ماجد المصرى نجم موهوب، قلّ حضوره فى الآونة الأخيرة، ثم تفجّر وتألّق فى مسلسل «آدم»، الذى يبدو لى أنه قد أعيدت كتابته، عقب ثورة يناير، وموقف تامر حسنى فيها، وعلى الرغم من أنه بطل المسلسل، ويؤدى دوره فيه بإتقان، فإن ماجد هو من جذبنى، وفجّر إعجابى فى هذا المسلسل بدوره المتميّز، الذى هو فى حد ذاته ليس دورا جديدا على الدراما، ولكنه أبدع فيه بأداء جديد وانفعالات صادقة جعلتك تكرهه فى تجبّره، وتتعاطف معه فى انكساره، وتتابعه فى كل الأحوال.. وعلى العكس من هذا، جاء النجم تيم حسن ليخذلنى بعض الشىء، بعد أن انبهرت به فى دور نزار قبانى، وصفّّقت له بحرارة فى دور الملك فاروق، ربما لأن المسلسل نفسه ضعيف التكوين، والشخصية لم تعالج على نحو جيّد، والإيقاع لم يناسب الحدث.. ربما!.. نفس الشعور راودنى، مع الحلقات القليلة التى شاهدتها من مسلسل «سمارة»، الذى ضم غادة عبد الرازق، ولوسى، وحسن حسنى، والنجم الذى أتحمّس له دوما ياسر جلال.. وأعتقد أنه على منتجى الدراما إعادة النظر فى فكرة تلفزة الأعمال السينمائية القديمة، فهذا، إلى جوار أنه يشعرك بفقر فى الأفكار الجديدة فهو يعطيك دراما محروقة أيضا، والفترة المقبلة تحتاج منا إلى استعادة التألّق الريادى فى الدراما، الذى كنا يوما ملوكه بلا منازع، وفى السينما أيضا، ينبغى أن يعاد النظر فى ذلك الكليب عن الفيلم، الذى يطلقون عليه اسم (making)... فالمفترض، فى السينما العالمية، هو أن يكون هذا أشبه بفيلم تسجيلى تعليمى، تشاهد فيه كيف تم تصوير اللقطات الصعبة والمركّبة فى الفيلم، وكيفية عمل الخدع السينمائية والجرافيك فيه، وعندما تشاهده، تدرك كم أن السينما عمل شاق منظّم، وتدرك كم الجهد الذى يبذل فيه، لإخراج الفيلم على المستوى المطلوب، أما عندنا، فهو فقط ينقل فترات استراحة النجوم وعبثهم فى فترات ما بين التصوير، مع فواصل من المقالب والهزار والرقص والاحتفال، فتشعر وأنت تشاهده أن السينما مجرّد رحلة خلوية، لا يبذل فيها أحد جهدا، ولا يخطّط فيها لشىء، وهذا غير صحيح، والفنانون وصنّاع السينما أنفسهم يدركون هذا، عندما يحرصون على اقتناء أسطوانات المايكنج الأجنبية، ليفيدوا مما بها، فى حين لا يبالى أى مخرج آخر بالحصول على أسطوانة الماكينج الخاصة بفيلمه، اللهم إلا إذا كان هذا لقضاء وقت ممتع فحسب، والناس لن تدرك أهمية وصعوبة فن السينما، والخبرات لن تنتقل إلى أجيال جديدة، بمشاهدة الرقص والغناء، وفترات الراحة، والسينما لن تتقدّم، إلا إذا حرص السينمائيون على هذا... وما زالت لنا بقية.