إنها النومة الأخيرة.. العبارة قاسية تماما، لكن وردة تسللت إلى سريرها في منزلها بشارع عبد العزيز أل سعود بالمنيل بهدوء تام وغطت في نوم عميق لم تكن تعلم أنها لن تستيقظ أبدا: «فقط قليل من الراحة، وسوف استيقظ لأتحدث مع الاستاذ وجدي الحكيم وأحدد موعدا لتسجيل أغنيتي التي أهديها لمصر».. هذا ما كان متفقا عليه بينها وبينها الإعلامي الكبير الذي اتصل للاطمئنان عليها ظهر أمس الخميس فوجدها نائمة، ثم اتصل في المساء فأخبرته نجاة السكرتيرة التونسية الخاصة بها أنها نامت إلى الأبد بعد أن شخص الأطباء سبب الوفاة على أنه سكتة قلبية. إذن إنه القلب من جديد، حيث أجرت قبل سنوات طويلة عملية قلب مفتوح، وكانت مرتعدة للغاية وقتها وتخشى الموت، لكنه أتاها عندما كانت لانتظره حيث كانت عائدة من رحلة علاج في فرنسا استمرت عشرة أيام بعد أن اطمئنت على صحة قلبها عن طريق تركيب دعامات جديدة، كما أكدت لبلبة أنها اتصلت بها قبل أسبوع وتأكدت من سلامتها، وردة كانت تتحدث عن عمليتي زرع الكبد والقلب المفتوح على اعتبار أنهما التجربتين الأصعب في حياتها، حيث كانت تتخيل أنها لن تنجو منهما. المشهد كان حزينا للغاية عند تلك العمارة التي اخذت لقب «وردة» إلى الأبد، حيث تسمى عمارة وردة، البواب كان مكتئبا جدا وهو يتحدث مع وسائل الإعلام، لكن داخله كان يشعر براحة ما:«وردة ماتت هنا.. في مصر».. ليسدل الستار على حياتها عن عمر يناهز ال 73 عاما «مواليد 1939 بحسب كلام وجدي الحكيم»، ويشير المقربون منها أنهم تأكدوا من الوفاة في السادسة وعشر دقائق، شهدت ليلة الوفاة توافد أعداد كبيرة من محبيها على بيتها ومنهم صلاح الشرنوبي، ووجدي اليكم وهاني مهنى وفيفي عبده وابنتها، وغيرهم كثيرون، وكذلك تواجدت نبيلة عبيد صديقتها المقربة التي دخلت في نوبة بكاء هيسترية، وغادة رجب التي أكدت أن وردة حضرت لها آخر حفل بالأوبرا وكان هذا وساما على صدرها، وكذلك حسن شرارة، ومن جانبه فقد أكد إيمان البحر درويش أن مجلس نقابة المهن الموسيقية سيجتمع لعمل تكريم يليق بالراحلة.. هناك في الجزائر ينتظر ابنيها رياض ووداد حتى يلقيا النظر الأخيرة على الأم التي أمر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بتحضير طائرة خاصة لتنقل جثمانها.