لم يكن خبر تعرض الموسيقار الكبير عمار الشريعى لأزمة قلبية عقب لقائه لمجموعة من شباب المتظاهرين بميدان التحرير، ظهر الجمعة الماضى. مفاجأة للكثير من المقربين من هذا الفنان الكبير. لأنه طوال العشرة أيام الأخيرة لم يكن يتذوق طعم النوم أكثر من ثلاث ساعات يوميا، وكان تليفونه الشخصى بمثابة وزارة للشئون الاجتماعية. الكل يشكو همومه من متظاهرين محتجين على استمرار مبارك. لراغبين التدخل منه لدى هؤلاء الشباب من أجل ترك ميدان التحرير حتى يعود الهدوء للعاصمة المصرية، وبالتالى يستطيع الملايين استئناف أعمالهم. كل هذه الهموم أدت إلى ما وصل إليه الموسيقار الكبير من أزمة صحية طارئة استدعت دخوله لمستشفى السلام. هذا كله إلى جانب همه الشخصى، وحبه إلى أن تكون مصر أفضل بلد فى الدنيا. لذلك عندما اتصلت للاطمئنان عليه من الإعلامى الكبير وجدى الحكيم قال لى: إن عمار الشريعى «مالوش فرامل». وهو مهموم بحب هذا الوطن بالدرجة التى تجعلنا نقول إنه مريض بحب مصر. إلى هنا انتهى كلام الإعلامى وجدى الحكيم طوال الأسبوع الماضى، وحتى قبل دخوله المستشفى كنت على اتصال بالموسيقار الكبير حتى وجدت التليفون مغلقا عصر الجمعة بسبب الأزمة الصحية وطوال هذه الاتصالات كان عمار يتحدث بلهجة الثوار. ويرى أن هؤلاء الشباب الذين خرجوا يوم 25 يناير رجالة.. وفعلوا ما لم يستطع هو وجيله أو من ظهروا بعده على عمله. لذلك كان عمار يقول دائما أريد أن أفعل شيئا لهؤلاء الشباب، وبالفعل قام بتلحين أغنيتين من أشعار الشاعر الكبير سيد حجاب. وحاول طرحها على اليوتيوب خلال بداية المظاهرات ولكنه عجز عن ذلك بسبب انقطاع الإنترنت. حتى ظهر وغناها أحدهما تليفونيا فى أحد الفضائيات.. وطوال تلك الفترة كان عمار كلما تحدثت إليه كان يقول أنا زهقان وقرفان. وهذا كان واضحا عليه عندما ظهر مع منى الشاذلى على شاشة دريم وكانت أول جملة قالها إنه يعتذر للناس لأنها لأول مرة سوف يظهر دون أن يكون كلامه مرتبا. مشددا على أنه سوف يقول ما يتبادر إلى ذهنه دون «مونتاج» أو دبلوماسية فى الحوار. وبالفعل وصل الشريعى إلى أعلى درجات الغليان عندما هاجم أنس الفقى وزير الإعلام ووصفه بالوزير «المغرى» على اعتبار أنه من الوزراء الذين لم يتغيروا خلال تشكيل الحكومة الجديدة. واصفا سياسته الإعلامية بالمتخلفة مستندا على ما عرضته وأذاعته الشاشات، والإذاعات الرسمية خلال فترة الاحتجاجات واعتمادها على أغانٍ من نوعية «ماشربتش من نيلها». وواصل عمار هجومه على سياسة الإعلام على شاشة التليفزيون المصرى عندما اتصل به عبداللطيف المناوى طالبا منه عمل مداخلة على شاشة النيل للأخبار، وإبداء آرائه التى قالها على الشاشات، ولوسائل الإعلام المختلفة. وكرر الشريعى كلامه وبدا منفعلا. كل هذه الأمور جعلت قلب عمار لا يستطيع المقاومة. وتنهار قوته. مواقف عمار السياسية تجاه وطنه دائما متدفقة، وهو من أكثر الناس تفاعلا، وأهمها أحداث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية. حيث أشار إلى أن الانفجار الذى شهدته الكنيسة وقع فى قلبه، ووقتها تصور البعض أن عمار يبالغ. ولكن زيارته للكنيسة ليلة الاحتفال باستقبال العام الميلادى الجديد، واحتفاله مع الإخوة الأقباط رغم تخوف الكثيرين من الاقتراب من الكنائس فى هذه الليلة أزال بذور الشك من أن موقف عمار ليس شو إعلاميا، ولكنه موقف نابع من كونه إنسانا وطنيا، وجاءت الأحداث الأخيرة لتزيد من أوجاع قلبه الذى شهد إجراء أكثر من جراحة خلال السنوات الأخيرة. على جانب آخر، أجرينا اتصالا بالسيدة ميرفت القفاص زوجة الموسيقار الكبير عمار الشريعى، والتى أكدت أن حالته الصحية مستقرة. والأمر يتطلب وجوده بالمستشفى عدة أيام للاطمئنان على قلبه، خاصة أنه سبق وأجرى أكثر من جراحة بالقلب خارج مصر.