شهدت محكمة جنايات بورسعيد اليوم برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد، والمنعقدة بأكاديمية الشرطة حالة من التوتر والقلق داخل القاعة ومشادات كلامية بين أهالي المتهمين وهيئة المحكمة، حيث قام القاضي بطرد والدة أحد المتهمين خارج القاعة وأمرت المحكمة بخروج جميع الأهالي المتواجدين داخل القاعة سواء كانوا من أهالي الضحايا أو أهالي المتهمين وهدد وسط انفعال شديد منه بحبس أي شخص يتجاوز علي الاخر بالضرب او السب قائلا «انا مش جاي اشتغل عندكم»، وكان ذلك خروج واضح من القاضي عن شعوره بعد أحداث الاعتداءات التي تمت بين أطراف الدعوي من ضرب بالأحذية وتبادل الشتائم والألفاظ النابية داخل قاعة المحاكمة بالجلسات السابقة. بدأت الجلسة في تمام الساعة 45: 10 صباحا وقدم دفاع المتهمين مذكرة تضمن وصف تفصيلي للإعتداءات التي تعرض لها المتهمين في السجن ووعدته المحكمة بفحص هذة المذكرة واتخاذ اللازم فيها قانونا، كما أكد الدفاع للمحكمة انهم اثناء قيامهم بإعلان شهود النفي الخاصين بهم من ضباط شرطة امتنعت مديرية أمن بورسعيد عن اعلانهم وأكدت أنهم ضباط ولابد من إعلانهم عن طريق النيابة العامة وليس محامين. ونادت المحكمة علي شاهد الاثبات عمرو هيثم محمد علي 17 سنة طالب ومقيم بمدينة نصر والذي حلف اليمين امام المحكمة واكد انهم تعرضوا الي الاعتداءات من قبل اهالي بورسعيد فور وصولهم الي محطة الكاب من خلال القطار بعد ان رفضت الشركة التي كانت من المفترض ان تنقلهم بأتوبيساتها الي بورسعيد القيام بالرحلة لخوفها من البطش بممتلكاتها، وقاموا بالدخول الي الاستاد دون تفتيش علي غير العادة وبدون تذاكر، ودخل برفقة اصدقائه إلي المدرج الخاص بهم، وأضاف ان جمهور المصري جعلهم يقفون بطوابير أثناء الدخول وانهالوا عليهم بالضرب بالأحزمة وكان هناك تعدي بالالفاظ والاشارات خلال المباراة من قبل جمهور النادي المصري عليهم، وقام بعضهم بالقاءهم بالحجارة وأكد في أقواله ان هذه الاعتداءات كانت من المدرج الخاص بالدرجة الثانية للنادي المصري، وأشار إلي إنه بمجرد انطلاق صافرة الحكم فوجئ بنزول جماهير النادي المصري الي ارض الملعب فظنوا الاهلي انهم يحتفلون بالفوز ولكنهم فوجئوا بهم يهجمون علي المدرجات الخاصة بهم ويعتدون عليهم بالضرب بالاسلحة البيضاء والشوم، وان هناك احد الاشخاص طلب منه خلع تيشرتته الأحمر وهدده بالطبنجة التي كانت بحوزته فاضطر للإستجابه له بعد بث الرعب بداخله، ثم فر الشاهد إلي الممر اعتقادا منه ان الباب مفتوح ولكنه فوجئ بغلقه واضاف أن الممر ازدحم بألتراس الأهلي الذي كان يحاول الفرار من بطش جمهور النادي المصري فهرول الشاهد إلي خارج الممر الذي اطلق عليه «ممر الموت» ونزل إلي أرض الملعب حتي جاءت سيارات الأمن المركزي ونقلتهم إلي محطة القطار وحضر والديه وأخذوه من هناك بعد سماعهم بتلك الاعتداءات وقرر الشاهد انه ذهب إلي النيابة العامة من نفسه وليس بأي دافع اخر بعد المذبحة بشهر تقريبا للادلاء بشهادته. وأكد الشاهد للمحكمة ان خلال المباراة كان هناك بعض الجمهور الجالس بالمدرج الشرقي الخاص بألتراس النادي الأهلي ولكنهم ليسوا من جمهور الأهلي ووصفهم بالمندسين، وردا علي سؤال الدفاع عن القصد من إجبار المهاجمين علي خلع التيشرتات الحمراء، فأجاب الشاهد انهذا الفعل يعطيهم الاحساس والشعور بالانتصار علي النادي الاهلي، واكد ايضا انه داخل النيابة العامة واثناء التحقيقات استطاع التعرف علي الشخص الذي اجبره علي خلع التيشرت والذي هدده بالطبنجة وكان ذلك من خلال الصور الفوتوغرافية التي تم عرضها عليه، وانهي الدفاع اسئلته للشاهد بهل كان هناك اعتداءات من قبل رجال الأمن المركزي علي النادي الاهلي فأجاب الشاهد بالإيجاب وقرر ان الاعتداء كان من خلال العصا السوداء الخاصة بالامن والتي يطلق عليها «الدونك». كما استمعت المحكمة إلي شاهد الاثبات رقم 48 والذي يدعي محمد عزت نصر 23 سنة طالب والذي أكد ماقاله الشاهد سابقه وأضاف برؤيته لعساكر الأمن المركزي مصطفين علي الجانبين ويفسحون الطريق لجمهور النادي المصري للهجوم علي مدرجات النادي الاهلي، وكان اثناء الاعتداء عليهم تلفظ المصري بألفاظ نابية وخادشة للحياء وقالوا لهم «علشان تعرفوا ان البلد دي فيها رجالة»، وأكد انه اثناء هروبه من الاعتداء من خلال الممر شاهد عدد كبير من المصابين، فعاد للنزول والبقاء بأرض الملعب مايقرب من ساعتين ونصف تقريبا حتي جاءت سيارات الترحيلات الخاصة بالأمن المركزي ونقلتهم إلي محطة القطار وانه ذهب للإدلاء بأقواله امام النيابة العامة بعد الاحداث بعشرة أيام تقريبا وكان ذلك بعد معرفته بطلب النيابة لشهود اثبات للواقعة من خلال صفحة التراس الاهلي علي فيسبوك وانه تعرف علي شخص واحد فقط من خلال الصور التي تم عرضها عليه بالنيابة العامة، واكد للمحكمة ان الاعتداءات التي تمت عليهم من قبل النادي المصري كانت بالاسلحة البيضاء والشوم والسيوف والسنج. واستمعت المحكمة ايضا لأول شاهد نفي في القضية والذي حضر للادلاء بأقواله وهو أحمد سمير عبد السلام أحمد 22 سنة مستخلص جمركي بجمارك بورسعيد وحلف اليمين امام المحكمة واقر بانه دخل الاستاد قبل بدء المباراة بساعة ونصف تقريبا وكان الاستاد مليئ بالجماهير بشكل وصفه انه غير طبيعي وان الدخول كان بدون تذاكر وان تذكرته مازالت في جيبه حتي الان، واضاف انه جلس في المدرج الغربي مع جمهور النادي المصري وعند بدء «اللاعيبة في التسخين» بدأ تبادل الشتائم والسباب بين جماهير الفريقين وأكد ان هذا الامر هو معتاد في كل مباريات كرة القدم بشكل عام واكد ان جماهير النادي الاهلي اطلقت الصواريخ والشماريخ بإتجاه المدرج البحري الخاص بالنادي المصري حتي بدأ «الماتش» في الساعة 5:05 تقريبا وشاهدوا من خلال شاشة العرض الموجودة بالاستاد حضور الاتوبيسات الخاصة بالنادي الاهلي وبعد دخولهم الي الاستاد بدأت الهتافات بين الفريقين والتي تضمنت الالفاظ النابية والخادشة للحياء، وبين الشوطين اكد الشاهد نزول جمهور النادي الاهلي الي التراك المؤدي الي الملعب واطلقوا شماريخ بإتجاه جمهور المصري الذي حاول النزول اليهم ولكن الامن ارجعهم الي اماكنهم وحدثت حالة من الهرج والمرج داخل الاستاد خلال بدء الشوط الثاني واشتدت الهتافات بطريقة غير طبيعية بين الفريقين وحدث احتقان قبل انتهاء المباراة بعشر دقائق تقريبا واكد الشاهد انه قام بالاتصال بزملاءه الجالسين بالمقصورة فأخبروهم انهم يلقون عليهم الطوب وان هناك كانت تؤدي الصلاه فقام جمهور النادي الاهلي بإلقاء زجاجات المياة الغازية عليه وأكد رؤيته لأحد شباب الالتراس الذي كان يرتدي التيشرت الاحمر وهو يحمل عصا طويلة ويعتدي بالضرب بها علي جمهور المصري. وفي مفاجآة فجرها الشاهد أمام المحكمة انه اثناء الهجوم الذي حدث بعد انتهاء المباراة شاهد اشخاص يرتدون الملابس السوداء متجهين من ناحية جمهور النادي الاهلي ويهجمون علي النادي المصري وعددهم تقريبا 25 شخصا تقريبا وقد اشتبكوا مع الامن بالقاء الشماريخ عليهم وقام الامن بالاعتداء علي الموجودين بالاستاد خلال الاحداث بالضرب من خلال خرزانات طويلة طولها متر تقريبا – علي حد وصف الشاهد – واصفا الهجوم الذي حدث عليهم من النادي الأهلي بان الابواب التي كانت مغلقة طول المباراة والخاصة بالمرج الخاص بالنادي المصري انفتحت فور انطلاق صافرة الحكم قائلا «وكأنها افتح ياسمسم» وانه اصيب بحالة ذهول ولكنه استطاع التمكن من التصوير بهاتفه المحمول بعض لقطات الفيديو التي قدمها بعد ذلك في النيابة العامة. وشكك الشاهد في أوامر الضبط الخاصة بالمتهمين واكد ان النيابة العامة ادرجت اسماء بعضهم دون تواجدهم في محاضر التحريات، كما أكد الشاهد ان معظم المتهمين القابعين بقفص الاتهام هم من اختارتهم وزارة الداخلية ورجال الامن لتشكيل اللجان الشعبية لتأمين المباراة وانه يعرف بعضهم من اصدقائه وهم محمود عبد اللطيف ومحمود طاطا ورامي وخاد صديق واخرين لم يعرف اسماءهم، واثناء ذلك اخرج الشاهد تذكرة المباراة لعرضها علي المحكمة وتبين انها بتاريخ 29 يناير 2012 الساعة 45 :4 المدرج الغربي وثمنها 5 جنيه. وطلب الدفاع ارفاق هذة التذكرة بمحضر الجلسة وطلب اثبات ملحوظتين عنها بانها تحمل تارخ 29 يناير 2012 في حين ان المباراة كانت بتاريخ 1 فبراير 2012 وان المباراة بدأت في تمام الساعة الخامسة وعشر دقائق وسأل الدفاع الشاهد عن كيفية الحصول علي التذكرة واكد انه قام بشراءها من النادي المصري يوم المباراة مؤكدا ان المباراة تم تأجيلها لمد 24 ساعة لدواعي امنية، واشار الشاهد ان هناك باب مدرجات جمهور الضيف المطل علي شارع 23 يوليو كان مغلقا في جميع المباريات السابقة الا انه اول مرة يشاهده ملحوم. وطلبت المحكمة بعد الانتهاء من سماع اقوال الشاهد بقاءه داخل الغرفة المجاورة لغرفة المداولة لحين الانتهاء من الجلسة. وأكد شاهد الإثبات رقم 29 محمد يحيى إبراهيم موظف بشركة الكهرباء بإنهم تعرضوا للضرب من قبل جماهير النادى المصرى بالحجارة مما أدى إلى إصابة أحد أصدقائه فى وجهه وأضاف الشاهد أنه كان فى حالة ذهول عقب إنهاء الحكم للمباراة بسبب كثرة الهجوم علينا وتم إطفاء الأنوار علينا مما جعلنا نشعر بالموت يقترب منا فامسكت فى أحد الاعمدة الموجودة فى المدرج الشرقى وظللت أنطق الشهادتين واثناء ذلك رأيت عدد من الاطفال الموجودين بالمدرج وهم فى حالة رعب حتى صعد عدد من أفراد الامن الى المدرج وسمعتهم يطلبون من جماهير الاهلى النزول الى أرض الملعب وبعد نزولى سمعت ان هناك عدد من جماهير الاهلى ماتت واخرى اصيبت وتوجهت الى غرفة خلع الملابس الخاصة بنادى الاهلى وهناك رايت احد اصدقائى مصاب بقطع فى شفته ورايت الدكتور ايهاب على يؤكد عليه انه لابد ان يقوم بإجراء خياطة سريعة قبل مرور ساعتين وبالفعل كان هناك عدد من اصدقائى القادمين من القاهرة بعد الاحداث وطلبوا منى مقابلتهم على بوابة مدينة بورسعيد وعندما طلبت الخروج فقال لى احد الاهالى من بورسعيد «لو خرجت هتموت» وبعد ذلك قام شخص اخر باخذنا بسيارة ملاكى وتوصيلنا الى بوابة مدينة بورسعيد.