كل ما أستطيع أن أقوله إننى محروم من حنان الخالة، وإن أمى وحيدة جدى وجدتى وأحلى وأجمل امرأة فى العالم بحجاب أو من دون حجاب، أو بجدعنتها المصرية لما حد ييجى جنب ابنها أو بنتها، أو باحترامها لعادات وتقاليد وثقافات المصريين اللى هىّ مالهاش علاقة خالص بثقافة الرمال. لا أريد لا خالتى ولا مرسى ولا شفيق. بما يعنى أننى لا أريد نُصّ الشعب المصرى الذى يشكو ويولول ويفعل ما يريده المخبرون وأمناء الشرطة وأبناء الدولة العميقة، ولا أريد الإخوان كلهم بفكرهم ولا حسنى مبارك بشفيق والمجلس العسكرى. هكذا حكم علىَّ مزاجى المصرى اللى لو حد قرَّب منه هانُطّ فى كرشه. وممكن أنُطّ فى كرش نجوم السياسة اللى بيمشوا يتمخطروا فى الشوارع والميادين زى بتوع السيما، وبتوع السياسة اللى بيطّفوا السجاير فى كبايات الشاى وبيقولوا عايزين نهدم الدولة والجيش وبيتعالوا أو بيخافوا من الكلام قدام الكاميرات، والدلوعات ولاد الناس الطيبين، النظريات جدا بتوع: لأ أنا مش هاتكلم علشان أنا غضبانة وزعلانة.. طيب ماتزعلى من اللى بيهتكوا عرضك وعرض كل إخواتنا وصديقاتنا مش من اللى جايين يفضحوهم.. لكى نفهم الموضوع، فالشعب المصرى، شعب مازوخى بيحب اللى بيضربه على قفاه، بس يقول له كلمتين حلوين يثبِّته بيهم. والشعب المصرى كمان، شعب مشعوذ يوديك البحر ويرجَّعك عطشان. وشعب ابن لذينه يطاطى ويقول لك، يا بيه ويا باشا، وماتعرفش دماغه فيها إيه. لكن المشكلة صغيرة وهنشوفها مع بعضنا فى الأيام اللى جاية. مافيش مكان لا للسلفية الجهادية، ولا لأبناء تورا بورا، ولا لمبارك ولا لأبنائه من شفيق لغاية البلطجية والتحريات العسكرية والمخبرين اللى فى الشوارع والميادين. بكرة الصبح هنروح ننتخب يا إما الطاعون وإما الكوليرا. أو مانروحش، أو نروح ونقول الاتنين ولاد لذين ماينفعوناش. ومع ذلك، والكلام ده للإخوان والعسكر والفلول، الثورة هتاخد نَفَس جديد بعيد خالص عن نجوم السياسة وهدم الدولة، والأبناء المخلصين للدولة العميقة، وأبناء ثقافة الرمال واحتقار مصر والمصريين. كل مصرى هيروح يعمل اللى هوّ عايزه.. سواء كان من رعاة الأغنام فى طوخ أو السنبلاوين أو من هواة تدخين البانحو فى الوايلى الكبير وشادر السمك أو حتى من الزمالك وجاردن سيتى. شكرا للمجلس العسكرى والمخابرات العسكرية والخارجية على اللى عملوه، لكن شفيق بوَّظُه ومرسى بيحاول يعضّ بيه صباع المصريين البسطاء وينطح فى راس دولة مصر. شكرا لكل من ساهم فى إبعاد مصر عن سيناريو ليبيا وسوريا وتورا بورا. لكن مع كل هذا الشكر، خالتى بتقول لكم إن المصريين عايزين دولة مدنية لكل المصريين، ودستور لا دينى ولا عسكرى يليق بمصر وبتاريخها وبشبابها ونسائها ورجالها. وبتقول لكم مش عايزين نشوف لا وش الإخوان ولا أبناء مبارك ولا حد من العسكر. عايزين مرة فى تاريخنا نشوف حد مصرى بسيط وابن بلد مش بيمثل علينا، علشان إحنا ولاد عفاريت وبنهرش القوادين والمدّعين. وإسكندر الأكبر لما جه لمصر وضرب الكهنة بالجزمة علشان يمضوا ورقة معفنة بإن هو ابن آمون، مضوا وبصموا، والإسكندر خد الصابونة برضه. وشَرْحُه، نابليون اللى حاول يلعب مع النخبة المصرية، فخدوا الصابونة مع بعض. فماعلش، والكلام على لسان خالتى اللى هىّ مش موجودة أصلا على وش الدنيا، يا دكتور مرسى، وماعلش يا فريق شفيق، وماعلش يا جنرالات، وماعلش يا فلول وبلطجية.. اعملوا اللى انتو عايزينه، واحنا هنعمل اللى احنا عايزينه، طالما مفيش حد عايز يكلم حد… الكرة الآن فى ملعب القوى السياسية والوطنية والثورية. كل واحد يقعد ويشوف: دى ثورة حقيقية، ولّا حركة إصلاحية من أجل الشو الإعلامى والسياسى، ويا دار ما دخلك شر؟! وبالمصرى كده، مش عايزين لا مرسى ولا شفيق ولا العسكر والفلول.. والبنى آدم ممكن يمشى ويتنفس ويشيل سبت فى إيده ويمسك ابنه أو بنته فى الإيد التانية، ويوْصف عنوان لواحد غريب عن المكان.. وكل ده فى وقت واحد.. يعنى مرسى وشفيق حاجة واحدة، مبارك وبديع حاجة واحدة.. فهل يمكن أن يكون المصريون حاجة واحدة تضم كل تنوعاتهم واختلافاتهم فى بناء مصر الحديثة والدولة المدنية لا العسكرية ولا الدينية؟!