انتقل الحديث عن الأزمة السورية من مرحلة التحذير من نُذر الحرب الأهلية إلى مرحلة الإقرار بوجودها بعد إعلان مسؤول عمليات حفظ السلام فى الأممالمتحدة هيرفيه لادسو أول من أمس أن سوريا «باتت الآن فى حرب أهلية» مشيرا إلى ارتفاع هائل فى وتيرة العنف وأن الحكومة السورية فقدت جزءا كبيرا من أراضيها وعددا من المدن لصالح المعارضة وتسعى لاستعادتها. فقد واصلت أمس القوات السورية عملياتها العسكرية؛ حيث أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط عشرات القتلى والجرحى فى قصف عنيف على بلدة بصرى الشام بمدينة درعا وقام جيش الأسد باقتحام بلدة الحفة بريف اللاذقية بعد انسحاب الجيش السورى الحر من المدينة تحت ضغط القصف العنيف الذى تتعرض له. من ناحية أخرى، توجه فريق مراقبى الأممالمتحدة أمس إلى ضاحية «قطنا» فى العاصمة دمشق باعتبارها إحدى النقاط الساخنة التى تشهد أعمال عنف بين المعارضة والقوات الأسدية وذلك بعد أن تحدثت بعثة المراقبين عن قيام حشود غاضبة برشق أعضاء بها بالحجارة فى أثناء محاولتهم الوصول إلى بلدة الحفة أول من أمس. مع الحديث صراحة عن حرب أهلية تدور رحاها بسوريا، استبعد الأمين العام للحلف الأطلسى «الناتو» فوج راسموسن أمس أى تدخل عسكرى أجنبى هناك، معتبرا أنه لن يكون «الطريق الصحيح»، مضيفا أنه ليس هناك أى خطط حاليا لشن عملية للحلف الأطلسى فى سوريا داعيا إلى حل سياسى للأزمة وذلك فى كلمة له أمام صحفيين أستراليين. على الجانب الآخر، قالت وزراة الخارجية السورية فى بيان لها نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن الحديث عن حرب أهلية فى سوريا لا ينسجم مع الواقع ويتناقض مع توجهات الشعب السورى لأن ما يجرى هناك هو حرب ضد «مجموعات إرهابية» مبدية استغرابها من تصريحات لادسوس. أما صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد ذكرت أمس أن السعودية وقطر تسلِّحان مقاتلى «الجيش السورى الحر» عبر تركيا وفقا لدبلوماسى غربى فى أنقرة ما رأت أنه يهدد بتأجيج الصراع.