جنوب اليمن يتبعد عن قبضة تنظيم القاعدة، هذه هى الحقيقة الآن بعد إحكام الجيش سيطرته على مدينة شقرة، آخر معاقل جماعة «أنصار الشريعة»، التابعة لتنظيم القاعدة فى مدينة أبين الجنوبية، وذلك بعد مواجهات أدت إلى مقتل عشرات من عناصر التنظيم. كان مقاتلو القاعدة قد خسروا مدينتى زنجبار وجعار، جنوبى اليمن، خلال الفترة الماضية، وبدأ المواطنون اليمنيون فى العودة إلى بيوتهم بعد معارك دامت أسابيع، لكن مسؤولين حثوا الأهالى على التريث إلى حين نزع الألغام، إذ تسببت فى مقتل سبعة بينهم مدنيان قبل أيام. 50 قتيلا هم حصيلة القتلة من أفراد التنظيم خلال مواجهات اليومين الماضيين مع القوات اليمنية، قبل أن تنتهى المعارك على الأرض باستعادة محافظة أبين من قبضة «القاعدة». شهود عيان قالوا إن قوات الحرس الجمهورى بدأت تمشيط جميع المواقع التى سقطت فى يدها فى مدينة شقرة، وأشاروا إلى أن عناصر التنظيم قاموا بزرع كثير من الألغام الفردية فى المناطق المدنية، بينما تقوم فرق من مكافحة الإرهاب بنزع تلك الألغام مخافة أن تؤدى إلى مقتل أفراد الجيش والمدنيين، لافتة إلى أن عشرات من الناقلات المحملة بالمواد الغذائية وصلت قادمة من مدينة عدن إلى كثير من المناطق التى تضررت من العمليات العسكرية على مدى اليومين الماضيين. «الأمر يمثل إنجازا للرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى»، هكذا أكد عباد الهاملى، الخبير بشؤون الجماعات المتطرفة، لافتا إلى أن «فرار مسلحى القاعدة تحت وطأة المعارك شكّل إنجازا للرئيس اليمنى»، وعلى الصعيد الشعبى احتفل اليمنيون أمس بالانتصار على «القاعدة»، وذلك بعد أكثر من عام على سقوط القسم الأكبر من الجنوب بيد التنظيم فى غمرة الثورة ضد نظام الرئيس السابق. لكن القصة لم تنتهِ بعد، فخطر انتقام «القاعدة» ما زال ماثلا. «الداخلية» اليمنية حذرت فى بيام لها أمس من لجوء متشددى «القاعدة» إلى شن هجمات بعد هزيمتهم فى جنوب اليمن، لافتة إلى أنها ستعزز الأمن فى العاصمة صنعاء ومدن أخرى ضد مثل هذه الهجمات.