في دراسة طبية جديدة من نوعها، اكتشف أحد علماء جامعة "ستانفورد" بالولاياتالمتحدةالأمريكية، علاقة جوهرية بين الإصابة بأمرض مثل الضغط ومشاكل الغدد الصماء والأمرض الجلدية، وبين مشاكل الخصوبة في الرجال المتعلقة بالحيوانات المنوية. تعد الدراسة التي نشرت على الصفحة الرسمية ل"ستانفورد" في 10 ديسمبر، وتداولتها العديد من الصحف والدوريات العلمية، هي الأولي من نوعها التي تشير إلي ضرورة إجراء فحص طبي شامل للرجال الذين يعانون من العقم، خاصة بالنسبة لهؤلاء الذين لا ترتبط بالجهاز التناسلي بشكل مباشر، ذلك لبحث وجود علاقة بين العقم وبعض الأمراض الجسمانية الأخرى من عدمه، كما أنها تتميز بتناولها فئة عمرية صغيرة السن نسبيًا، مقارنة بمعظم الدراسات التي تهتم بالمشاكل الجنسية في سن الشيخوخة. يقول أستاذ أمراض الجهاز الهضمي بالجامعة، وصاحب الباع الأكبر في هذه الدراسة، مايكل أيزنبرج، لموقع "ساينس ديلي" العلمي، "حوالي 15% من الأزواج حول العالم يعانون من العقم، 50% من هذه المشكلات يتسبب فيها الرجال، نتيجة لخلل ما يحدث في الحيوانات المنوية" الجينات والحيوانات المنوية ومشاكل الإنجاب ينتج العقم في الرجال عن أحد هذه الأسباب، فهو إما يأتي من خلو السائل المنوي للرجل من الحيوانات المنوية، ويحدث ذلك نتيجة لانخفاض معدل الهرمونات المحفزة لإفرازها، أو مشاكل في خلايا الخصية، أو وجود انسداد في القنوات التي تربط الخصيتين بالعضو الذكري، وتمثل هذه المشكلة نحو 20% أو يزيد من مشاكل الخصوبة في الرجال. كما يتسبب عن قلة عدد الحيوانت المنوية، أو تشوهها، أو فقدانها القدرة على الحركة مما يعطلها عن الوصول للبويضة، أو حتي تعرضها للموت قبل أن تحقق الهدف المرغوب منها. وكانت هناك العديد من الدراسات التي ربطت الجينات بمشاكل الحيوانات المنوية، خاصة عندما يكون السبب في حدوث هذا الخلل مجهولًا، بينما تشير الصحيفة الرسمية للمكتبة الوطنية للطب في الولاياتالمتحدة "بابل ميد"، إلي تورط الكروموسوم "واي" في هذا الأمر، وهو جزء من ال"دي إن أيه" يتواجد في الرجال فقط، وهو المسئول عن إظهار الصفات الجنسية بشكل عام في الذكور، حيث أنه إذا فقد هذا الكروموسوم لبعض الجينات المسئولة عن إنتاج الحيوانات المنوية، فإنه يؤدى إلى خلو السائل المنوي منها، حيث يبلغ عدد الرجال اللذين لا يحملون هذه الجينات نحو 10 إلي 20% من نسبة المصابين بالعقم بين الذكور. بينما يؤكد أيزنبرج أن 15% من الجينات التي تتسبب في العقم هي نفسها المسئولة عن حدوث بعض الأمراض في أجهزة الجسم المختلفة، بالإضافة إلي بعض الأبحاث التي أجراها في السابق حول العلاقة بين مرض ضغط الدم المرتفع وضعف الخصوبة في المسنين، إلا أن هذه الدراسة تتميز بتضمنها فئات عمرية أصغر سنًا. وقام أيزنبرج بدراسة 9387 حالة من حالات العقم تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عامًا، حيث اكتشف أن 44% من هؤلاء يعانون من مشاكل صحية أخرى معظمها يدور حول أمراض الجهاز الدوري، من ارتفاع في ضغط الدم، ومشاكل بالأوعية الطرفية، و أمراض القلب، بالإضافة إلي الأمراض الجلدية والغدد الصماء، فيما يعتبرها أيزنبرج، الدراسة الأولي من نوعها التي تناقش هذه الإشكالية. كما أضاف في تصريحاته لموقع "ساينس ديلي" العلمي قائلًا، "هناك الملايين من الرجال حول العالم يعانون من العقم، علينا أن نبدي اهتمامًا نحو هؤلاء، خاصة عندما نعرف أن الكثير من مشاكل الإنجاب يعنى حدوث خلل ما في أعضاء الجسم الأخرى".