إعلان هدى عبد الناصر دعمها المرشح الرئاسى الفريق أحمد شفيق، أحد طرفى جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، أصاب البعض بالصدمة، وأثار التساؤلات عن مدى تأثير ذلك الاختيار على الناصريين وعلى التيار الناصرى بوجه عام، كما لاقى رفضًا من عدد من الناصريين الذين استنكروا موقف ابنة زعيمهم فى دعمها أحد فلول النظام ليعتلى المقعد الرئاسى فى مصر. رئيس الحزب الناصرى سامح عاشور، قال ل«التحرير» إن هدى عبد الناصر تتحدث عن نفسها ولا تمثل سوى شخصها فقط، واختياراتها أمر خاص بها لا يمكن التدخل فيه، ولن يتحمل غيرها ذلك الاختيار إذا كان خطأ أو صوابا، كما أن اختيارها ليس جريمة، لأن من المؤكد أن هناك أسبابا دفعتها إلى ذلك الاختيار، وأضاف أن الاختيار من الأساس مر ويوقع أى شخص، مهما كانت انتماءاته وأفكاره، فى «حيص بيص». عاشور أضاف أنه ربما تكون سقطة ابنة عبد الناصر فى فوبيا الإخوان المسلمين وفكرة المخاوف من سيطرتهم على جميع المناصب القيادية وسلطات الدولة، الأمر الذى يخيف قطاعا كبيرا من اليساريين ويجعلهم متخبطين ولا يستطيعون حسم موقفهم فى الاختيار العصيب الذى نحن بصدده فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى أن اختيارها شفيق ودعمها له ربما يكون جزءا كبيرا منه البديل لا الاقتناع بالشخص نفسه أو إمكانياته أو قيادته للبلاد. الكاتب الصحفى عبد الله السناوى، رئيس التحرير السابق لجريدة «العربى الناصرى»، قال إن موقف السيدة هدى عبد الناصر من مرشحى جولة الإعادة أمر شخصى بحت يخصها وحدها، لا يتعلق بالتيار الناصرى أو برؤيته من قريب أو من بعيد، مستبعدًا أن يكون لاختيارها أى تأثير على توجهات الناصريين أو رؤيتهم لجولة إعادة الانتخابات الرئاسية، أو على شعبية صباحى فى الشارع المصرى التى يرى السناوى أنها لن تتراجع تحت أى ضغط بعد ما وصل إليه من قبول فى الشارع المصرى. أما رئيس حزب الكرامة ذو الخلفية الناصرية محمد سامى، فأعلن اختلافه مع رؤية السيدة هدى عبد الناصر والموقف الذى اتخذته بدعم شفيق فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، إلا أنه أكد احترامه لرأيها الذى يعد أمرا شخصيا لا يُسأل عنه غيرها، وقال إن تلك الخطوة هى من سيتحمل مسؤوليتها دون غيرها، خصوصًا أن رأيها لن يؤثر فى الناصريين أو فى اختياراتهم حسب قوله. سامى أشار إلى أن تلك الخطوة -وإن كانت غريبة من نجلة عبد الناصر- فإنه من الطبيعى أن تكون لها أسبابها التى دفعتها إلى ذلك، لافتا إلى أن دعمها شفيق مثل دعم أى مواطن لمنافسه محمد مرسى، كل من الداعمين له رؤيته وأسبابه الخاصة به، ولا يمكن إلقاء اللوم على أى منهما أو محاسبته على موقفه أو الحجر على رأيه، مضيفًا أن ذلك الرأى لن يكون له تأثير على الجبهة الناصرية بتاتا، وأن موقف «الكرامة» الرسمى ما زال كما هو على مسافة واحدة من كلا المرشحين فى الإعادة. من جانبه علق الدكتور حمدى حسن، القيادى فى جماعة الإخوان المسلمين، بقوله «الطيور على أشكالها تقع»، وأن إعلان الدكتورة هدى عن دعمها وإعطائها صوتها لشفيق، فهى بذلك تدعم نظام مبارك الذى كان قائما على تسهيل الفساد والرشوة والمحسوبيات والاحتكار، مضيفا أن الأرواح جنود مجندة، وكل روح تتآلف مع شبيهها ولا توجد غرابة فى تأييدها شفيق، مؤكدا أن الأمر ليست له علاقة بتفضيلها شفيق إنما كراهية الإخوان. الدكتور كمال الهلباوى، القيادى السابق فى جماعة الإخوان المسلمين، قال إن كل شخص مخير فى ما يفعله، رافضا اعتبار هذا القرار الذى اتخذته يخصم من رصيد والدها الرئيس جمال عبد الناصر، وإنما يلحق بها وحدها، مضيفا قد يكون هذا الاختيار نكاية منها فى الإخوان المسلمين، ووقعت تحت تأثير ما كتب عن علاقة والدها بالإخوان وما كتب عن وقائع التعذيب فى السجون للإخوان. الهلباوى لم يستبعد أن يكون هذا الاختيار اقتناعا منها بشخص شفيق، فقد ترى فيه أنه رجل عسكرى مثل والدها وترغب فى استمرار القيادة العسكرية لمصر، أو ربما عدم رغبة منها فى تولى الحكم الإسلامى لمصر فاختارت أن تدعم شفيق.. من جانبه رفض المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور مهدى عاكف التعليق على ذلك، وقال «تسأل هى لماذا اختارت شفيق؟». وكانت هدى عبد الناصر قد أعلنت تأييدها للفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية لمعارضتها إقامة دولة دينية فى مقال لها بجريدة «الأهرام» يوم السبت 2 يونيو الحالى. نجلة الزعيم الراحل تحدثت عن الفريق أحمد شفيق باعتباره مرشح الدولة المدنية، متسائلة لماذا الطعن فيه بهذا الشكل؟ وأضافت «حدة الهجوم عليه، لأنه كان رئيس وزراء فى أواخر عهد الرئيس مبارك لمدة 34 يوما فقط. وهنا أتساءل.. هل كل من عمل فى الدولة مع الرئيس مبارك يتنحى عن الخدمة الوطنية؟ الجيش كله كان الرئيس مبارك قائده الأعلى على مدى ثلاثين عاما، والجهاز التنفيذى كله كان يرأسه الرئيس مبارك، والسلطة التشريعية كانت الأغلبية فيها من حزب الرئيس مبارك، وكل أجهزة الإعلام الرسمية كانت تؤيد وتساند مبارك فى كل سياساته، التى انتقدوها بعد الثورة! جهة واحدة فقط ظلت مستقلة، وهى القضاء». وأضافت «نحن أمام مرحلة جديدة، بمناخ سياسى جديد، بأهداف واضحة، وأدوات سياسية محددة، ولقد وضع القدر الفريق أحمد شفيق فى هذه المسؤولية الكبرى، والشعب له طلبات.. الشعب يريد الاستقرار والانضباط بعد عام ونصف العام من التمرد، ويريد عودة السياحة، وهل لا يستطيع الفريق أحمد شفيق تحقيق ذلك؟ بلى.. وكان ذلك من أولوياته فى حملته الانتخابية. والشعب يريد انتعاش الاقتصاد، ألا يستطيع الفريق أحمد شفيق بعقليته الإدارية الناجحة أن يجمع حوله خبراء الاقتصاد المصريين، بل والعالميين لتحقيق ذلك؟ بلى.. هو قادر. والشعب يريد تحقيق الأمان، أليس الفريق أحمد شفيق قادرا على ذلك؟ بلى.. وهو صاحب المرجعية العسكرية التى تقدّر معنى الضبط والربط». وأكدت هدى عبد الناصر أنها لا تعرف الفريق شفيق شخصيا، مضيفة «لكنى أدرك أنه المرشح الوحيد للحكومة المدنية. وما يدعم ثقتى به هو الضمانات الدستورية والسياسية المتاحة بعد ثورة25 يناير». قبل أن تختم مقالها «إننى أدعو إلى أن ننحى الانفعال جانبا، ونفكر بهدوء فى مصلحة الوطن ومصيره، وفى مقدراتنا نحن الشعب المصرى، وننظر إلى المستقبل بكل التفاؤل، ونؤدى واجبنا القومى باختيار الدولة المدنية التى يحمل لواءها الفريق أحمد شفيق».