وقف أمام جمهور كبير بقاعة أكبر بمحافظة المنوفية يتحدث إلى الحاضرين عن تجربته فى عالم التجارة والصناعة.. كان صوته يعتصر صدقا وهو يقص قصته للناس.. قصة رجل خرج من قرية صغيرة بمحافظة المنوفية، وتحديدا من مركز أشمون، اسمها أبو رقبة وكيف مضت معه السنوات من عامل بسيط إلى أن يكون من أكبر رجال الصناعة فى مصر الآن.. صوته هادئ يتحدث بود كبير يجعلك وأنت تستمع إليه، تشعر أنك أمام والدك.. جدك.. رجل يقتصر الطريق للوصول إلى القلوب والعقول بسرعة فائقة، هذا هو محمود العربى، أحد أهم الشخصيات المصرية فى الفترة الأخيرة.. كفاحه يدل دلالة كاملة على أننا أمام شخص احترم نفسه واحترم عمله واقترب إلى الله فوصلت فى النهاية البركة.. نعم إنها البركة التى تظهر مع محمود العربى الآن بمصانعه الممتدة فى محافظتى القليوبية والمنوفية وبعماله الذين وصل عددهم إلى ما يقرب من 20 ألف عامل، ولنا هنا بعض التساؤلات: هل مرة رأيت محمود العربى يتصدر بتصريحاته وأحاديثه وسائل الإعلام المختلفة فى الوقت الذى تجد فيه أنصاف وأرباع رجال أعمال يتصدرون المشهد الإعلامى فى مصر؟ عمرك سمعت أو قرأت خبرا فى جريدة عن محمود العربى وهو مطلوب أمام أى جهات رقابية أو قضائية مثل الآلاف من رجال الأعمال فى مصر الذين تتصدر أخبارهم من أيام المدعى العام الاشتراكى إلى النائب العام الآن، الذين سرقوا أموال البنوك ونهبوها وهربوا إلى الخارج؟ عمرك شفت أو سمعت أن الحاج محمود العربى استولى بطريقة غير قانونية، مستغلا نفوذه، على أراض كثيرة فى الدولة لكى يستفيد منها، كما استفاد مئات رجال الأعمال فى مصر؟ عمرك سمعت أو شفت ابنا من أبناء محمود العربى تصدرت الصحف بأخبار عن لياليه الحمراء أو الخضراء أو استغل قوة ونفوذ والده كما يفعل الكثيرون من أبناء رجال الأعمال فى مصر؟ بالطبع لا.. إنه نموذج مختلف.. نموذج مصرى محترم.. أحسن تربية أبنائه.. إنه رجل عصامى بدأ من الصفر ليصل إلى ما فيه الآن من اسم عريق لصناعات عريقة تعطى لنا أملا فى أن مصر العظيمة الشريفة قادرة على إنجاب أمثال محمود العربى وتقدمهم للبشرية. لذلك لم يكن غريبا أن يصرح المهندس إبراهيم العربى رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات «العربى» التنفيذى، بأن الحريق الذى وقع بمخزن التكييفات المؤقت الذى كان مقاما بمصنع الثلاجات تحت الإنشاء بالمنطقة الصناعية بقويسنا بالمنوفية ليس محنة ولكنه منحة من الله كشفت له ولعائلته مدى الحب الذى يلقونه من العمال، بعد أن قام العمال بالتضحية بأنفسهم لإطفاء الحريق ومحاولة منع ألسنة اللهب من الوصول إلى باقى مصانع المجموعة المجاورة للحريق، مؤكدا أنه رأى بعينه فى أثناء محاولة إطفاء الحريق الذى استمر لمدة 4 ساعات ونصف الساعة العمال يهرولون للأدوار العليا للمصانع لإطفاء النار، بينما كان بعض رجال الإطفاء يتحسسون خطواتهم خوفا من انهيار المصنع. ما قاله المهندس إبراهيم العربى ليس غريبا، ربما يكون غريبا على مسامع البعض البعيد عن رؤية ما تفعله مجموعة «العربى» على أرض الواقع، فالجميع يعلم أن ال20 ألف عامل الذين يعملون تحت قيادة هذا الرجل يعلمون جيدا أنهم يعملون فى مصنعهم، وليس فى مصنع محمود العربى، إن ما تقدمه إدارة تلك المصانع للعمال من خدمات محترمة، ابتداء من المرتب المحترم، مرورا بوسيلة المواصلات الجيدة ذهابا وإيابا للمصانع، وصولا إلى الاحترام الكامل لآدميتهم، لذلك ليس غريبا على هؤلاء العمال أن يكونوا فداء لتلك المصانع التى هى فى الأصل مصانعهم وليست مصانع محمود العربى، وليس غريبا أيضا أن يصرح المهندس إبراهيم العربى، وهو وسط عماله فى أثناء الحريق «إن عمال المجموعة هم رأس المال الحقيقى لها، وإنهم أهم من أى خسائر مادية». وليس غريبا أيضا أن يصرح محمد محمود العربى العضو المنتدب للمجموعة، بأن الموردين للخامات عرضوا على المجموعة زيادة الكميات المورَّدة ومكونات التكييف للمساعدة على زيادة الإنتاج، بالإضافة إلى قيام البعض بمحاولة التبرع لنا، مثل مورد المنظفات الذى أصر على إعطائنا طن منظفات مجانا للمساهمة فى إزالة آثار الحريق، ورفضَ كل محاولات تقديم ثمن الطن له، كما عرضت علينا بعض مصانع التكييف المنافِسة أن ننتج تكييفاتنا فى مصانعهم فى الوقت الذى سيتوقف فيه الإنتاج لديهم، وليس غريبا أن يؤكد محمد محمود العربى «إننا نحب الناس وهم يبادلوننا نفس الحب»، ربما يتخيل البعض أن هذا الكلام مبالغ فيه، لكنه هو الحقيقة. إن النماذج الإيجابية فى مجال الصناعة ربما تكون قليلة، ولكننا نستطيع أن نؤكد أن مجموعة «العربى» برمزها الكبير الحاج محمود العربى مثال نادر لرجل صناعة محترم يحترمه الناس قبل أى شىء، ومن أهم ما أوصل هذا الرجل إلى ما هو فيه الآن وحرصه الدائم على التواصل التكنولوجى الكبير، لذلك كانت مصانعه وما زالت تشكل منبرا هامًّا للتكنولوجيا الحديثة والمحترمة، ونجح الرجل الريفى ابن قرية أبو رقبة، التى جعلها بماله وبعرقه فخرا لأبناء الوطن جميعا بعد انتشالها من فقرها لتتبوأ معالمها كبرى المنشآت التعليمية والصحية، ويكفى أهلها فخرا وجود «مجمع العربى التعليمى والصحى، ومعهد العربى للتعليم الأزهرى»، ونجح فى أن يجعل مصانعه من أكبر المصانع فى الشرق الأوسط، وأن يصبح مهندسوه من أجدر المهندسين على مستوى العالم، فهؤلاء المهندسون نجحوا فى زيادة أحد خطوط إنتاج التكييفات من إنتاج وحدة واحدة إلى وحدتين وتصديره مرة أخرى إلى الجهة التى تم استيراده منها فى اليابان.. إننا بحاجة فى مصر إلى عشرات، بل مئات من محمود العربى لنسعد بأننا نعيش فى بلد اسمه مصر.