[كلينتون ولافروف] اتهامات متبادلة بين موسكووواشنطن بشأن تسليح طرفي الصراع في سوريا رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الانتقادات التي وجهتها نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون إلى بلاده بشأن تزويد دمشق بالأسلحة، واتهم واشنطن بتسليح المعارضة السورية التي تخوض صراعا مسلحا ضد القوات الحكومية. وقال لافروف: "إن موسكو لم تخرق القانون الدولي بتزويد سوريا بأنظمة مضادة للطائرات." وأضاف المسؤول الروسي قائلا إن العكس هو الصحيح، إذ أن "الولاياتالمتحدة هي من تقوم بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة التي يمكن أن تستخدمها في القتال ضد الحكومة." وكانت كلينتون قد أعربت الثلاثاء عن خشيتها من أن تكون روسيا ترسل إلى سوريا مروحيات قتالية، قائلة: "إن ادِّعاء روسيا بأن الأسلحة التي تصدرها إلى دمشق لا علاقة لها بالقتال هو ادَّعاء غير صادق". "قلق" صيني من جانبها، قالت الصين الأربعاء إن الوضع في سوريا قد وصل إلى "منعطف حاسم"، وعبَّرت عن "قلقها البالغ" حيال ما تشهده تلك البلاد من أعمال قتل وعنف. "الولاياتالمتحدة هي من تقوم بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة التي يمكن أن تستخدمها في القتال ضد الحكومة" سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ليو ويمين، للصحفيين: "إن الصين تعبِِّر عن قلقها الشديد بشأن التطورات في سوريا، فالوضع هناك قد وصل إلى منعطف حاسم وخطير." أمّّا وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، فقال إن بلاده ستطالب مجلس الأمن الدولي بتحويل خطة المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، كوفي عنان، إلى "خطة ملزمة" تجبر طرفي الصراع على تطبيقها. وقال فابيوس: "سوف تقترح فرنسا تطبيق خطة عنان ذات النقاط الست عبر إدراجها تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة"، مشيرا إلى أن الصراع في سوريا قد أصبح "حربا أهلية." وقد نشب تجاذب آخر أيضا خلال الساعات الماضية بشأن الأزمة السورية بين الأممالمتحدة والخارجية السورية، إذ اعتبر هيرفيه لادسو، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام، أن سوريا "تعيش الآن حربا أهلية". وقال لادسو رداً على تساؤل أحد الصحفيين حول ما إذا كانت سوريا تعيش حربا أهلية، قائلا: "نعم، نستطيع قول ذلك. فما يحدث هو أن الحكومة السورية فقدت جزءا كبيرا من أراضيها وعددا من المدن لصالح المعارضة، وهي تسعى الآن لإستعادتها". رد سوري وسارع مصدر في وزارة الخارجية السورية للرد على تصريحات لادسو، واعتبر توصيفه للوضع في سوريا "غير دقيق وغير واقعي". وقال المصدر: "إن الحديث عن حرب أهلية في سوريا لا ينسجم مع الواقع. فما يحدث هنا هو حرب ضد الجماعات المسلحة التي تختار الإرهاب." كما اتهم المصدر أيضا الإدارة الأمريكية ب "التدخل السافر في الشؤون الداخلية للجمهورية العربية السورية، ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة، والتغطية على جرائمها، وتشويه الحقائق حول سورية في الأممالمتحدة." "إن ادِّعاء روسيا بأن الأسلحة التي تصدرها إلى دمشق لا علاقة لها بالقتال هو ادَّعاء غير صادق" هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية وقال المصدر أيضا إن واشنطن تمارس "أقصى درجات الابتزاز على دول العالم والمجتمع الدولي لمحاصرة سوريا واستهداف مواقفها وصمودها ودفاعها عن الشعب السوري ومؤسساته." "تطهير" الحفة ميدانيا، قال التلفزيون الرسمي السوري الأربعاء إن القوات السورية "طهرت بلدة الحفة من المجموعات الإرهابية المسلحة"، وذلك بعد أسبوع من القتال الشرس بين الجانبين، مما دفع الولاياتالمتحدة إلى التحذير من مذبحة محتملة في البلدة الواقعة على بعد حوالي 30 كيلومترا من مدينة اللاذقية الساحلية. وقال السلطات السورية إنها صادرت كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة التي استخدمها المسلحون خلال سيطرتهم على الحفة، و"منها صواريخ كوبرا وقناصة وبنادق آلية وعبوات ناسفة وهاون وقواذف آر بي جي وكمية كبيرة من الذخيرة". دعوة وقال مراسل بي بي سي في دمشق، عساف عبود، إن وزارة الخارجية السورية دعت الأربعاء مراقبي الأممالمتحدة إلى الذهاب إلى الحفة الواقعة في ريف اللاذقية والاطلاع على الأوضاع في البلدة. وقالت الوزارة: "تأتي هذه الدعوة في إطار مهمة المراقبين المتمثلة بالتحقق مما يجري على الأرض ومعاينة ما قامت به تلك المجموعات الإرهابية." وكان مراقبو الأممالمتحدة في سوريا قد حاولوا دخول الحفة في وقت سابق الثلاثاء، لكنهم مُنعوا من ذلك وتعرضوا لإطلاق نار ورشق بالحجارة وإلقاء القضبان المعدنية عليهم من قبل بعض الجموع الغاضبة. من جهتهم، أعلن مسلحو المعارضة أنهم انسحبوا من الحفة "تحت ضغط قصف كثيف" من قبل القوات الحكومية على البلدة. [مسلحون سوريون] تقول السلطات السورية إنها صادرت كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة التي استخدمها المسلحون في الحفة وفي اتصال هاتفي معه من مدينة اللاذقية، قال سليم العمر، المتحدث باسم المعارضة المسلحة، إن مسلحي "الجيش السوري الحر" انسحبوا الثلاثاء من بلدة الحفة المحاصرة بعد "تعرضها لقصف شديد من جانب القوات الحكومية". وأضاف أن القصف الكثيف بمدفعية الميدان من قبل القوات الحكومية "أجبر حوالي 200 مسلح، كانوا لا يزالون يدافعون عن الحفة، على مغادرتها". 2000 لاجئ في غضون ذلك، قال مصطفى آيدوغدو، المسؤول الإعلامي في إدارة الطوارئ والكوارث التركية المعنية بملف اللاجئين السوريين، إن نحو 2000 لاجئ سوري عبروا إلى الأراضي التركية من سوريا خلال ال 48 ساعة الماضية. وقال: "يبلغ عدد اللاجئين المتواجدين على الأراضي التركية حاليا 28850 لاجئا، موزعين في عدة مخيمات في مدن." وأضاف أن إجمالي عدد اللاجئين السوريين الذين جاؤوا إلى تركيا منذ بداية الأزمة في مارس/آذار من عام 2011 وصل إلى 50369، بقي منهم في تركيا 28850 لاجئ، بينما عاد الآخرون إلى ديارهم حسب رغبتهم. مصدر الخبر: بي بي سي