. وأكد وزير الأوقاف أن إطعام كل جائع ومداوة كل مريض وانصاف المظلوم وزواج واسكان الشباب مسئولية تضامنية بين الحكومات والشعوب والمجتمع المدنى لو قام بها احد سقطت عن الاخرين وهى من فروض الكفايات التى أقرها الإسلام، مشيرًا إلى أن تعفف غير المحتاجين والحرص على إخراج الزكاة والعمل للقادر يحقق العدالة بالمجتمع مبينا أن العمل الخيرى يكون بين الوجوب والندب وفق طبيعة المجتمع وأن تطبيق شرع الله يحمى المجتمع. وأشار الدكتور جمعة إلى أهمية ثقافة المؤتمرات للتواصل السياسى والفكرى والاجتماعى بين دول الامة العربية والاسلامية بما يتيح عقد لقاءات ثنائية لخدمة التعاون الثنائى والمشترك، مبينا أن تلك الثقافة تهتم بالوضوح والعلن والمصداقية بعيدا عن الخفاء والمراوغة والذي يسعى لها التنظيمات غير الرسمية بخاصة وأن تلك المؤتمرات تخدم قضايا الأمة الإسلامية. ووجه وزير الأوقاف التحية لدولة الكويت أميرا وولي عهد وحكومة وشعبًا لوقوفها إلى جانب شقيقتها مصر وإلى جانب قضايا أمتها العربية والإسلامية واهتمامها بالعمل الإنساني في العالم واستحق أميرها أن يكون رائدًا للعمل الإنساني بما يعبر عن الفهم الصحيح للحضارة الإسلامية التي تهتم بالعمل الخيري والإنساني. من جانبه، أوضح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالأردن، الدكتور هائل عبد الحفيظ، دور وزارات الأوقاف لإعادة بناء منظومة القيم في المجتمع وتحقيق الأمن الاجتماعي والسياسي وتجديد الخطاب الديني وتفعيل دور المرأة في العمل الخيري، مشددًا على عدم تفرقة الإسلام بين الرجل والمراة إلا فيما يتعلق بخصوصة كل منهما. وأشار خلال الحلقة النقاشية إلى تراجع دور المسجد في المجتمع كمؤسسة شاملة وقصره على الذكر فقط فالمسجد له دور أكبر لاستقرار المجتمع من خلال دوره الاجتماعي والتنموي وبتعاون الرجال والنساء. بدوره، أكد حسين كفازفيتش، مفتي البوسنة والهرسك خلال الحلقة أهمية الحفاظ على النفس والمال والعرض كسنة إلهية تحرم إزهاق الأرواح، مشيرًا إلى اهتمام الإسلام بالمرأة ودعم مشاركتها في العمل الاجتماعي بما لا يخالف الشرع. وناقشت الحلقة دور المرأة في العمل الخيري وفق الشريعة واستثمار مال الوقف للمرأة وتأسيس مركز دراسات وبحوث متخصص للعمل الخيري وأهمية مشاركة المرأة في العمل الخيري والترابط بين مؤسسات العمل الخيري وتحصيص أوقاف للعمل الخيري.